مطران مدينة لورد الفرنسية يزور دائرة الإفتاء العامة والمركز الكاثوليكي

عمان – البيادر السياسي- من ابو انطون سنيورة – المركز الكاثوليكي للدراسات والأعلام – استقبل سماحة المفتي العام للمملكة الدكتور محمد الخلايلة مطران مدينة لورد الفرنسية المطران نيكولا بروفيه، صباح أمس ، يرافقه مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب رفعت بدر.

ورحّب سماحته بالمطران الضيف الذي يزور المملكة بدعوة رسمية من وزارة السياحة والآثار، لافتًا إلى أن دار الإفتاء العام هي مؤسسة دينية تعنى بشؤون بيان الأحكام الشرعية للناس، وهي واحدة من بين مؤسسات ثلاث في المملكة، هي: وزارة الأوقاف ودائرة قاضي القضاة ودائرة الإفتاء العامة. وأشار إلى أن الدائرة فيها مجلس أعلى للإفتاء مكوّن من 11 عضوا، يرأسه المفتي العام المعيّن بإرادة ملكية، وخمسة أعضاء معينين بحكم منصبهم، وخمسة علماء آخرين يختارهم المفتي العام ويتم تعيينهم بقرارٍ من مجلس الوزراء.

وأضاف: ينظر المجلس في القضايا التي تهم المجتمع بشكل عام، والقضايا المستجدة في الأحكام الشرعية، والقضايا التي تأتي من الجهات الرسمية، لافتًا إلى أن هناك مكاتب للإفتاء تغطي مختلف أنحاء المملكة، وعددها 16 مكتبًا.

وأشار سماحة المفتي إلى أهمية تعاون مختلف المؤسسات الدينية في المجتمع، لاسيما مع المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، حيث شكّل هذا التعاون ثقافة أخوة ومحبة وعيش مشترك، خاصة أن “المسيحيين في المملكة هم أصلاء داخل المجتمع، فالعلاقة ودّية ومتبادلة معهم منذ القدم، وهناك قواسم مشتركة كثيرة”.

وتابع: الفتوى هي الأساس في الخطاب الإسلامي لأنها بيان لحكم شرعي، وهناك شعور إلزامي لها، ومن هنا تأتي أهميتها للمجتمع بشكل كبير، مشيرًا إلى أننا في المملكة نسير وفق المنهج الوسطي الذي يبيّن سماحة الإسلام واعتداله، ويعكس ثقافة المجتمع الأردني، مبرزًا في هذا الشأن المبادرات التي أطلقها الأردن كرسالة عمّان وكلمة سواء، وأسبوع الوئام العالمي بين الأديان الذي أتى بمبادرة من جلالة الملك عبدالله الثاني”. وقال: لذلك نحن حريصون أن تكون جميع الأحكام الشرعية الصادرة متناسقة مع هذه المبادئ، ونعمل كذلك على مواجهة الأفكار المتطرفة الشاذة ومحاربتها من خلال فكر مضاد يبيّن أن هذه الآراء غير صحيحة بتاتًا”.

من جهته، عبّر الأسقف الفرنسي بروفيه عن سعادته بزيارة دائرة الإفتاء العامّة، مؤكدًا أن المجتمع الأردني يؤمن بالعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين”. وأشار الى أن هذا الأمر هو غير حاضر في العديد من البلدان الأوروبية، ومنها فرنسا، حيث هناك الدين منفصل بشكل تام عن المجتمع، لأن الدين لا يدخل أبدًا في الدولة والسياسة.

ولفت إلى التحديات التي يواجهها المجتمع الفرنسي، وجلها نابعة من عدم اندماج القادمين الجدد في المجتمع. وقد زادت الأمور صعوبة جراء الأحداث الإرهابية الأخيرة، وأثرّت بشكل كبير، وللأسف، على المشهد العالمي. وقال المطران بروفيه: لذلك، جئنا نأخذ المثل الصالح من الأردن، فهناك علاقات رائعة، وصداقة متجذّرة، واحترام كبير”، مشددًا على أهمية أن يقوم المسيحيون والمسلمون بالشهادة معًا داخل المجتمعات للأيمان بالله الواحد، ضمن أجواء المحبة والتسامح والتعاون من أجل الكرامة الانسانية”.

وتطرق اللقاء إلى عدد من المواضيع، كالقواسم المشتركة التي تجمع النظرة المسيحية والإسلامية حول الإنسان وكرامته، ولاسيما ما يتعلق الشؤون الأخلاقية والطبية وتطوراتها التقنية، واحترام مكانة الدين داخل المجتمعات، ومسألة الحرية والدين، والعمل من أجل السلام والعيش المشترك وخدمة الإنسان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com