الأحد السّابع والعشرون ب للسّنة 2018 م “أصنع للإنسان عونًا بإزائه”: “بدون” سوء فهم، يا جماعة!!! (بقلم الأب بيتر مدروس)

(تكوين 2: 18- 24، مرقس 10: 2- 16)

في الأصل العبريّ “آدام” تعني “إنسان” وكذلك “האדם هاآدام” الإنسان، في أوّل أربعة فصول من سِفر التّكوين

بالفعل، لا نجد “آدم” كاسم علم في سرد الخلق بل “آدام אדם” كاسم جنس أي “إنسانًا”(1: 26) أو “هاآدام” (الآية 27 وتابع) حتّى الفصل الرّابع الآية الأولى. وكان من العبقريّة بمكان تحويل اسم الجنس إلى اسم علم لا يجوز أن يحصل فيه خطأ  بتسمية الإنسان الأوّل شعبيًّا “آدم” لأنّ اسم أيّ إنسان هو “آدم” إنسان! ولكنّ هذا المخلوق العاقل (مبدئيًّا!) المذكّر كان وحيدًا. لذا، قرّر الله: “لأصنعنّ للإنسان أي للرّجُل عونًا بإزائه”، وفي بعض “التّرجمات” : “مثله”. وحتّى العقود الأخيرة، لم تكن هنالك مشكلة ولا سوء تفاهم. أمّا اليوم، فعلينا أن نوضح: “مثله” لا تعني “المثليّة الجنسيّة”- الّتي تشجبها الكتب المقدّسة شجبًا صارمًا جليًّا. وفعلاً، ما خلق الله للرّجُل رجُلاً آخر، ولا أمر المرأة أن تتّحد جسديًّا بامرأة أخرى، بل “ذكرًا وأنثى خلقهما”، “على صورته خلقهما”. ففي “المثليّة” ظاهرة ” صعبة التّحليل في أصولها النّفسيّة”، وهي “خلل كبير وجوديّ لا يحقّق التّكامل بين الجنسين ويغلق الباب أمام نقل الحياة” (اقتباس غير حرفيّ عن “التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة”، رقم 2357).

ما قصّتا “المثليّة” في الغرب وفضائح تحرشّ كهنة كاثوليك؟

نبدأ بالقصّة الثّانية: تمامًا مثل أبواق “المصطلحات” في التّاريخ أنّ “الكنيسة الكاثوليكيّة كانت فاسدة في العصور الوسطى”، أصبح البشر- مع الاحترام- سطحيّين سذّجًا غافلين شبه مغفّلين، مغيّبين لثقتهم العمياء بوسائل الإعلام ومناهج المدارس والجامعات، بحيث بقي من العقل والمعقوليّة والتّعقل نزر يسير! الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى، قبل ثورة لوتير، كانت ملايين الملايين من الناس، معظمهم محترمون مؤمنون! كانوا كلّ مسيحيّي الغرب الذين بنوا على الإنجيل حضارتهم وعلى الوصايا والتّطويبات عائلاتهم ورهبانياتهم. وهل يعني ذلك أنّ غير المسيحيّين حينها، وإلى أيّامنا، ملائكة “يُصلّى على أذيالهم”؟ تحرّش كهنة كاثوليك! خطأ! جرائم! الكنيسة نفسها تسلّمهم إلى العدالة وتنزع عنهم أيّة حصانة! ولكن غير الكاثوليك؟ كلّهم قدّيسون طوباويّون سيرافيّون كيروبيّون ملائكة، مع أنّ “الحارة ضيّقة ونعرف بعضنا”؟!

الهدف واضح: بخلاف وصيّة يسوع في إنجيل اليوم (مرقس 10: 14):”دعوا الأطفال يأتون إليّ”، نعم، الهدف بالعربيّ هو إبعاد الصّبيان عن الكهنة لنسف الدّعوات الكهنوتيّة والرّهبانيّة بتصوير الرّاهب كإرهابيّ!

تضخيم حالات “المثليّة”!

عندما يرى المرء ويسمع ويقرأ عن “مثليّين”- وكأنّهم أصبحوا العاديّين الطّبيعيّين والآخرين الشّاذّين، يتساءل الإنسان الشرقيّ: “هل المثليّون كثيرون بهذا الشّكل في الغرب؟” والواقع أنّهم، والحمد لله، أقلّيّة ضخّمتها جهات سرّيّة وملحدة ومعادية للمسيحيّة ، مثلاً ليس في كلّ إيطاليا – 67 مليون- أكثر من نحو 7 آلاف “زوجين” (يعني اضربوهم باثنين، إن طارت!). وتمّ التّضخيم والتّرويج في إطار “أكبر معركة للشّيطان وهي على الأسرة أي العائلة” (من تنبيهات السيّدة العذراء في بلدة فاتيما في البرتغال). والسّبب الثّاني هو تلموديّ ربابينيّ حاخاميّ يهوديّ معاد للمسيحيّة خطّط له الحاخامات منذ القرون الميلاديّة الأولى: قدر الإمكان منع “الجوييم” أي غير اليهود ولا سيّما المسيحيين من الزواج ومن الإنجاب وتقليل نسلهم بكل الطرق المتاحة، بما فيها العنيفة (زوهار 2، 64 ب، زوهار 1،  25 أ، 28 ب، والحاخام المعاصر دوف ليئور). والسّبب الثّالث هو صرف أنظار الغربيّين، وأغلبيّتهم مسيحيّون، عن المشكلة الأساسيّة أي المؤامرة لتدمير هويّتهم المسيحيّة والوطنيّة القوميّة (كما نبّه مؤخّرًا قداسة البابا فرنسيس)، عن طريق الهجرة واللّجوء بلا قيود ولا حدود.

“طيّب! وماذا استفدنا نحن في الشّرق؟”

يجب أن نكون نحن للغرب نورًا وإشراقة. وفي مشرقنا مشكلة الطّلاق الّذي هو “قساوة قلب” في الإنجيل و”أبغض الحلال” في الإسلام.

خاتمة

منذ أسابيع يظهر في إحدى الصّحف مقال عن “الزّواج والأسرة” يكتبه أحد أبواق بدعة “شهود يهوه” الصّهيونيّة. ولعلّ المؤمن الكريم يعلم أنّ منظّمة “برج صهيون للمراقبة” العبريّة الأمريكيّة غير المسيحيّة مؤسسة تجاريّة تحتكر الكتابة والنّشر وتمنع أعضاءها من الكتابة. لذا، تلجأ جماعتهم إلى أناس غير محسوبين رسميًّا عليهم واجتماعيًّا. ولا ينتبه معظم القرّاء إلى الفخّ ولا يفطنون إلى أنّ في مقالات الرّجُل المذكور أسلوب “برج صهيون للمراقبة”. وبهذا يعرف الكلّ أنّ هذا “الكاتب” المتفلسف المتفذلك وأحيانًا الناقل حتّى حرفيًّا من كتابات “شهود يهوه”- أنّه غير مسيحيّ بل يهوديّ يهوهيّ مع جنسيّته الظّاهرة الفلسطينيّة: لا يورد قَطّ ذِكر السيّدة العذراء ولا يهنّئها (كما لا يهنّىء في أي عيد مسيحيّ) ولا يذكر القدّيس يوسف، مع أنه يتكلّم عن الزّواج والأسرة. كما لا يذكر الكنيسة على الإطلاق ولا المجامع المسكونيّة ولا آباء الكنيسة. وكما قال أحد الآباء: “من أحدهم تعلّم عن الكلّ

 Ab uno disce omnes””.

العبرة لنا هي، في الأسرة، الاقتداء ب”العيلة الطّاهرة” (عبارة الوالدة الغالية، رحمها الله). العبرة: “حفظ وحدة الروح في رباط السلام” لكي يبقى “الزواج مكرّما” في بيوتنا أجمعين!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com