جامعتا القدس وهارفارد توقعان اتفاقية تعاون الأولى من نوعها في فلسطين

القدس المحتلة- البيادر السياسي:ـأبرمت جامعة القدس اتفاقية تعاون أكاديمي هي الأولى من نوعها في فلسطين، مع جامعة هارفرد الأمريكية التي تعتبر من اعرق جامعات العالم، تؤسس لعلاقة تعاون أكاديمي بين الجامعتين، في إنجاز كبير على صعيد التعاون الأكاديمي الدولي بين فلسطين والمؤسسات الأكاديمية العالمية المرموقة.

جاء ذلك في مجال البرامج المختصة “بالسياسات الاقتصادية والتنموية” وفقاً لمنهجية “التنافسية Competitiveness” باعتبارها من أهم عوامل النمو الاقتصادي، والتي طورها معهد “التنافسية والاستراتيجيات” في جامعة هارفرد، وبات من أكثر المفاهيم الاقتصادية التي تعتمدها العديد من الدول وقطاعات الأعمال في صياغة استراتيجيات التنمية.

ووقع الاتفاقية عن جامعة القدس رئيسها الدكتور عماد أبو كشك، وعن جامعة هارفارد الأمريكية رئيس معهد “الاستراتيجيات والتنافسية” البروفيسور مايكل بورتر الذي طوَر فكرة “التنافسية” وقدم أساليب علمية لقياسها، وتمكن من إثبات العلاقة الوثيقة بين مستوى “التنافسية” لقطاعات الأعمال المختلفة من جهة ومعدل النمو الاقتصادي في بلدها، وكيفية رفع مستوى التنافسية بهدف رفع النمو، من خلال استراتيجيات تقوم على منهجية علمية صلبة. ويعد بورتر من اهم المفكرين في مجال استراتيجيات الأعمال والاقتصاد على مستوى العالم، ومن ابرز أساتذة جامعة هارفارد.

وقال أ.د. أبو كشك إن هذا الاتفاق جاء نتيجة لحوار طويل مع جامعة هارفارد، توّجت بإبرام هذا الاتفاق الهام الذي يدلل على المستوى الأكاديمي والعلمي المرموق الذي باتت تحظى به جامعة القدس، والاهتمام الذي توليه الجامعة لتقديم البرامج النوعية التي من شأنها رفع القدرات الذاتية.

وأوضح أ.د. أبو كشك أن هذا الاتفاق سيتيح المجال لجامعة القدس لتطوير برامج أكاديمية وتدريبية بالتعاون مع معهد الاستراتيجيات والتنافسية في جامعة هارفارد، وفقا للمنهاج الذي طوره المعهد في جامعة هارفارد، تأخذ بالاعتبار الواقع الفلسطيني واحتياجاته.

وستعمل هذه البرامج على تزويد دارسيها بالأدوات اللازمة لقراءة المشهد الاقتصادي بمستوياته المختلفة، بهدف التعرف على المعيقات التي تواجهه، وتطوير الخطط المنطقية القابلة للتنفيذ في سبيل تذليلها، مبنية على قياس علمي لمستوى تنافسية “عناقيد الأعمال – Business Clusters”.

وسيستفيد من هذه البرامج طلبة جامعة القدس من خلال مساقات أكاديمية ستبدأ الجامعة بطرحها في الفصل الثاني من العام الأكاديمي 2018-2019. كما سيستفيد منها العاملين في قطاعات الأعمال والسياسات الاقتصادية والتنموية من مختلف المستويات، وذلك من خلال برامج تدريبية مكثفة يتم إعدادها بالتعاون مع هذه القطاعات.

وأوضح رئيس جامعة القدس أن هذه الاتفاقية ستشكل أيضًا عامل دفع باتجاه تأسيس معهد في الجامعة يختص في أبحاث التنافسية والاستراتيجيات التي تتعلق بالأعمال والتنمية الاقتصادية، تعمل من خلاله مع جهات الاختصاص وقطاعات الأعمال على تطوير استراتيجيات وخطط من شأنها رفع مستوى التنافسية الكلي والجزئي، على المستوى الوطني وعلى مستوى المحافظات.

وأوضح أبو كشك أن جامعة القدس تهدف من خلال هذه البرامج إلى تأهيل كادر فلسطيني قادر على تشخيص المشكلات الاقتصادية والتنموية التي تواجهنا، والمساهمة في التوصل إلى حلول من خلال استراتيجيات وخطط مبنية على أسس علمية، لافتًا إلى قلة التخصصات والمتخصصين في مجال التنمية الاقتصادية أو استراتيجيات الأعمال، الأمر الذي يحذو بالكثيرين إلى اللجوء إلى الخبرات الأجنبية.

ويأتي هذا الاتفاق في إطار الخطة الإستراتيجية التي وضعتها جامعة القدس وقطعت شوطاً هاماً في تنفيذها، والتي تقوم على عدة أركان، من ضمنها تطوير شراكاتها الدولية مع الجامعات العريقة، بما يفسح المجال لتبادل الخبرات الأكاديمية والبحثية في سبيل تطوير البرامج التي توفرها جامعة القدس وفقًا لأعلى المعايير العالمية، والتي تعود بفائدتها على المجتمع الفلسطيني ككل.

وأضاف أبو كشك أن استقدام جامعة القدس مثل هذه البرامج النوعية ينبع أيضاً من المسؤولية التي أخذتها جامعة القدس على عاتقها بتوفير الحلول للإشكاليات التي تواجه شعبنا، والتي دعا كافة الجامعات إلى التكاتف، لا التنافس، في سبيل تحقيق هذا الهدف السامي الذي تستحقه فلسطين.

يجدر الذكر أن جامعة القدس كانت السباقة في إبرام مجموعة من الشراكات الدولية مع جامعات ومؤسسات تعليم عالي في العديد من مناطق العالم، نجحت من خلالها في تقديم مجموعة من البرامج التي تعتبر الأولى من نوعها ليس فقط على مستوى فلسطين، بل على مستوى المنطقة العربية، ككلية القدس بارد Al-Quds Bard التي أسستها بالشراكة مع جامعة بارد في نيويروك، وكلية الدراسات الثنائية التي أسستها بالتعاون مع الحكومة والجامعات الألمانية وفقًا للمنهج الالماني الذي يدمج بين التعليم النظري والتطبيق العملي، ومركز أبحاث النانوتكنولوجي، إضافة إلى معهد كونفوشيوس الصيني.

وكانت جامعة القدس أول من أسس في فلسطين مجموعة من الكليات الهامة ككلية الطب البشري، وطب الأسنان، والصيدلة والمهن الصحية، والصحة العامة، إضافة إلى كلية الحقوق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com