الرئيس الأسد..  مصداقية وجرأة ووضع النقاط على الحروف…

لم نفاجأ بصلابة موقف الرئيس الدكتور بشار الأسد في المقابلة الصحفية الخاصة التي أجرتها معه قناة “روسيا اليوم” وبثتها الخميس 31 ايار 2018، ولم نستغرب السلاسة والثقة والهدوء الذي نطق بها كلماته الواضحة الجريئة القوية التي وضعت النقاط على الحروف، ودحضت جميع الافتراءات والادعاءات الأميركية الاسرائيلية ومن لف حولهما من دول متخاذلة تنساق كالغنم وراء راعيها، وهي تدرك، او حتى لا تدرك، بسبب جبنها وخوفها وضعفها أن من يقودها هم صناع ارهاب وقتل ودمار.. لم نفاجأ لأن هذا هو الرئيس بشار، كما عودنا دائماً في كل مقابلة وفي كل تصريح له، بأنه لا ينطق الا الحقائق، فهو يكره اسلوب اللف والدوران، ولا يعرف الا اسلوب الصراحة المتناهية، فهذا هو منبع قوته وحب شعبه له.

 وضع الرئيس الدكتور بشار الأسد النقاط على حروف الوضع في المنطقة بشكل عام، وفي سورية بشكل خاص وشفاف. وأعلن بكل جرأة ان هناك تقدماً وتطوراً لقوة الدفاع الجوي السوري، وذلك بفضل المساعدة الروسية، وان الدولة ستسيطر قريباً على كامل أراضي سورية. وأكد أن الاميركيين سينسحبون من شمال شرق سورية عاجلاً أم آجلاً. وأن تحرير المنطقة الشمالية التي تسيطر عليها “قوات سورية الديمقراطية” المدعومة أميركياً بصورة علنية، واسرائيلياً بصورية سرية وخفية سيتحقق قريباً.

ولأنه الرئيس بشار الأسد حكيم ويحب أبناء شعبه، حتى من أخطأ منهم وانجر وراء أجندات أعداء سورية ، فقد أكد ان الدولة ستفاوض هذه القوات، وتتوصل معهم الى مصالحة لأن غالبية مقاتليها هم سوريون، اذا ارادوا العيش معا في الوطن سورية، أما اذا اختاروا طريق المواجهة، فان القوة ستستخدم ضدهم كي تعود السيطرة على تلك المنطقة للدولة السورية.

ولأن الرئيس الأسد جريء وصادق وليس لديه ما يخفيه فقد فنّد الادعاءات الاسرائيلية بأن هناك قواعد للجيش الايراني على الأراضي السورية. وأكد انه ليس هناك سوى ضباط يعملون كمستشارين لمساعدة الجيش السوري في مواجهة الارهابيين. وقالها بالفم الملآن والشجاع، لو لدينا قوات ايرانية في سورية فلماذا سنخفي ذلك.

هذه المقابلة جاءت لتؤكد ان النصر على الارهاب قد تم، ولم يبق من الارهابيين سوى فلول لهم هنا وهناك، حتى انه لم يشر الى ما قد يجري في جنوب سورية، لأن الأمر قد حسم، وان الارهابيين سيجبرون على  مغادرة تلك المنطقة.

واسرائيل التي تحسب لها الدول ألف حساب-  وبعضها للأسف ممن يجري في عروقهم الدم العربي- وحتى أمريكا، لم تستطع أن ترهب الرئيس الأسد، فقالها بكل هدوء وثقة  بأن قوات الدفاع الجوي السوري قادرة اليوم على التصدي للاعتداءات الجوية المتكررة على الأراضي السورية، وعليها أن تحسب جيداً قبل القيام بأي عمل عدواني.

ظهر الرئيس الأسد في المقابلة مرتاحاً وهادئاً وواثقاً بانتصارات الجيش السوري على الارهابيين.. وأظهر ان الادعاء الاسرائيلي بتواجد قواعد وجيوش لايران هو افتراء كبير من أجل تحريض العالم على ايران، ولتبرير الاعتداءات الغاشمة على سورية، وكذلك لطمأنة الحلفاء الخليجيين بأن اسرائيل تحارب الوجود الايراني في سورية مع انه ليس هناك أي وجود عسكري فيها.

لقد استطاع الرئيس الأسد بفضل حكمته وحنكته مواجهة المؤامرة الكونية على سورية، وأن يكشف النقاب عن المؤامرة وزيف المطالبات بالديمقراطية والحرية. فهو تفاعل مع هذه المطالبات وتم صياغة دستور جديد، وقام بتحديث المؤسسات، ولكن الارهابيين لا يريدون سوى تدمير سورية، وقد تسببوا بالمعاناة للشعب السوري الجبار الذي تحملها، وتصدى للارهابيين وصناعهم، ودحرهم، وها هو على مسافة قصيرة جداً من اعلان النصر المبين على هؤلاء الارهابيين المرتزقة.

والرئيس الاسد يستمد قوته بوقوف الجيش السوري معه لقناعته التامة به كرئيس يسعى لمصلحة شعبه، وأيضاً بالتفاف غالبية شعبه حوله، فالشعب السوري الذي هو صاحب القرار في اختيار مصيره، يدرك تماماً انه لولا جرأة وحنكة وادارة الرئيس الاسد لما تحقق النصر، ولما صمدت سورية، ولما بقيت موحدة. فسورية الآن أقوى مما كانت عسكرياً، وستكون أقوى وأقوى، وهذا ما يقلق ويخيف القادة الاسرائيليين الذين تمادوا في عربدتهم، وتطاولوا كثيراً على الشرعية والمواثيق الدولية. واذا استمروا في هذا النهج، فانهم سيدفعون الثمن الباهظ لذلك ولو آجلاً.

القدس 4/6/2018

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com