الشباب المسلم الواعد… حواريّو الأُمّة في زمن الفتن.. بقلم/ أحمد الملا

يُعرَف معنى الحواريّ لغةً حسب معجم المعاني الجامع: بأن جمعه حواريُّون وحَواريِّينَ، والحَوَاريُّ: هو الذي أخلص واختير ونقي من أي عيب، وهو الناصر والمؤيد والصاحب لكل نبي، والحواريُّون هو اسم يُطلق على أنصار نبي الله عيسى -عليه السلام- أما معناه اصطلاحًا فهم الصفوة الذين اختارهم الأنبياء والذين أخلصوا للأنبياء، حيث قيل لكل ناصرٍ لنبيه حواري إذا بالغ هذا الناصر في نصرته.

سُمِّي الحواريون بذلك بسبب إخلاصهم لسيدنا عيسى -عليه السلام- وآمنوا به وبرسالته، فقال –تعالى-: (قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران آية 52)، حيث سَمَّى الله -سبحانه وتعالى- أنصار عيسى -عليه السلام- بالحواريين، بسبب قوة إيمانهم وإخلاص نيتهم لله –تعالى- وطُهر سرائرهم من أيّ غشٍ أو نفاق، فوصلوا لدرجة من البياض الخالص في الصفاء والنقاء من الشوائب، مما دفعهم لترك الباطل وتلبية نداء الحق، ورغم قلة عددهم لم يخشوا شيئًا ولا حتّى لومة لائم، فأقرّوا بالإيمان وحده، فكان دورهم هو نصرة نبيهم ونشر رسالته التي جاء بها والعمل على ترسيخها والتبشير بها، ونحن اليوم نجد أن منظمة “الشباب المسلم الواعد” تقوم بدور عظيم ألا وهو نصرة وتأييد نبيهم خاتم الرسل والأنبياء محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- فدورهم كدور حواريِّ عيسى -عليه السلام- في نشر تعاليم رسالة الإسلام ونصرة نبي الرحمة -صلى الله عليه وآله وسلم- من خلال نشر الفكر والمنهج الوسطي المعتدل وإنقاذ الشباب من الانحراف الفكري والعقائدي وموجة الإلحاد التي أصبحت منصبَّة بشكل كبير ضد الإسلام وتحاول النيل من شخصية ورسالة النبي الكريم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وكذلك محاربة الفكر التطرف والتكفير والإرهاب الدموي القاتل من خلال مواكب ومجالس الشور المباركة.

وأقدموا على ذلك بكل بقوة ورباطة جأش وإصرار وعزيمة وصدق النية في نصرة الإسلام ونبي الرحمة وآل بيته الأطهار -عليهم صلوات الله وسلامه- وبتأييد ومباركة ورعاية دعاة وحماة الإسلام الحقيقيون الذين وقفوا كالجبال في مواجهة تلك الفتن واحتضان الشباب ليجعلوا منهم حواريِّوا هذه الأمة في زمن الفتن ومضلاتها، فصار شباب المسلم الواعد كحواريِّ عيسى -عليه السلام- في قوة الإيمان وإخلاص النية والنقاء من الشوائب وتلبية نداء الحق الذي أطلقه داعي الحق فلم تأخذهم في الله ونصرة رسوله وآل بيته -عليهم السلام أجمعين- لومة لائم فصاروا حواريِّوا هذه الأمة من حيث الدور الذي يقومون به ونصرتهم لدينهم ورموزه الأبرار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com