(ثورة الفقراء ، ثورة الكرامة) حازميات (22) كتب : حازم عبد الله سلامة ” أبو المعتصم ” 

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالي ، من فوق سبع سماوات ( فليعبدوا رب هذا البيت ، الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف )
قدم الله عز وجل نعمة الإطعام من الجوع علي الأمن من الخوف ، لأن الجوع قاتل إذا استمر حتي مع وجود الأمن ، بينما يمكن إذا توفر الطعام أن يصمد الناس أمام الحصار والخوف من الأعداء ،

لم يدع سيدنا علي كرم الله وجهه إلى الصبر والاستكانة والخنوع عندما تصبح المسألة جوع و(أكل وشراب) ، بل قال قولته المشهورة (عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه) ، لتكون قاعدة ثورية لثورة الفقراء والجياع ، قالها علي رضي الله عنه ليوصل رسالة الحق للناس بأنه لو سرق الحكام حقكم وفقدتم قوت يومكم فلا تصمتوا وأعلوا صوتكم ثورة وأشهروا سيوفكم بوجه من سرقكم ،

ولم يبرر الفاروق بن الخطاب (رضي الله عنه) ولم يجد العذر للحكام إن جاعت شعوبهم أن يبقوا على كراسي السلطة بل قال : ( ولينا على الناس نسد جوعتهم ونوفر حرفتهم فإن عجزنا عن ذلك اعتزلناهم ) ،

فهبوا أيها الفقراء … أيها البسطاء … أيها الكادحين … أيها المسحوقين غُلباً وألماً ووجعاً وقهراً … ثوروا فقد بلغ السيل الزبي … وحقكم يضيع ثمنا لفساد تلك الحكومات ورؤوس الأموال الفاسدة ، وقوت أطفالكم يُسرق بلا رحمة … فلا تصمتوا علي هؤلاء اللصوص سارقي مستقبلكم ومستقبل أبناءكم ،
فإذا فقد المواطن كرامته في وطنه فليس للوطن أية كرامة ، فكرامة المواطن من كرامة وطنه

أيها الجياع انتفضوا لأجل كرامتكم … لأجل الحرية والخبز والعدالة ، انتفضوا وثوروا فأنتم أهل هذه الأرض ، وأنتم الوطن … وأنتم أهل الوطنية وعنوان صدق الانتماء للوطن ،  فلا تتركوا اللصوص وسماسرة الوطن وتجار الدم يستغلونكم ويتاجرون بآلامكم ووجعكم ، واجعلوا من جوعكم وفقركم وظلمكم ثورة تجثث معاناة السنين وتسحق الظالمين … وترسم طريقا لحريتكم … ليعود الحق لأصحابه وتنتصر ارادتكم علي هذا الظلم والديكتاتورية وتعود العدالة تعم أرجاء الوطن ،

أيها الفقراء والبسطاء … أنتم من يدفع الثمن … أنتم من ينزف الدم … أنتم من تضحون ليحيا الوطن … فلا تتركوا الوطن بأيدي لصوص وسماسرة ستغلون طيبتكم وبساطتكم ووطنيتكم واخلاصكم ليتاجروا بدمكم ويحولوا تضحياتكم الي سلعة في سوق مزاد النخاسة والسياسية …

انزلوا إلي الشوارع … اصرخوا كفي … كفي ظلما … كفي استخفافا واستهانة بالشعب الغلبان ، كفي متاجرة بالوطن وآلام الفقراء … اصرخوا بوجه الطغاة … فصوت صراخكم يزعجهم … وغضبكم يهز عروشهم … فاغضبوا أيها المتعبين …
“اغضب فإن الله لم يخلق شعوباً تستكين ، اغضب فإن الأرض تـُحنى رأسها للغاضبين ، اغضب ستلقىَ الأرض بركاناً ويغدو صوتك الدامي نشيد المُتعبين”

أيها الفقراء … أنتم الأحرار فثوروا لأجل حريتكم والقضاء علي الظلم …ثوروا لأجل حياة كريمة وحرية وعدالة اجتماعية والانتصار للحق والمستقبل الأفضل ،
هكذا هتف الفاروق عمر بن الخطاب بوجه الظلم “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً”
فاصرخوا … كفي ظلم … كفي كفي … فصوت الثائر تشي جيفارا ينادي بكم “لن يكون لدينا ما نحيا من أجله , إلا إذا كنا على استعداد للموت من أجله .. يجب أنْ نبدأ العيْش بطريقة لها معنى الآن” ،
فلتبدأ ثورة الفقراء والبسطاء ، فقد دقت ساعة الثورة وحان وقت الكرامة والحرية والعدالة ،
hazemslama@gmail.com
25-5-2018

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com