دعابة قيصر.. بقلم/ آمنة النواتي

غرفة معتمة،،لا نور القمر ولا لمعات النجوم،، سواد كاحل يحتل المكان ،، جسد هامد على سرير غرفته، أعتاب ليالي العمر معمدة بالرحيل،، تحمل ذكريات ملطخة بين الخيبة والأمل، نوافذ يسكن خلفها الحب، الإبحار في مساحات ود منتظر ابتسامة  عيون لا تنام،، بعض الضوء ليتكيء على ما تبقي من العمر،،لا يريد شي سوى أن تتركوه يحبكم ويحتفى بسعادتكم ،،

هذا ما كان يردده قيصر وهو خارج من خيبته العاشرة بعد المائة أو قد تكون المائة بعد الألف،، شرود معبق بأحاديث داخلية مدمرة ،، استنشاق عميق والاستسلام لأول نسمة باردة ،،كحفنة ضوء تبث بالأمل،، ما يشعر به ليست مشكلته الحقيقية ،، حيرته في سؤال ضال لم يجد أي جواب يُوقف تخبطات تفكيره،، هل أدمنت الخيبة ،أم أنني أدمنت عليها ؟؟

حقيقة لا أدري ،،

ما أعرفه حقاً هو ازدياد غربتي يوماً بعد يوم بين اهرى وأصدقائي !!

بدأ اجتياح فكره الأسئلة المرهقة،، هل ما فعلَتهُ صوفيه خطأ وأنا الصواب،، أم أنني فعلياً على خطأ، لكنني أبحث في طيات أخطائي عن مبررات لانكسارنا !!

لم يعد في جعبتي جواباً عن أي تساؤول،، لكن ما أعرفه حقاً أنني انتقل من انكسار إلى آخر ومن ألم إلى تساؤول،،

في الحقيقة جوابه على أي سؤال لا يقدم ولا يؤخر شيئاً أو غير معنِيٍ بذلك،، شخص يكره التبرير أيًا كان نوعه، ولكن وبغض النظر عن كل ما يتعرض له أو على الأقل ما يشعر بأنه يتعرض للظلم مما عايش في البداية …

كان عليه القيام بحركة تغير من رتابة المشهد ،،

اقتربت من هاتفي محادثاً إياها،، نهضت مُوقِفاً كل ما أشعر به بكلمتين لها ،،إنني بحاجة لقوتك،، محاولةٍ لتحريك ما تركه الزمن من بقايا رجولتي المذبوحة،، لأنوثتها المجروحة،،

دقائق صمت صادمة،، باءت كل محاولات النقاش بالفشل،، لم يعد متسع لأي كلمة سوى اللقاء،، في الحقيقة كنت على ثقة من ذلك ،،ما فعلْتُه ليس لتغير ما لا يمكن تغييره،، هي التي بحدثها الأنثوي كان لقاءنا أقسى العقوبات،،

قابَلَتْهُ بنظرةٍ تعلمه فيها بلغتها المعهودة أنها ليست منزعجة من لامبالاته ،،تلقاها بذات السرعة وبشكل ملفت،،

رُسم على شفاهِهِ ابتسامة كانت منسية من زمن بعيد،،

تسربت لروحها القليل من الطمأنية والرضا، ما يقيتها لاتكائها على ما تبقي من العمر،،

ابتسامتِهِ المُحولَة، نظرتها القوية،، أعادت لهما الإحساس بأن لغتهم الخاصة مازالت تضج بالحياة،

لا أدري …

ما قضيناه من وقت قصير هل بغريب أم جميل ،،لم أتجرأ على طلب أي شي ،، حتى أنني جهلت بالرد على جملته المرسومة بين عيني،، هو بحاجة لقوتي،،

اغتال الزمان منهم الكثير من الحديث معاً ،ولكن بقيت هذه اللغة علقمة في حنجرة الزمن والمآسى الذي لحقهما،،

بدأ الليل يجتاح حولهما، لن نطيل السهر إلا في بيتنا،، لنعود ونجلس على أريكتنا الملونة، هذا ما عهدناه سوياً،،

هذا ما دار في ذهن صوفية ،،ولديها ثقة عمياء أنه هو كذلك،،

ضجيج تملكني،، فكيف حال قلبي بعدها،، كلماتي أصبحت باهته وانكساري منهك مفجع ..

نظرا لبعضهما بذات اللحظة ،،تكررت ابتسامة القصير ولكن هذه المرة أكبر وعلى شفتين كلٍ منهم ،،

عانق قلبَها بنظراتِهِ،عانق يدهُ بيدها وسارا معاً .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com