المطران عطا الله حنا : ” المسيحية في مشرقنا العربي وفي ارضنا المقدسة ليست بضاعة مستوردة من الغرب

سيادة المطران عطا الله حنا : ” المسيحية في مشرقنا العربي وفي ارضنا المقدسة ليست بضاعة مستوردة من الغرب
والمسيحيون في بلادنا ليسوا من مخلفات حملات الفرنجة الصليبية كما يسميها البعض “
القدس – التقى سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم مع وفد من رهبان دير القديسة كاترينا ( سانت كاترين) في سيناء والذين يزورون مدينة القدس في هذه الأيام حيث استقبلهم سيادة المطران في كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة في البطريركية مرحبا بهم ومطمئنا على احوالهم في جزيرة سيناء التي تتعرض في بعض الأحيان الى عمليات إرهابية دموية همجية .
قال سيادة المطران في كلمته بأن دير القديسة كاترينا في سيناء انما يعتبر من اعرق الاديار الارثوذكسية في هذا المشرق ، ونحن بدورنا نعرب عن تضامننا وتعاطفنا ووقوفنا الى جانبكم والى جانب رئيس الدير سيادة المطران ذميانوس حيث اننا نذكركم دوما في صلواتنا ونتمنى بأن يحفظكم الرب الاله ويصون ديركم التاريخي من كل سوء .
ان الحضور المسيحي في هذا المشرق العربي انما هو حضور اصيل وليس حضورا دخيلا ، والمسيحية لم تأتي الى بلادنا من الغرب فكنيسة القدس وانطاكية والإسكندرية تعتبر من اقدم واعرق الكنائس المسيحية في العالم ومن واجبنا جميعا ان نعمل من اجل الحفاظ على هذا الحضور العريق والدفاع عنه امام ما يتعرض له من تحديات ومؤامرات .
المسيحية في مشرقنا ليست بضاعة مستوردة من الغرب كما يظن بعض أولئك الذين لم يقرأوا التاريخ جيدا ، فالمسيحية انطلقت من فلسطين والسيد المسيح من مهده الى لحده عاش في هذه الأرض المقدسة وبعد قيامته وحتى صعوده الى السماء ، وهنا تأسست الكنيسة الأولى وهنا كانت العنصرة ومن هنا انطلق الرسل والتلاميذ الى مشارق الأرض ومغاربها لكي يبشروا وينادوا بالقيم المسيحية .
لا يمكننا ان نقبل بأولئك الذين يشوهون التاريخ ويزورون الحقائق والوقائع فالمسيحيون في هذا المشرق ليسوا من مخلفات حملات الفرنجة الصليبية كما يسميها البعض لا بل ان هذه الحملات الاستعمارية استهدفت المسيحيين قبل ان تستهدف غيرهم من المواطنين .
لا يمكننا ان نقبل بأولئك الذين يتحدثون بمفهوم الأقلية فنحن لسنا اقلية في وطننا ولا نقبل بأن يُنظر الينا كذلك لان هذا مسيء لتاريخنا وعراقة حضورنا في هذه الأرض المقدسة كما انه مشوه لهوية شعبنا وتاريخ بلادنا .
المسيحيون ليسوا اقلية في فلسطين كما انهم ليسوا اقلية في مصر او في لبنان والأردن وسوريا والعراق ، المسيحيون مكون أساسي من مكونات اوطانهم وامتهم وقد كانوا دوما خداما لاوطانهم ومصدر خير وبركة لشعوبهم وقد كانت لهم اسهاماتهم في كافة الميادين الثقافية والابداعية والإنسانية والوطنية والروحية .
نؤمن بقيم التعايش والتسامح والمحبة بين الانسان واخيه الانسان ونرفض كافة مظاهر التطرف الديني والإرهاب والعنف التي تشوه صورة الانسان الذي خلقه الله على صورته ومثاله لكي يكون عاملا من اجل الخير والمحبة والرقي والبنيان ، وليس من اجل القتل والخراب والدمار والإرهاب .
يؤسفنا ويحزننا ما حل ببعض اقطارنا العربية ونرفع الدعاء الى الله من اجل ان تكون هنالك صحوة ضمير وان يتوب الخاطئون ويعودوا الى رشدهم والى انسانيتهم .
اما فلسطين الأرض المقدسة فستبقى جرحنا النازف وستبقى قضيتنا جميعا مسيحيين ومسلمين كما انها قضية كافة احرار العالم ، صلوا دوما من اجل فلسطين وشعبها ومن اجل مدينة القدس لكي يعود اليها سلامها وبهائها ومجدها وصلوا من اجل هذا المشرق العربي لكي تسوده ثقافة الحوار والسلام بدل لغة التحريض والتكفير والاقصاء والكراهية والعنف .
قدم سيادته للوفد تقريرا تفصيليا عن أحوال مدينة القدس وما تتعرض له مقدساتها واوقافها كما قدم سيادته للوفد تقريرا تفصيليا عما تتعرض له الأوقاف المسيحية من استهداف سيؤدي حتما الى اضعاف وتهميش حضورنا المسيحي العريق في هذه الأرض المقدسة ، كما وأجاب على عدد من الأسئلة والاستفسارات .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com