سبعون عاما على النكبة، ماذا بعدها فلسطينياً؟ المحامي سمير دويكات

لا شك انه وبمرور سبعين عاما على النكبة، هناك الكثير الذي يمكن قوله من جديد، السنة جاءت والنكبات تتوالا وفي يومها بذات حيث اكتمل علو بني اسرائيل في الارض بان اقرت لهم امريكا ان القدس عاصمة لهم وهو اكثر دهاء ومصيبة من نقل السفارة كاجراء مكاني او دبلوماسي، وما رافق النقل من خطابات والتي اعطت اليهود الولاية التاريخية والدينية والجغرافية على كل المدينة واعتبرونا نحن الفلسطينيون مجرد اقلية جاءت من بعيد سيتم التعامل معها بطرق كثيرة منها الوحشية التي قتلوا فيها شهداء غزة باعداد كبيرة وكبيرة جدا.

ان هذا اليوم، ليس بعده كما كان قبله، فقبله كان هناك حديث عن ربما سلام او دولتين لشعبين او كان البعض له راي في ذلك ولكن بعده، سيكون الامر مختلف، في ان العودة اصبحت كما ليس من قبل حقيقة ومطلب لا تراجع عنه، فهي واقع معاش ويتم البحث عن السبل والطرق التي يمكن من خلالها تنفيذ الامر، منح اليهود فترة لا تقل عن ثلاثون عاما خلال اوسلو ليتطيعوا ان يعيشوا هنا بدولة، ولكن اسقطوا كل هذه الخيارات ولجاوا الى الطريق الاصعب، فمن من الفلسطينيين او العرب او المسلمين من يقبل بان يسيطر اليهود على القدس وهل فلسطين تستطيع ان تكون دولة بلا القدس عاصمة موحدة لفلسطين؟ اشك بان يكون هناك شخص على الخليقة سواء ولد او سياتي بعد ان يقول اننا نقبل بان تكون القدس عاصمة للصهاينة، وفي هذا فاني وامام جبروت الاطفال وعزيمة الفلسطينيين اشفك على بني اسرائيل انهم يحتفلون، فهم لم يصلوا الى ذلك الى تنفيذا لما جاء في القران الكريم، وما هي الا اوقات في الزمان وحتى يخرجوا كما خرجوا المرة الاولى.

اليوم على الفلسطينيين، وخاصة المستوى الرسمي والقيادي ان يكون على قدر كبير من الاحداث وان يكون لديه ما يقوله في ظل فشل برنامجه السياسي الذي ظل على طوال ثلاثين عاما، ولم يقدم شىء للفلسطينيين وبالتالي عليهم ان يلجاوا الى قرار الشعب والذي له الحق في تحقيق المصير وتقريره وفق ما هو في عرف وقواعد العمل الانساني، فلا غالب ان يبقى الاحتلال وقتا الى حين ان يكون لدينا خطة محكمة لازالته، بدلا من ضياع المكتسبات كلها وان يقوى على ظهورنا الصهاينة تحت مسميات اصبحت بالية ومنعدمة ولا تخدم سوى الاحتلال.

فليس امام الفلسطينيين اولاً سوى التوحد في قيادة واحدة وان يكون هناك صياغة لبرنامج وطني واضح يستند على ثوابت راسخة وان يحفظ الحقوق الفلسطينية ومنها دولة فلسطين مستقلة وعاصمتها القدس وزوال الاحتلال كاملا عن الاراضي الفلسطينية، فمما لا شك فيه ان الادارة الداخلية والخارجية للسياسة الفلسطينية هي السبب في ضياع كثير من الحقوق الفلسطينية، فالاحتلال يفعل ما يشاء في قتل ابناءنا واسرهم والاغلاق والهدم والمصادرة، ونحن نتفرج تحت امال السلام الذي لن يتحقق يوما مع اليهود.

عربيا ودوليا، يقولون ماذا سنصنع للفلسطينيين في وضعهم المنقسم وفرقتهم التي لا تجدي لهم شيئا وهل سيكونون اكثر منا في سبيل تحصيل حقوقنا المشروعة؟ وان كانت السياسات العليا للدول في انظمة الحكم لا تخدمنا فان الشعوب ما تزال حرة وحية، وتستطيع ان تخدمنا كثيرا.

لذلك فان ما جرى ليس غريبا على امريكا واسرائيل، ولكن الغريب اننا ما نزال نتعامل معهم بنفس الوجوه والسياسات، حتى بات اليوم مطلب الراتب هو همنا الاول لان الحياة التي تبعت اوسلو كان مخطط لها اسرائيليا ان تكون حياة الناس قائمة على الاقتصاد والرفاهية المنقوصة، حتى لا يستطيعوا التفكير في اكثر من ذلك مقابل امن هادىء لهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com