رسالة مفتوحة من الشهيد ياسر عرفات للقيادة الفلسطينية.. د. وليد خالد القدوة

رسالة مفتوحة من الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني الشهيد/ ياسر عرفات للقيادة الفلسطينية نتيجة الظلم التاريخي الذي يتعرض له شعبنا الفلسطيني في محافظات غزة بسبب الحصار وقطع الرواتب وإحالة الآلاف من الموظفين العسكريين والمدنيين  للتقاعد المبكر … وهذه نص الرسالة

لقد تشرف بقيادة هذا الشعب العظيم ( شعب الجبارين ) لأكثر من أربعين عاماً ، حيث استمدت قوتي وصمودي الأسطوري في المعارك الميدانية والدبلوماسية الصعبة والتاريخية من إرادة وعزيمة وجبروت هذا الشعب الذي لا يعرف اليأس أو المستحيل .

نعم يا إخواني … نعم يا أحبتي … لقد كان شعبنا صلباً وقوياً وشجاعاً ومتميزاً في كل المحطات النضالية ، في معركة الكرامة 1968 ، وفي بيروت 1982 ، وفي انتفاضة الحجارة عام 1987 ، وفي انتفاضة الأقصى عام 2000 .

ولقد قدم شعبنا العظيم عبر تاريخه النضالي الطويل مئات الآلاف من الشهداء ، ومئات الآلاف من الجرحى ، ومئات الآلاف من الأسري على طريق الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، وعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها عام 1948 .

عندما كنت أقف وأخطب في جماهير شعبنا العظيم كنت أدرك تماماً أنني محظوظ لأنني أقود شعباً قوياً ومتماسكاً  مؤمن بعدالة قضيته ، ومؤمن بحتمية النصر مهما كانت الظروف والمتغيرات .

لقد منحني هذا الشعب الرائع الكثير من نقاط القوة والسمات التي كانت تشكل دافعاً قوياً على استمراري في النضال والصمود والتحدي …

–           منحني القيادة والريادة .

–           منحني السخاء والعطاء .

–           منحني الشجاعة والحماسة .

–           منحني الحب والاحترام .

–           منحني الاحساس بالهدف .

–           منحني الأمل والتفاؤل .

–           منحني السعادة الحقيقية .

–           منحني الصفح والتسامح .

–           منحني الاجتهاد والتواضع .

–           منحني المثابرة والمغامرة .

–           منحني التميز والابداع .

–           منحني الشغف والمرح

–           منحني رباطة الجأش .

–           منحني الصبر على الابتلاءات .

–           منحني الصدق والحزم .

من أجل ذلك كنت دائماً أردد في خطاباتي الجماهيرية ( سيبقي هذا الشعب المبدع على مدار التاريخ أعظم من قياداته ) .

يا رفاق دربي الطويل … يا شرفاء الوطن … يا ثوار وأحرار فلسطين ..

–           لقد تركت لكم شعباً عظيماً تستمدون منه وجودكم وقوتكم ومكانتكم بين الأمم والشعوب .

–           لقد تركت لكم شعباً رسم أروع سيمفونية في التضحيات والابداعات على مدار التاريخ .

–           لقد تركت لكم شعباً تربع على عرش الكرة الأرضية في التحدي والصمود والمقاومة .

–           لقد تركت لكم شعباً أيقونة في الابداع والتميز والعطاء .

–           لقد تركت لكم شعباً كان وقوداُ للثورة الفلسطينية منذ اكثر من مائة عام .

–           لقد تركت لكم شعباً لا يمكن أن يقهر أو يستسلم أو يركع إلا لله تعالي .

–           لقد تركت لكم شعباً من الأحرار والثوار .

–           لقد تركت لكم شعبناً أصبحت تضحياته ونضالاته تدرس في الجامعات العربية والدولية .

–           لقد تركت لكم شعباً عزيزاً … كريماً … مخلصاً … وفياً … أميناً ، شعباً يستحق أن تسهرون على راحته ليل نهار .

ولكن بعد أكثر من 13 عاماً من استشهادي وانتقال روحي لرب السماء ، أشعر بألم شديد فأنا أشعر بمعاناة شعبي الوفي وانا راقداً في قبري ..

–           أشعر بأنكم تخليتم عن نهجي وفكري وفلسفتي في التعامل مع شعبنا الحنون .

–           أشعر بأبنائي الموظفين العسكريين والمدنيين الذين قطعت رواتبهم وتمت إحالتهم للتقاعد المبكر قسراً .

–           أشعر بالأطفال والنساء والشباب والشيوخ الذين يتسولون في شوارع غزة .

–           أشعر بالمرضي الغير قادرين على العلاج .

–           أشعر بالحصار والدمار الي يعيشه شعبنا المخلص في غزة .

–           أشعر بالعمال والتجار ورجال الأعمال .

–           أشعر بآلام ومعاناة كل شرائح مجتمعنا الفلسطيني بغزة العزيزة عل قلوبنا نتيجة الفقر والجوع والحرمان والبطالة وانقطاع الكهرباء .

–           أشعر بالمؤامرة التي تتعرض له قضيتنا الفلسطينية .

لقد تركت لكم هذا الشعب المتميز أمانة في أعناقكم وضمائركم ووجدانكم ، تركته ليعيش حراً ، كريماً ، كريماً ، عزيزاً على أرضة المباركة ، لا أن يعيش متسولاً … محبطاً … منهاراً بسبب قرارتكم الخاطئة ، وطريقة تفكيركم السلبية ، وممارستكم الغير منطقية .

لقد أوصيت قبل وفاتي بدفع رواتب الموظفين بشكل منتظم ، وعلاج المرضي ، ومعاملة شعبنا الذين تستمدون منه بقاءكم ووجودكم في القيادة بكل احترام وتقدير ومحبة وتسامح … فلا تمارسوا الظلم ضد شعبنا … لا تمارسوا الظلم ضد شعبنا … لا تمارسوا الظلم ضد شعبنا … فالظلم الذي يتعرض له شعبنا بسبب قرارتكم التي تفتقر للعدل والحكم يعذبني في قبري .

رئيس مجلس إدارة أكاديمية رواد للتنمية والتدريب وعضو تجمع عائلات فلسطين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com