المدبر الرسولي يترأس قداس عيد البشارة في بازيليك الناصرة

الناصرة – البيادر السياسي- من  أبو انطون سنيورة – ترأس المدبر الرسولي لبطريركية القدس للاتين رئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا، القداس الاحتفالي

بمناسبة عيد البشارة، وذلك في بازيليك البشارة في مدينة الناصرة، بمشاركة لفيف من الأساقفة والكهنة، وحضور حشد من الرهبان والراهبات والمؤمنين والحجاج.

وألقى النائب البطريركي للاتين في الناصرة الأب حنا كلداني عظة المدبر الرسولي، وقال فيها: “نحتفل في هذا العام في عيد البشارة بغير تاريخه المعتاد، حيث نحتفل به في الزمن الفصحي، وفي هذه المصادفة دلالة خاصة، كي نفهم كلمة الله لنا. نحتفل عادة في هذا العيد في زمن الصوم، وأما في هذا العام نحتفل به في ثمانية عيد الفصح. فقبل ثمانية أيام احتفلنا بعيد القيامة المجيدة، واليوم نحتفل بعيد تجسد كلمة الله. والهدف من التجسد هو بلوغ القيامة”.

وأضاف: “إن إنجيل عيد البشارة يعيد بنا إلى سفر التكوين. نعرف كلنا رواية الخلق: خلق الله الإنسان ليكون سعيدًا، ولكنه طلب منه أن يكون أمينًا. ولم يكن أمينًا ففضّل أن يستمع إلى صوت مختلف عن صوت الله؛ صوت الحيّة، وأن يبتعد عن الله فوقع في العصيان والخطيئة. ولما بحث الله عنه في الفردوس تهرّب الإنسان من وجه الله. وكان أول سؤال من الله للإنسان: أين أنت؟. قبل الخطيئة كان الله رفيق الإنسان في الجنة التي خلقها الله، وكان الله يتمشى في الجنة حيث وضع الإنسان. هذا أسلوب في رواية الخلق للتعبير عن علاقة الله مع الإنسان، ولكن الخطيئة قطعت هذه العلاقة ولم يعد الله يجد الإنسان، وصار الإنسان يختبىء من وجه الله لأنه خائف، وفقد الثقة بالله خالقه”.

وتابع الأب كلداني: “هذا هو تاريخ الخلاص: هو سعي دائم من قبل الله لإعادة الثقة التي فقدت، ولإعادة العلاقة بين الله والإنسان. وهذا ما يريده الله: أن يعيد الثقة والأمانة للعهد، وأن يخلق من جديد العلاقة بين الله والإنسان. إنجيل اليوم هو استجابة لهذه الإرادة الإلهية التي تريد إعادة الثقة وتجديد العلاقة مع الإنسان. إن مريم العذراء لا تختبىء مثل آدم وحواء في الجنة، بل سمعت صوت الله وأجابته. ولما بحث الله عنها، وأرسل الملاك إليها، لم تخف ولم تختبىء. نعم اضطربت وأحست بالخوف أمام المسافة الشاسعة بينها وبين الله. لكن مريم سلمت أمرها إلى الله، وقبلت الحقيقة التي قدمها الله لها. قبلت بما قال الله لها. فالخوف هي ثمرة الخطيئة، أما الثقة فهي ثمرة النعمة. هذا هو الأمر الجديد، والخلق الجديد الذي صنعه الله في مريم، إمرأة استطاعت من جديد أن تثق بالله”.

وقال: “عيد اليوم يقول لنا: إن المرور من الخوف إلى الثقة، من العزلة إلى العلاقة مع الله، إنما هو أمر ممكن، ولكن بالنعمة فقط، وليس ممكنًا بجهد بشري فقط. ولا يمكن أن تعوجد علاقة الإنسان مع الله، إلا لأن الله اختار إنسانًا، إمرأة، وجعلها قادرة من جديد على إعادة الارتباط به؛ ارتباطًا محررًا من نتائج الخطيئة. وبالفصح كمّل يسوع العمل الذي بدأ مع مريم التي قالت نعم؛ بطاعته للآب أعاد الصلحة مرة وللأبد، منح العالم حياة جديدة”.

وخلص الأب كلداني في عظة القداس إلى القول: “هذه علامات مهمة لنا جميعًا، ولاسيما لعائلاتنا المسيحية في هذه السنة حيث بدأت الكنيسة مسيرة مع العائلة المقدسة تساعدها وتفكر معها في حياة العائلة المسيحية. وبداية المسيرة من هنا، من الناصرة، ومن إنجيل الناصرة. انجيل اليوم يقول لنا إن العلاقات في كل عائلة، وفي كل جماعة مسيحية مؤمنة تبنى أولاً على الثقة، ولا يمكن أن توجد حياة عائلية من دون ثقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com