الاحتلال الاسرائيلي لا يرحم/ المحامي سمير دويكات

ستة شهداء عنوان رئيسي في جريدة القدس اليوم، والرواية الابرز في شهادة محمد الريماوي، في كيف ان دخل الجنود عليه فجأة في غرفة نومه، وفاجئوه فادى ذلك ومن خلال الضرب المستمر منهم له الى استشهاده، هي رواية الدم المسفوك في شوارع فلسطين، المقتول شبابه على ايدي هؤلاء الصهاينة الذي جاؤوا ليعيدوا تاريخ التتار وهتلر الذين ادعوا انه احرقهم ليس الا لما يرويه هو كيف ولماذا؟

بل يعيدون جزءا من الحروب الصليبية التي وصلت بها الدماء الى اعتاب البيوت، او يعيدون حمام الدم الذي اساله جورش بوش عندما قتل اكثر من مليون عراقي واكثر واكثر، هي الغابة التي تتحكم فيها يد الشر في عالم اشبه ما يكون بعالم القتل والدمار وعالم غياب الانسانية المكسورة على جدران الصمت القاتلة والمعيب لجميع من هم في صف القتلة ويدعموهم وياتون ليلا وعبر الشاشات ليتغنوا بالديمقراطية الزائفة ومبادىء الانسان المحتقرة.

فاي انسان يدعم هذا الاحتلال ويسكت عن جرائمه فهو انسان ليس بسوي، لقد كفل لنا ديننا الحنيف كما القانون الدولي والشرائع السماوية الحق لنا في الدفاع وطرد الاحتلال وتحرير الارض فهي ارض الاجداد والاباء والاحفاد لن نفرط بذرة تراب منها مهما حصل وهي مواجهة مع هذا المحتل الذي يقتل ابناءنا كل يوم بدم بارد وعلى مرأى من عيون العالم المتحضر النائمة في اكفان العبودية والانتهازية والعنصرية الظالمة.

فمن يعيد للشاب محمد حياته وهدفه في الحياة ومن يرفع الظلم عن ابناء غزة الصامدين ضد اعتى واصعب احتلالات التاريخ، واليوم واذ نرى كل شىء من يبرر لهذا الاحتلال اسلوبه في القتل سوى قاتل وانتهازي وعديم في الانسانية.

ان مبادىء القانون الدولي التي خطت بدماء الفقراء والمعذبين ورسمت على حوائط القبور على اثر الحروب السابقة لم تشفع لاهلنا في فلسطين ان تكون تلك المبادىء ولو اخطار او اشعار على سفالة هذا المحتل ومن يدعمه مهما يكن.

فالاحتلال دائما يقوم على القوة والقسوة ولا تحكمه قواعد الا ما ياتيه منها من الهيمنة والحشية القاتلة، ولكن السفالة الكبرى ان يتم دعمه من قبل حكام وشعوب لا تقل سفالة عن الاحتلال، فكيف يستقيم الامر وكيف نقنع الشباب والنساء والشعوب المحتلة بان هناك عدالة في الارض، ومن سيروي لهم قصصهم الغارقة في بحور الدماء؟

ان الاحتلال لا يكتفي فقط في القتل والجرح والاعتقال، بل يهدم البيوت ويمنع التنمية ويحرض ضد الناس ويشوه الحقائق ويقتلع اصحاب الارض وغيرها، لذلك لن تكون هناك حياة تحت الاحتلال ولا عدالة ولا عيش كريم ولا حتى حركة طبيعية او نزه يرتادها اطفالنا.

فكل يوم نتاكد ان البيوت مغلة جيدا لكي لا يفاجئونا كما غيرنا بعيدا عن احكام القانون الذي كان عليه ان يحمينا من بطش الاحتلال وان يظلل علينا سقوف بيوتنا ويحمي شبابنا وان يرعى فينا انسانية المظلوم لا قتل الظالم، ولكن الله يرى ويسير بالامور الى خلاصة لا يعلمها الا هو ومن يؤمن به.

فلا سبيل الا الى تصور او خطة تقوم على انهاء الاحتلال عن فلسطين وان ترهات السلام والمفاوضات مع محتل لا يرحم لن تكون في قاموس ابناءنا واجيالنا القادمة وان ناظره لقريب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com