أبرشية الروم الكاثوليك في الأردن تبدأ عهدًا جديدًا مع المطران جوزيف جبارة

 عمان – البيادر السياسي- من أبو أنطون سنيورة – بدأت أبرشية بترا وفيلادلفيا وسائر شرق الأردن للروم الكاثوليك،عهدًا جديدًا مع المطران جوزيف جبارة، وذلك خلال مراسم توليته في كاتدرائية القديس جوارجيوس، وسط حضور مسيحي ومسلم مكثف.

وفي بداية خدمة التولية، رحّب الأب الإيكونومس بولس حداد، بسيادة المطران وبالحضور قائلاً: “لقد وضعتم يا صاحب السيادة بداية عملكم بأنها وثبة نحو المستقبل، وما أحلاه وصفًا. وبالحقيقة أننا صرنا نميل إلى الابتهاج المتسق بمستقبل قادم لأن الله فيه، وهذا المستقبل نراه متهللاً حيث تستولي عليه المشيئة الإلهية لا الأهواء البشرية. نراه إنطلاقًا إلى الله بنكران ذات وحريّة. وإعرابًا عن إيمان تتجه أيادينا إلى الوجه الإلهي المشرق الذي نتلمسه فيك”.

وتابع: “هذا المستقبل نراه على صورة كنيسة المستقبل، وأساس هذا المستقبل بناء جديد يعطينا صورة مسبقة عن المجد الذي لا يُدنى منه. إننا منذ الآن نتذوق ذلك المستقبل في وجهكم الرضي وفي قلبكم الكبير. نسأل الرب يسوع الذي له تقدّمون خدمتكم أن يطيل بعمركم ويمدّكم بقوة منه، حيث فرحنا بسيادتكم كبيرة، ومحبتنا لسيادتكم بالرب يسوع أكبر. أدامكم الله، وزادكم قوّة لمستقبل زاهر بعهدكم الميمون تحت الراية الهاشمية المظفرة. ولسنين عديدة يا سيد”.

كما تلا المطران إيلي حداد نص كتاب التولية من البطريرك جوزيف عبسي.

وفي خطابه الأول منذ توليه رعاية أبرشية الروم الملكيين الكاثوليك في المملكة، أشار المطران جوزيف جبارة إلى وجود “مزايا متعددة ينبغي أن تزين حياة الراعي، أسقفًا كان أم كاهنًا. فالفضيلة مطلوبة، والتقوى محمودة، والعلم اللاهوتي وغير اللاهوتي مستحب، وحسن التدبير من الأولويات والمسلمات، والخدمة الراعوية لا يمكن الاستغناء عنها. ولكن فوق هذه الفضائل والمزايا كلها، وضع السيد المسيح فضيلة المحبة؛ فالمحبة هي الجوهر التي تعلو تاج الفضائل، وهي اللؤلؤة التي ينبغي أن تزّين حياة الأسقف”.

وحول معنى المحبة، تابع مطران الروم الكاثوليك في الأردن: “إن المحبة في المسيحية ليست عاطفة أو إحساسًا يعيشه المرء، من دون أن يكون له صدًا على أرض الواقع، أي من خلال علاقته بالله وبالآخرين. فبالنسبة لي عندما أتكلم عن المحبة من وجهة نظر مسيحية إنجيلية أتكلم عن أمرين: الخدمة وبذل الذات؛ فالراعي، أو الأسقف، هو أولاً خادم للأخوة، في مختلف حاجاتهم، سيما الروحية والرعوية. أما بذل الذات فهو عندما يقبل الأسقف أن يبذل من وقته ومن حياته لأجل الله ولأجل الآخرين”. وخاطب سيادته الحضور قائلاً: “هذه هي المحبة التي سأسعى أن أعيشها فيما بينكم جميعًا: بُعد الخدمة وبُعد بذل الذات”.

وختم المطران جبارة كلمته بتوجيه الشكر لجميع الذين لبّوا الدعوة وحضروا من مختلف المناطق والرعايا للمشاركة في احتفال التولية. كما وجّه شكره لمختلف السلطات الدينية والمدنية والقضائية والعسكرية، وإلى المجمع المقدس وقداسة البابا فرنسيس. كما رفع الشكر من أجل تعب ومحبة سلفه المطران ياسر عيّاش، والمطران إيلي حداد الذي كان مدبرًا بطريركيًا لثلاث سنوات على الأبرشية، ولجميع الكهنة والشمامسة والإكليريكيين، ولكل الرهبانيات الرجالية والنسائية، والعلمانيين والعلمانيات الذي يعطون من وقتهم وحبهم، من أخويات وكشافة وشبيبة.

ولد في بلدة عماطور الشوف اللبنانية عام 1965. تلقى دروسه الابتدائية في مدرسة البلدة، قبل أن ينتقل إلى بيروت للتخصص في مجال الإلكترونيك وينال شهادة البكالوريا الفنية فيها. التحق بدير القيامة للتمرّس على الحياة الرهبانية سنة 1986.

بعد عامين ونصف انتقل إلى أبرشية بيروت وجبيل للروم الملكيين الكاثوليك كطالبٍ إكليريكي. تابع دراسته اللاهوتية والفلسفية في معهد القديس بولس في حريصا، ونال إجازتين تعليميتين في الفلسفة عام 1995، وفي اللاهوت عام 1996. سيم شماسًا إنجيليًا، ثم كاهنًا في 10 تموز سنة 1993.

سافر إلى فرنسا للتخصص في مجال آباء الكنيسة، حيث نال شهادة الدكتوراة من جامعة باريس 4 السوربون. عيّن راعيًا لكنيسة سيدة النجاة في الحدث (لبنان)، كما عمل في التعليم الجامعي في جامعة القديس يوسف (اليسوعية) ومعهد القديس بولس، وغيرها من الكليات. وله عدّة مؤلفات ومقالات وترجمات في مجال آباء الكنيسة.

وافق البابا فرنسيس على انتخابه أسقفًا مساعدًا لأبرشية سيدة الفردوس في البرازيل. وتمت سيامته الأسقفية في 21 كانون الأول 2013. ثم وافق قداسته على انتقاله كرئيس أساقفة إلى أبرشية بترا وفيلادلفيا وشرق الأردن في 20 شباط 2018.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com