الأعراب وحدهم يؤدلجون الدين الإسلامي…..23/ محمد الحنفي

(قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلما ولما يدخل الإيمان في قلوبكم).

قرءان كريم

(الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله).

قرءان كريم

انسياق الحكام الأعراب وراء الأهواء مصدر تخلفهم:….2

2) وموقف القرءان الكريم من الأعراب:

(الأعراب أشد كفرا ونفاقا، وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله).

واضح، ولا يحتاج إلى تأويل.

ومشكل المؤمنين بالدين الإسلامي، الذين يقرأون القرءان ليل نهار، وصباح مساء، لا شك أنهم يقرأون هذه الآية الكريمة، ولا شك أن أكثرهم تدبرها، وأمعن العقل فيها، ولكنهم، مع ذلك، ينخدعون بخطابات الحكام الأعراب، الذين يمكن اعتبارهم غير مومنين بالدين الإسلامي، مع تأسلمهم، من أجل تضليل المؤمنين.

فقد جاء في القرءان، مخاطبا الأعراب:

(لا تقولوا آمنا، ولكن قولوا أسلمنا، ولما يدخل الايمان في قلوبكم).

وهذه الآية الكريمة، تميز بين مستويين:

ا ـ مستوى الإيمان بالدين الإسلامي، الذي يقود المؤمنين به، إلى التشبع بالقيم النبيلة، وممارسة تلك القيم، وتجنب الإساءة إلى الآخر، مهما كان، واحترام المعتقدات الأخرى:

(يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله).

كما جاء في القرءان الكريم، والسعي الحثيث، من أجل إنتاج القيم النبيلة، والعمل على نشرها بين الناس، مهما كانت معتقداتهم، وتجنب إلحاق الأذى بالآخر، وتجنب تكفير المخالفين، المؤمنين بالدين الإسلامي، وعدم تمجيدهم، والتعامل معهم كبشر، لهم نفس الحقوق، وعليهم نفس الواجبات، تجاه المجتمع، مهما كان هذا المجتمع، تماما، كما هو الشأن بالنسبة للمؤمنين بالدين الإسلامي، من منطلق أنه:

(لا فرق بين عربي، وعجمي، ولا بين أبيض، وأسود، إلا بالتقوى).

التي لا تعني إلا الاحترام.

ب ـ مستوى التأسلم، الذي لا علاقة له بالإيمان بالدين الإسلامي:

(ولكن قولوا أسلمنا، ولما يدخل الإيمان في قلوبكم).

وهو ما يجعلنا نعتبر: أن كل المتأسلمين في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، حتى وإن كانوا حكاما، لا علاقة لهم بالدين الإسلامي، انطلاقا من النص القرءاني، وما دام الأمر كذلك، فإن المتأسلمين، ينجزون مهمة خبيثة بالدين الإسلامي، من أجل تضليل المؤمنين به، من أجل الوصول إلى حكمهم، وتوظيفهم لخدمة مصالح الأعراب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. ومن لا يعمل على خدمة مصالح الأعراب، كما أشرنا إلى ذلك، يسجن، أو يجلد، أو تقطع أطرافه، أو يقطع رأسه، أو يرجم باسم تطبيق الشريعة الإسلامية، التي لا علاقة لها بالإيمان بالدين الإسلامي، خاصة، وأن من يدعي تطبيقها، لا علاقة له، كذلك، بالإيمان بالدين الإسلامي.

والتأسلم، عندما يسود في واقع معين، فإننا نجد أن ذلك الواقع، يصير موبوءا بمنطق: هذا حلال، وهذا حرام، وبمنطق العقوبات، وبمنطق تطبيق الشريعة الإسلامية، وبمنطق ادخار الحسنات، من أجل أن يصير المدخرون من أصحاب الجنة، ومن أصحاب الحقوق في الحور العين، ومن المتمتعين بكافة الملذات.

فالملائكة في الجنة، لا هم لهم إلا إعداد الأكل، والشراب، والحور العين، لضيوف الجنة، جزاء لهم على ما قاموا به في الحياة الدنيا، وبمنطق الخوف، من أن يصير كل واحد من أصحاب النار، الذين يحترقون، ثم يحترقون، ثم يحترقون، إلى ما لا نهاية.

وهؤلاء الذين يصيرون بمثابة حطب لنار جهنم، هم الذين يصيرون يوم القيامة من أصحاب الشمال، الذين كانوا في حياتهم الدنيا، يتمتعون بملذات الحياة الدنيا، وخاصة منها، تلك التي اعتبرت محرمة.

والتأسلم المحكوم بمنطق الحلال، والحرام، وما يجوز، وما لا يجوز، هو، في حد ذاته، ممارسة، لا علاقة لها بالإيمان بالدين الإسلامي، ولا بادخار الحسنات، من أجل تجنب الدخول إلى جهنم، أو من أجل أن يصير من أهل الجنة، بل من أجل أن يصير المنخدعون بخطابات المتأسلمين، مجرد قنطرة للوصول إلى الحكم.

وهؤلاء المنخدعون بخطابات المتأسلمين، بدل أن يتمسكوا بحقيقة الدين الإسلامي، فإنهم يصيرون وسيلة لوصول المتأسلمين إلى الحكم، من أجل فرض تكريس الاستبداد، أو من أجل فرض استبداد بديل. وهو ما لا علاقة له بالإيمان بهذا الدين؛ لأن من يؤمن به، لا يعمل على تضليل المؤمنين الحقيقيين، وتجييشهم، في أفق امتلاكهم للسيطرة على الحكم، من أجل استغلال المؤمنين بالدين الإسلامي، وباسمه، في خدمة مصالحهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، من أجل تأبيد الاستبداد القائم، أو من أجل العمل على فرض استبداد بديل.

وعلى المؤمنين بالدين الإسلامي، أن يستحضروا، باستمرار، ما جاء في القرءان:

(قالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا، ولكن قولو أسلمنا، ولما يدخل الإيمان في قلوبكم)

من أجل مواجهة الأعراب المتأسلمين، حتى وإن كانوا حكاما، ومتحكمين في الأماكن المقدسة، التي يجنون من ورائها مئات الملايير، من الريع الديني، الذي يبذرونه في الملاهي الأوروبية، والأمريكية، وفي صالات القمار، من أجل تحقيق المتع التي لا حصر لها.

3) وإذا ورد في القرءان الكريم قوله تعالى:

(قالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا، ولكن قولو أسلمنا، ولما يدخل الإيمان في قلوبكم).

 فإن ذلك يعني: أن الأعراب أعراب، وما يهمهم من دين الإسلام، ليس هو الإيمان به، والتشبع بقيمه، بل استغلال المؤمنين به، عن طريق أدلجته: (تحريف مقاصده)، بما تقتضيه ممارسة التضليل على المؤمنين بالدين الإسلامي، من أجل أن يصيروا في خدمة مصالح الأعراب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وخاصة بعد أن يصير المؤمنون بالدين الإسلامي، يعتقدون أن الحكام الأعراب، يؤمنون، فعلا، بالدين الإسلامي، مع أن القرءان حسم أمرهم، واعتبرهم غير مؤمنين بالدين الإسلامي، في الوقت الذي أثبت أسلمتهم، التي لا تعني إلا أدلجة الدين الإسلامي، من أجل توظيفه:

ا ـ في تضليل المؤمنين بالدين الإسلامي، حتى يصيروا منخدعين بخطابات الأعراب، ويعتبرونهم مؤمنين بالدين الإسلامي؛ لأن المؤمنين، عندما يقرأون القرءان، لا يقرأونه من أجل تدبر آياته، بقدر ما يقرأونه من أجل التعبد. وهو ما يفوت عليهم فرصة الوقوف على حقيقة الحكام الأعراب، المحرفين لآي القرءان الكريم، والمؤدلجين له، والمتخذين أجهزة أيديولوجية، مهمتها هي الانكباب على النصوص الدينية، وإعطائها التأويل المناسب، والمتناسب مع خدمة مصالح الأعراب، حتى لا تبقى هناك آية، أو حديث ثبتت صحته، بعيدا عن التأويل المتعمد، إرضاء للحكام الأعراب. وهذه الأجهزة الأيديولوجية، تضع نفسها رهن إشارة الحكام الأعراب، من أجل إصدار الفتاوى، التي تقتضيها التحولات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، لجعل كل تلك التحولات، في خدمة الحكام الأعراب.

ب ـ في خدمة مصالح الحكام الأعراب، لأن دين الإسلام، إذا لم يؤدلج، لا يخدم إلا مصالح المؤمنين به، وغير المؤمنين به، ما دامت نصوصه الثابتة، بما فيها القرءان، وغير المنسوخة، لا تميز بين المسلم، وغير المسلم، إلا فيما يتعلق بالجزاء يوم القيامة، وحتى في يوم القيامة، لا يميز الدين الإسلامي بين المؤمنين به، وغير المؤمنين به، كما ورد في القرءان:

(فأما من أوتي كتابه بيمينه، فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه/ وأما من أوتي كتابه بشماله، فيقول: يا ليتني لو أوت كتابيه).

وكما ورد أيضا:

(يا أهل الكتاب، تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم/ أن لا نعبد إلا الله).

وما ورد أيضا:

( إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).

فإيمان جميع البشر، مهما كانت مللهم، ونحلهم، أو لا ملة لهم، ولا نحلة، معنيون بالحساب، وبالمغفرة، إلا المشركون، بما لا ينفعهم، ولا يضرهم يوم الحساب.

أما أدلجة الدين الإسلامي، فإن هدفها، هو جعل الدين الإسلامي في خدمة الحكام الأعراب: أي أن المؤدلجين، يخرجون الدين الإسلامي عن مقاصده الحقيقية، كما هي في النصوص الدينية الثابتة، التي تحدد المقاصد، وتحث على التحلي بالقيم، التي تقود إلى تحقيق، وبلوغ تلك المقاصد، التي يصبح تحقيقها، وبلوغها مستحيلا، مع أدلجة الدين الإسلامي، التي لا تعني إلا تحريق النصوص، من أجل أن تصير في خدمة الحكام الأعراب، باعتبارهم مشرفين على المؤسسات الدينية، وموجهين لها، وعاملين على أن تكون كل التوجهات الدينية، في خدمتهم، من خلال ترويجها لأدلجة الدين الإسلامي، أي ممارستها لنشر تحريف النصوص الدينية، من أجل المساهمة الفعالة، في صتاعة واقع مختلف تماما عن الواقع، الذي كان يسعى الدين الإسلامي إلى تحقيقه، وكأن المؤدلجين، بقيادة الحكام الأعراب، يدخلون في صراع مع الله، الذي ورد في القرءان: أنه نفى عن الأعراب إيمانهم بالدين الإسلامي:

(لا تقولوا آمنا، ولكن قولوا أسلمنا، ولما يدخل الإيمان في قلوبكم).

ومعلوم، أن التأسلم لا يمكن أن يكون إلا ادعاء بالإيمان بدين الإسلام. وهذا الإيمان، ليس إيمانا صادقا، وليس إخلاصا فيه، لا يحيد عنه أبدا، بقدر ما هو تصنع، من أجل ممارسة الحكم على المؤمنين الحقيقيين بدين الإسلام، في أفق تحقيق التضليل المطلوب، لجعل المؤمنين الحقيقيين بدين الإسلام، يعتقدون بأن الحكام الأعراب، يؤمنون بدين الإسلام، وأنهم يطبقون ما يصطلح على تسميته ب: (الشريعة الإسلامية)، التزاما بقوله تعالى:

(وأن احكم بينهم بما أنزل الله، ولا تتبع أهواءهم).

وما أنزل الله، لا يراعى فيه الناسخ، والمنسوخ، ولا الشروط الموضوعية المحيطة بوقوع الفعل، موضوع الحكم، بقدر ما يراعى فيه مصلحة الأعراب، ومصلحة تأبيد الاستبداد القائم، ومصلحة الأعراب الذين يحكمون، أو يسعون إلى حكم بديل، يحكم في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، مادام المؤدلجون للدين الإسلامي بدوا، أو من البدو، في أي بلد يعتبر سكانه مؤمنين، أو من المؤمنين بالدين الإسلامي.

فالتأسلم، إذن، لا يمكن أن يكون إلا ممارسة أعرابية، والممارسة الأعرابية، لا يمكن أن تكون إلا من أجل العمل على تأبيد الاستبداد القائم، أو من أجل العمل على فرض استبداد بديل، من أجل جعل المؤمنين بالدين الإسلامي، تحت رحمة، وفي خدمة المؤدلجين للدين الإسلامي، الذين تصدوا لأدلجة معينة، من أجل فرض أدلجة بديلة، حتى يستفيدوا منها؛ لأن الأمر بالنسبة إليهم، لا يمكن أن يكون إلا تجارة، لا تقبل فيها الخسارة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com