من وسط الزحام: الزحمة تشتد!!  عبد المجيد ابو غوش

زحمة في عتمة مظلمه، والبعض يرقص على الحبال، وآخرون يطلون علينا برؤوسهم من الجحور، والظلام سيد الموقف، وبعض الاصابع ترفع قابضة على الجمر لا تريد أن تظهر ما في باطنها، ومن تحت الطاولة  تتصافح أيدي الشر وعنوان المرحلة أصبح غامضا لمن لا يريد ان يكشف عن ذهنه  وما يدور فيه  وحرق المرحلة  قصد السبيل لمن يخططون , و من تحت الرماد ينالون مآربهم … فهل يصلون الى أهدافهم ؟!! هل ينجحون؟ و الشعب الأمة بأكملها مخدوعة  بمن يدّعون !!

ممكن.. كل شيء ممكن .. إن كانت نفوسهم تصر على حتمية الخنوع و الخضوع لما يريدون.. و أموال تنفق  و في سبيل الشر تُصرَف.. و جيوب الاسياد اصبحت مضخمة بالأموال … و الى ما يسمى الطرف الآخر تصب النقود … فتتحرك ادوات شرهم لتقتل .. تأسر.. و تعتقل الطفل والشيخ  والرجل والمرأة  وتهدم البيت والمنزل ولا حساب .. ولا محاسب .. وإنما خنوع وذل و استكانة لم يعرفها التاريخ العربي!!

المعبد .. المسجد .. الكنيسة استباحوها و صار الوطن غريباً … والسكان المتجذرون منذ آلاف السنين استيقظوا فوجدوا أنفسهم غرباء عن الارض والمسكن!!  وبيوت منثورة على سفوح الجبال مسكونة  وفارغه.. والغرباء عن الأرض استوطنوها.. استثمروها.. فصارت مستوطنات.. الأرض تقضم ثانية بعد الأخرى… والمظهر يتغير يوماً بعد آخر.. وكانوا.. كانوا محرومين من السير فرادى… إنما جماعات .. وقطيع تلو آخر.. والحراس(….) يتقدمون وفي الخلف يسيرون.. خوفا ورعبا… وصاروا لا يبالون.. وصرنا(فشروا) ففردنا مفعم بالشجاعة والجرأة لا زلنا نرفض الواقع ببسالة ولكن إلى متى؟!!

            التسلق.. الانتهازية.. المصلحة الفئوية والفردية تخيّم  وتظلل المسيرة.. ويغضّون.. يغضون الطرف يمينا ويسارا، ويشيحون بوجوههم غير عابئين بما صرنا فيه وما يمكن أن تصبح عليه . ويمين ويسار، إلى اليمين وإلى اليسار في هذه الزحمة التي تصطك فيه الأقدام، والتسابق ولكن إلى الخلف.. إلى الوراء  در!! هكذا تظهر المرحلة.

            البعض يعلن أنه اليسار.. وأي يسار هذا!! وهو يفقد الجماهير يوماً بعد آخر, وضاعت المبادئ في سبيل المصلحة الشخصية أو الشللية. وأي يسار وهو متوزع في جيوب وأجزاء متناحرة لا فصل لها ولا حول ولا قوة؟!! هكذا هو اليسار في وطننا مراكز وجمعيات ومؤسسات اسمها أكبر من فعلها تنتظر المساعدات والدعم الاجنبي… فهل تستطيع أن تحيد عن ما يرسم لها من قبل المانح؟!!

شمّات هواء.. وشطحات ..وسفرات.. وحتى تسفير يسود الموقف اليساري، والكادح أصبح برجوازيا لا يكترث مما يحدث إنما رفع شعارات ليس إلا… وينادون بتوحيد اليسار!!!

            واليمين لا يهمه إلا أن يحقق مأرب الداعم ويتغاضى عن وجهة نظره المعلنة ، ويعلن عن غير ما يبطن، والقمع والتهديد وتحقيق ما رسم له (أي اليمين) من المسؤولين الدوليين (التنظيم الدولي) فاصطادوا وحكموا ويشدون على ذلك بالنواجذ، ومخطئ من يعتقد أن اليمين سيتنازل عن ما يقبض عليه من موقف الحاكم الآمر، ويختلقون المشاكل وإعلام إما مخدوعا أو أنه قاصداً من بعض الاعلاميين أو محطات إعلامية أجنبية أو عربية أن تظهر ما يرضي الجماهير، وتغطي على السلوكيات المنحرفة… ولكنّ من يعيش على الأرض يكشف ما لا يظهر أبداً على الشاشات وآلات التصوير من غنى فاحش  للبعض وتحكم بالجماهير والوسط وما أدراك ما الوسط؟! عاش القرون متقدما رافعا راية النضال الوطني، ومرّ بأزمات فالأزمة تلو الأخرى ولكنه في كل مره كان يخرج شافيا معافى، ويبدأ المرحلة من جديد، ويذود عن الفرد والارض، وارتفعت اسمه الشعبية، ويحسن العمل، ولا يبالي بالقول الفارغ.  ولكن مستنقعات الانتهازية والتسلقية يعيش فيها البعوض والحشرات الضارة، وتلسع في خفاء، وكل الوسط يصرخ ابعدوا عنا شر الوصولية  والتسلقية؟!! ولكن لا ندري لماذا يزداد حجم الآفات يوماً بعد آخر؟!! ألهذا الحد قوة الآفة وحجمها؟!!

            رجال صمدوا وعملوا وعاشوا المسيرة بأكملها عاملين دؤوبين بلا كلل ولا ملل ولا أنين أو تقاعس إلى الرصيف مدحورين. غرباء صاروا … وتجديد الدم  حتمي… ولكن بلا اهمال أو دحر!

            الوسط عنوانه العمل الجماهيري… ولهذا يُستهجن ويُستغرب بشدة حين تظهر تصرفات تسيء لجماهير المسيره. والنقد والنقد الموضوعي من متطلبات العمل الجماهيري وطريق إلى النجاح

فلماذا التصدي للنقد وإن كان خوفا من الفوضى.. فعلى المسؤول أن يحاور ويناقش ويقنع !! ودوما قبول الآخر وحواره مفروض!!…واحتار الجمهور!!

   الأزمة تشتد والظلام يخيم على الموقف والبعض يمررون المؤامرة كالأفعى التي تتهاوى تحت وطأة الحر لتقرص بشدة!!

ونحن في انتظار ما تظهره الأيام القادمة!!

والخوف كل الخوف من أن نصحو على المؤامرة وقد أصبحت حقيقة!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com