المطران عطا الله حنا لدى استقباله وفدا من رهبان الجبل المقدس : ” نتمنى ان تكون زيارتكم ليست مقتصرة على الأماكن المقدسة فحسب بل ان تكون زيارة افتقاد وتضامن مع شعبنا المظلوم والمنكوب والمقموع “
القدس – استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس صباح هذا اليوم وفدا من رهبان الجبل المقدس (اثوس) الاتين من اجل زيارة الأماكن المقدسة في فلسطين كما وسيتوجهون بعدئذ الى دير القديس سابا وقد استهل الوفد زيارته للمدينة المقدسة بحضور القداس الإلهي في البطريركية بمناسبة عيد ميلاد السيدة العذراء ومن ثم استقبل سيادة المطران الوفد في كنيسة القيامة حيث رحب بزيارتهم معربا عن سعادته باستقبال هذا الوفد الاتي الينا من الاديار الارثوذكسية العامرة في الجبل المقدس في بلاد اليونان .
ستتجولون في الأماكن المقدسة في فلسطين وكما تزورون الان كنيسة القيامة ستزورون كنيسة المهد وغيرها من الأماكن المقدسة التي تذكرنا بافتقاد الرب للإنسانية .
هنا ارض الميلاد والفداء والقيامة والنور ، هنا الأرض المقدسة التي تباركت وتقدست بحضور السيد المسيح وامه البتول وقديسيه ورسله وتلاميذه وشهداءه ، هنا اقدس بقعة في العالم انطلقت منها رسالة الايمان الخلاصية الى مشارق الأرض ومغاربها ومن هنا ومن القبر المقدس انبلج نور القيامة لكي يبدد ظلمات هذا العالم ولكي ينقل البشرية بأسرها من حقبة الظلمة والموت والخطيئة الى حقبة النور والبركة والخلاص .
اتيتم من رحاب الجبل المقدس حاملين معكم بركة ادياركم التي فيها الكثير من الايقونات العجائبية والذخائر المقدسة والتي فيها يتنسك الرهبان ويصلون ليلا ونهارا ، لا يصلون من اجل انفسهم فحسب بل يصلون من اجل العالم بأسره ومن اجل ان تتحقق العدالة وان يسود السلام الحقيقي في سائر ارجاء هذا العالم .
نتمنى منكم ان تذكروا فلسطين في صلواتكم فكم نحن بحاجة الى ادعيتكم وخاصة في هذه الظروف العصيبة التي فيها يتم التآمر على قضيتنا وعلى مدينتنا وعلى مقدساتنا واوقافنا ، لقد فقدنا الثقة بسياسيي هذا العالم الذين اجندتهم هي اجندة المصالح السياسية والاقتصادية حتى وان كان هذا على حساب الشعوب المظلومة والمنكوبة والمقموعة ، ثقتنا هي بالله وحده فهو نصير المظلومين والمعذبين والمقهورين في هذا العالم واليه نطلب بأن يسكب علينا مراحمه ويحفظ بلادنا المقدسة المجروحة والمتألمة لكي تتحقق العدالة في هذه الأرض ولكي ينعم شعبنا الفلسطيني بالحرية التي يستحقها .
لقد اتيتم من اجل زيارة الأماكن المقدسة وما اود ان أقوله لكم بأننا لسنا حراسا على القبر المقدس بل القبر المقدس هو الذي يحرسنا ويحفظنا ويصوننا كما اننا لسنا حراسا على الأماكن المقدسة بل هذه الأماكن هي التي تعزينا وتقوينا وتحمينا وتعطينا البركة .
فلسطين الأرض المقدسة ليست حجارة صماء وليست فقط الأماكن المقدسة التي نفتخر بوجودها واهميتها وعراقتها ، فلسطين أولا وقبل كل شيء هي الانسان فما قيمة الحجر بدون البشر وما قيمة المقدسات بدون الانسان ولذلك فإننا نتمنى بان تكون زيارتكم ليست زيارة حج الى الأماكن المقدسة فحسب بل نتمنى ان تكون أيضا زيارة افتقاد وتضامن مع شعب هذه الأرض المقدسة المظلوم والمنكوب والمعذب .
التفتوا الى مدينة القدس ومقدساتها واوقافها والتي تسرق منا من قبل أولئك المرتبطين بالصهيونية الغاشمة والماسونية الشريرة ، الماسونية الشريرة وعملائها ومرتزقتها هم أولئك الذين يستهدفون كنيستنا وهم أولئك الذين يتآمرون على الكنيسة الارثوذكسية بهدف تفكيكها واضعافها واثارة الانقسامات في صفوفها ، انظروا الى ما يحدث في أوكرانيا حيث الازمة الكنسية الراهنة وقد اصبح جليا للجميع بأن هنالك أصابع ماسونية أمريكية تقف خلف ووراء هذه الازمة التي تعيشها كنيستنا في أوكرانيا والتي تداعياتها ستكون كارثية على كنيستنا في كل مكان اذا لم تتم معالجة هذه الحالة بالطريقة المناسبة وبالسرعة القسوى .
أيها الأحباء وكما ان فلسطين تنزف دما فهنالك نزيف اخر في سوريا وفي العراق وفي ليبيا ، أما ما يحدث في اليمن السعيد فإنها كارثة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني حيث يستهدف الأطفال والمستشفيات واصبح اليمنيون يعيشون في فقر وعوز وجوع ويعانون من مآساة لا يمكن ان توصف بالكلمات .
اذكروا هذا المشرق العربي في صلواتكم لكي يتحنن علينا الرب الاله ويرأف بإنساننا فتزول كافة مظاهر العنف والكراهية والقتل والإرهاب لكي تكون مكانها ثقافة المحبة والحوار والاخوة والسلام .
اما فلسطين فستبقى وطننا وارضنا المقدسة والقدس عاصمتنا وحاضنة اهم مقدساتنا وستبقى هذه القضية قضية كافة احرار العالم المؤمنين بقيم العدالة والحرية والكرامة الإنسانية .
وضع سيادته الوفد في صورة ما يحدث في مدينة القدس وما يتعرض له الحضور المسيحي من تحديات كما وقدم للوفد بعض التذكارات والايقونات المقدسة كبركة من كنيسة القيامة والقبر المقدس.
