السفير اللواء الدكتور بهجت سليمان

مدرسة في النضال والعلم والفكر والمحبة والإخوة والوفاء والإخلاص والشعر والأدب والفلسفة والسياسة

بقلم: الفنان التشكيلي الكاتب الدكتور عيسى يعقوب

لا يمكن الشك في مقولة أن لكل زمن رجاله وفرسانه وبالتالي يعد سيادة اللواء الدكتور بهجت سليمان هو أحد كبار رجالات هذا الزمن ومن أشد فرسانه فروسية فتاريخه المليء بالإنجازات والمعطر بالوفاء والإخلاص للوطن ولسيد هذا الوطن لا يستطيع لأحد على هذه المعمورة أن ينكره، والكل يشهد له بأن لا كلام بعد كلامه ففي حضرة حرفه تسجد الأسماع شغفاً وإعجاباً… شاعر مبدع ومفكر استثناء سخّر حياته كلها لخدمة وطنه وأبناء وطنه.. قلمه نبراس يضيء للأفهام ما اشتكل عليها وكلماته تستضيء بها الألباب..

لا يوجد أمرٌ إلا وله به رأي وخاطرة… السفير اللواء الركن الدكتور بهجت سليمان والذي يعرف بـ”أبو المجد” ويحق له ويليق به هذا اللقب حقاً هو مواليد مدينة اللاذقية تخرج من الكلية الحربية بحمص بكالوريوس علوم عسكرية وحاصل على ماجستير قيادة وأركان من كلية القيادة والأركان السورية ويحمل شهادة دكتوراه في الاقتصاد السياسي.. ساحات الشرف تشهد له بأنه من خيرة الرجال المناضلين الذين قل نظيرهم في هذا الزمان، شارك في حرب تشرين التحريرية ضد العدو الإسرائيلي عام 1973 كقائد سرية دبابات في القطاع الشمالي كما شارك في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1982 كقائد لواء دبابات.. وتقلد العديد من المناصب العسكرية والأمنية منها إدارة أمن الدولة في الجمهورية العربية السورية..

ومن ثم تسلم حقيبته الدبلوماسية كسفير للجمهورية العربية السورية في المملكة الأردنية الهاشمية، وهو من أشد المتابعين للقضايا الفكرية والثقافية ولديه العديد من البحوث والمؤلفات وله أيضاً الكثير من اللقاءات الدورية المتنوعة الاهتمامات في كافة الميادين الفكرية والسياسية والأدبية والتي ضمت أفواجاً من المفكرين والمثقفين في مختلف القطاعات.. وهو بحق وكما قيل عنه قامة من القامات العربية السامقة والعروبية القومية التي ندرت في زماننا الصعب, وقامة سورية وطنية فريدة, ونموذجاً للسياسي السوري الوطني الذي يعرف معالم الحل المنشود.. نعم هو المحارب التشريني الشجاع والمفكر الفذ وهو كما قيل عنه ليس مجداً من أمجاد تشرين وحرب لبنان فحسب بل هو صورة من الصور العملية للانتصار السوري الشامل العتيد…

نعم هو بحق لم يكن مسؤولاً أمنياً تقليدياً ولم يكن سفيراً عادياً وهو كما قيل عنه والكل يشهد بذلك أنه في نشاطه الإعلامي تخاله مؤسسة إعلامية قائمة بحدّ ذاتها.. كيف لا يكون كذلك وهو الإبن البار لسورية الحبيبة سورية الأسد التي وصفها في أحد تصريحاته بأنها قد نذرت نفسها عبر تاريخها، وخاصة عبر تاريخها الحديث، والمعاصر، في نصف القرن الماضي، نذرت نفسها للدفاع عن لبنان، ونذرت نفسها للدفاع عن القضية الفلسطينية، ونذرت نفسها للدفاع عن العراق عندما احتله الأميركان، ونذرت نفسها حتى للدفاع عن الأردن عندما رفضت أن يتحوّل الأردنيون في وطنهم إلى هنود حمر…

لقاءاته الإعلامية أكثر من أن تحصى كما هي أنشطته على مدار عقود، يستضيفونه ويتصلون به ليسألوه عن رأيه بآخر المستجدات وعن رأيه بما اشتكل فيها فلا يكل ولا يمل ويشرح بكل كفاءة وبصدر رحب وبكل وفاء وإخلاص لموقعه وتاريخه… والأمثلة أكثر من أن تحصى في هذا الخصوص ولكنني فقط سأستحضر بعضها من الماضي القريب جداً، فمثلاً عندما توجهوا إليه بالاستفسار حول إدلب أكد أن سوريا ليست عاجزة بالتعاون مع حلفائها وأصدقائها على أن تعيد تحرير إدلب كاملة وما حولها، كما حرّرت حلب، وكما حرّرت حمص، وكما حرّرت الغوطتين، وكما حرّرت درعا، وكما حرّرت كلّ هذه المدن…

وحول فتح معبر نصيب الحدودي ما بين الأردن وسوريا والانعكاسات السياسية والإستراتيجية لهذا الحدث فضلاً عن الاقتصادية أكد سعادته أنه بعد إغلاق معبر نصيب عام 2015 من قبل العصابات الإرهابية وبإشرافٍ من غرفة الموك التي كانت تعمل في الأردن وتشارك في الحرب الكونية الإرهابية على سوريا، وبعد ثلاث سنوات أو أكثر من إغلاقه، تبيّن لمن كانوا وراء إغلاقه أنه لم يعد يجدي فتيلاً فكان لا بد لهم من العمل على فتحه، وخاصة أنّ أشقاءنا في الأردن لديهم وضع اقتصادي ضاغط ووضع معيشي ضاغط، وهذا ما دفع بالحكومة الأردنية ولو كانت متأخّرة إلى الاستجابة إلى نزوع وطموحات ورغبة معظم الشعب الأردني في فتحه، مؤكداً أن القول بأنّ له أبعاداً إستراتيجية، كلمة مُضخّمة بعض الشيء، ففي سوريا 19 معبراً مع دول مجاورة، جرى إغلاق معظمها في هذه الحرب الكونية الإرهابية على سوريا، والآن تُفتَح تباعاً، وفتح هذا المعبر سوف تكون فائدته بالدرجة الأولى منعكسة على أشقائنا في الشعب الأردني، وعلى أشقائنا في الشعب اللبناني، وبدرجة ثالثة على سوريا، وهذا شيء يسعدنا لأنّ ما يسعد أشقاءنا في البلدان العربية المجاورة يسعدنا أيضاً…

وبخصوص تركيا أكد أن المشكلة العويصة هي مع النظام التركي الحالي بأن هذا النظام يرى نفسه امتداداً للدولة العثمانية التي استعمرت الأمّة العربية لمدة 400 عاماً… وبالتالي المشكلة الأساسية هي معهم عبر 400 عاماً سيطروا على هذه المنطقة. وأردوغان جاء في إطار مشروعٍ صهيو أميركي للسيطرة على المنطقة، وكان المقصود بها عندما يضع خوّان المسلمين يدهم على هذه المنطقة، تستطيع الولايات المتحدة الأميركية أن تتفرّغ لمعركتها الأساسية وتذهب إلى شرق آسيا مع الصين، لأنّ الصين كما هو مقدَّرٌ لها في عام 2030 سوف تكون أقوى من الولايات المتحدة الأميركية اقتصادياً وعسكرياً…

وبخصوص السعودية أكد أنه عندما اكتُشِف النفط في السعودية في النصف الأول من القرن الماضي، في ذلك الحين قال كليمنصو كلمته الشهيرة، قال كلّ قطرة نفط بقطرة دم، بالنسبة لهم كان النفط هو دم الآلة الصناعية الغربية، سواء الصناعة العادية أو الصناعة الحربية، وبالتالي جرى بشكل أو بآخر دعم عائلة آل سعود من أجل النفط، ولكي يكون النفط ملكاً أميركياً، وهذا ما حدث. والسبب الثاني هو أن تكون السعودية أو أن يكون آل سعود بالتحديد هم الجسر الأساسي الذي يجب أن تعبر من خلاله إسرائيل إلى المنطقة، وأن تجري شرعنتها في المنطقة، ولو بشكلٍ متدرّجٍ، ولو بشكلٍ غير رسمي في البداية إلى أن تصل إلى شكلٍ نهائي…

وأما فيما يخصّ أميركا أشار إلى أنه غول هذا العالم وهي الداعِم الأول والحاضِن الأساسي والأكبر لإسرائيل، العدو الأكبر للعرب وللمسلمين وللمسيحيين المشرقيين في هذه المنطقة. وبالتالي هي مهمّتها بشكلٍ أو بآخر أن تُدير الأزمات في العالم، وأن تخلق أزماتٍ حيث لا توجد أزمات لكي تُديرها وتوظّفها لمصلحتها. وقال: شرق الفرات، القوات الأميركية ومعها قوات بريطانية أو فرنسية أو غيرها، هي قوات محتلة… ومما أكد عليه هو أنه إذا كانت سوريا انشغلت بتحرير أراضيها من المجاميع الإرهابية الموجودة حسب الخطط التي وضعتها القيادة السورية، فلا يعني أنها ستترك مناطق شرق الفرات نهباً للأميركان ولا لغيرهم. وبالتالي سوريا ليست عاجزة عن تحرير شرق الفرات وغرب الفرات، وما يجب أن يعرفه الأميركان والأتراك معاً في حين واحد، أنّ سوريا عندما تصل إلى مرحلة تتأكّد فيها أنهم يناورون، وأنّ أردوغان لن ينسحب من إدلب وأنّ الأميركان لن ينسحبوا من شرق الفرات، فإنّ سوريا قادرة مع أصدقائها وحلفائها على حشد ما لا يقلّ عن مليون محارب، سوف تحرّر بها ليس شرق الفرات وغربه، بل كلّ متر من الأرض السورية المحتلة والمُغتصَبة… وحول القرار السوري وعلاقة سورية مع الحلفاء أكد سعادته بأنه لم يكن القرار السوري يوماً إلا قراراً سورياً. وقال: الأصدقاء يدعمون موقفنا، وبالتالي ليسوا بدلاء في مواقفهم عن مواقفنا. ما نقرّره نحن لمصلحتنا، نتناقش مع الأصدقاء ومع الحلفاء، لكن ما نقرّره في النتيجة هم يقفون معنا… وأما بخصوص مسألة تطوير الدستور السوري، فمما قاله: الشعب السوري يطمح بتطوير الدستور باتجاه أكثر علمانيّة وأكثر قومية وأكثر عصرَنة. وإذا كان البعض يعتقد إننا جاهزون لكي نعيد مسألة دستور بريمر أو الدستور اللبناني عام 1943 فهو مخطئ. الدستور السوري يصنعه السوريون، أما أذناب الأجانب وأذناب من قاموا بالعدوان على سوريا، لا يمكن أن نقبل بهم، حتى لو كان الحلف الأطلسي بكامله وراءهم…

هذا هو باختصار هذا هو سعادة السفير اللواء الدكتور بهجت سليمان إنه بحق مدرسة في النضال والعلم والفكر والمحبة والإخوة والوفاء والإخلاص والشعر والأدب والفلسفة والسياسة.. وإنني من موقعي كسفير أممي للنوايا الحسنة في الشرق الأوسط وكصحفي وفنان تشكيلي عروبي مقاوم لم أكتب عنه إلا لأتباهى وأتشرف بأنني أحد الذين أشادوا بهذه القامة الوطنية والعروبية السامقة التي يتشرف بالتعرف إليها والكتابة عنها أي إنسان مناضل ليس فقط هنا على هذه الأرض المباركة والمقاومة بل يتشرف به كل إنسان على هذه المعمورة.

بقلم: الفنان التشكيلي الكاتب الدكتور عيسى يعقوب

السفير الأممي للنوايا الحسنة في الشرق الأوسط

تلفاكس: 0116117850

maktabalquds2016@gmail.com

00963947318103

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com