مخرج لبناني يتطاول على الفلسطينيين في صحيفة عبرية..!

من: شاكر فريد حسن :ـ لم يتردد المخرج اللبناني زياد دويري، المثير للجدل، في التحدث إلى صحيفة عبرية ونشر المقابلة التي أجراها صحفي يهودي معه، بل بلغ فيه الصلف أن تهجم على العرب قائلًا: “البيت العربي قذر جدًا”، متهمًا الفلسطينيين بارتكاب مجزرة ضد لبنانيين مسيحيين…!

وقد جاء ذلك في مقابلة أجراها معه الصحفي أمير بوجين في نيويورك، ونشرها الملحق الفني لصحيفة “يديعوت احرونوت” الإسرائيلية يوم أمس الجمعة.

ونقل الصحفي المذكور، الذي دافع عن دويري وعن أفلامه والأفكار التي يحملها، وخاصة فيلم “قضية 23” الذي مُنع عرضه في مدينة رام الله الفلسطينية مؤخرًا، عنه قوله: “معركتي هي في الداخل، داخل الإسلام، مع الإسلام المتطرف، والعقلية الرجولية وتحرير المرأة”.

وأضاف دويري يقول: “قبل أن تخرج للنضال الكبير عليك أن تنظف البيت وأن تكون صريحًا مع نفسك.. أنا أعتقد أن البيت العربي قذر جدًا، إذا أردنا قول الحقيقة”…!

ومن التهجم والتحريض على “البيت العربي” انتقل دويري للتهجم والتحريض على “البيت الفلسطيني”، على خلفية ردود الفعل المعارضة لفيلمه “قضية 23″، الذي تجري أحداثه في مدينة بيروت، حيث تتطور مشادة بين “طوني” المسيحي اللبناني المناصر لحزب الكتائب و”ياسر” اللاجئ الفلسطيني وتصبح قضية سياسية ذات أبعاد أكبر تصل إلى قاعة المحكمة، وتجذب اهتماماً واسعاً في لبنان.

يقول دويري، المخرج اللبناني الفرنسي الأميركي: “أيضًا الفلسطينيون ارتكبوا مجزرة، ومجزرة صبرا وشاتيلا ليست أم المجازر، فهم أجرموا وكثيرًا، لكن لا أحد يجرؤ على الحديث عن هذا الأمر، لأن عليك دائمًا أن تبدي التعاطف معهم”.

وتابع دويري يكيل اتهاماته بحق الفلسطينيين في مقابلته مع الصحيفة الإسرائيلية قائلاً: “في هذا الفيلم اعتمدت على صور من المذبحة التي نفذها الفلسطينيون ضد لبنانيين مسيحيين. أنها مواد أرشيفية ذات مصداقية عالية مثل أي توثيق لصبرا وشاتيلا أو محرقة اليهود في اوشفيتس أو ترابلينكا”.

ويتباهى دويري كيف انه اختار لبطل فيلمه المسيحي أن يهين الفلسطيني اللاجئ في لبنان بقوله: “خسارة أن شارون لم يقضِ عليكم كلكم”، مشيرًا إلى أنه تعمد الإشارة لشارون باسمه لما يرمز إليه من إهانة للفلسطينيين، لارتباط اسمه بمجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982 ضدهم.

وكان دويري صوّر في العام 2012 مشاهد من فيلمه “الصدمة”، المقتبس عن كتاب “الاعتداء” للكاتب الجزائري ياسمينا خضرا، في إسرائيل (دخل إليها بجوازه الفرنسي). وتدور القصة حول جراح عربي إسرائيلي يعالج المصابين في هجوم انتحاري في تل أبيب ليتبين في النهاية ان منفذة العملية هي زوجته الفلسطينية. ودافع دويري مرارا عن فيلم “الصدمة” ورفض الاعتذار عنه.

وعند عودته مؤخرًا إلى مطار بيروت حُجز جواز سفره، وأحيل على القضاء بتهمة “التعامل مع إسرائيل” بعد تصوير أجزاء من فيلمه “الصدمة”. لكن أفرج عنه لاحقًا من قبل المحكمة العسكرية اللبنانية.

يشار إلى أن المقابلة أجريت مع دويري في نيو يورك على هامش تسويقه لعرض فيلمه المذكور، الذي يحمل اسمًا آخر وهو “المهانة”، حيث قوبل بوقفات احتجاجية لنشطاء مناصرين للقضية الفلسطينية، أو على حد وصف الصحفي الإسرائيلي أنهم “نشطاء مناهضون لإسرائيل، خرجوا مرة أخرى في حملة هوجاء وشرسة ضده”..!!

وكانت حركة المقاطعة “بي دي اس”، التي تدعو إلى مقاطعة إسرائيل لحين إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، قد ذكرت في بيان سابق لها: “بما أن زياد دويري لا يزال يدافع عن التطبيع فإن عرض أفلامه من قبل المهرجانات العربية، بما فيها الفلسطينية، وبغض النظر عن النوايا، لا يمكن إلا أن يشجعه على الاستمرار في نهجه التطبيعي المدمّر.”

كما قالت الإعلامية اللبنانية رابعة زيات في تغريدة لها إن “الإبداع لا يبرر خيانة الوطن والارتماء بحضن إسرائيل”.

واتهم الصحفي في جريدة “الأخبار” اللبنانية بيار أبي صعب، بأن دويري “ارتكب جريمة أخلاقية وسياسية ووطنية بلا حساب من قبل الدولة والقانون، حين أقام في إسرائيل لأشهر بين عامي 2010 و2011، حيث صور فيلمه “الصدمة” مع ممثلين إسرائيليين ومنتج منفذ إسرائيلي”.

وتساءل أبي صعب وقتها: “ماذا ترانا نقول لزياد دويري الذي أقام أشهرا في إسرائيل، وصرف فلوسه فيها، ثم لم يقطع الصلة بها. هل المطلوب منا الآن أن نمحو كل ذلك بكبسة زر؟”.

ويعتبر أبي صعب أن السماح لدويري بعرض فيلمه الجديد من دون اعتذار أو محاسبة، “اعتراف لبناني رسمي بشرعية التعامل مع إسرائيل”. وأكد أنه “لا يمكن لنا أن نقبل بمحو آثار الجريمة، وتبييض سجل زياد دويري، كي يعود بطلا إلى بلاده كأن شيئا لم يكن”.

وقد تم ترشيح فيلم “القضية 23” في قائمة الأفلام المرشّحة لنيل جائزة أفضل فيلم أجنبي في مهرجان “الأوسكار” الأخير، ولكنه فشل في نيل الجائزة.

وقبلها قال دويري في إحدى اللقاءات الصحفية: “في حال تحقّق هذا الانجاز لن يمحو ما تعرّضت له من اتهامات ووصمة، فالدعاية السلبية أضرّت الفيلم ومنع عرضه في فلسطين كان خطأً مميتاً.”

وأضاف المخرج اللبناني الفرنسي الأميركي، الذي كان ينتظر الأوسكار بشغف: ,الغصّة التي أشعر بها لا تعوّضها كل جوائز العالم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com