نصيحة للآباء والأمهات: التدليل يفسد الأبناء والعلاقات الزوجية

القدس المحتلة- البيادر السياسي:ـ إذا كان من أهم الحاجات النفسية التي يجب. علي الوالدين إشباعها للأبناء منذ ولادتهم وبدءا من سن الرضاعة هي الحب والتقبل والعطف والحنان حتى يزداد تعلقهم بوالديهم فيسهل غرس المبادئ والقيم الأخلاقية في نفوسهم من الصغر خلال فتره تكوين ضميرهم الأخلاقي في مرحله الطفولة وإلى أن يصلوا لسن البلوغ حتى يصيروا أسوياء ومتمتعين بصحة نفسيه جيده

لذا فمن الأمور الهامة التي يجب علي الوالدين مراعاتها ضرورة الاعتياد علي تقبيل الأطفال واحتضانهم واللعب والتحاور معهم ومجالستهم وعدم الابتعاد عنهم ومعاملتهم بلطف ولين دون غلظه أو قسوة مع محاولة تهيئة جو الهدوء والراحة النفسية لهم داخل المنزل كي يشعرون بالدفء العاطفي الأسرى حيث أن حدوث الخلافات والمشاحنات الزوجية أمام الأطفال يشعرهم بالخواء العاطفي تجاه الوالدين مما يتسبب في إصابتهم بالاضطرابات النفسية والإحساس بالقلق وذلك له آثار سلبية سيئة تنعكس علي شخصيتهم والتي قد تظهر بوضوح في سلوكياتهم عند الكبر ومن هنا يتضح أهمية إشباع حاجة الأبناء للحب والحنان دون إفراط ولا تفريط .إلا أن الإفراط في الحب يعتبر نوع من التدليل المطلوب في حاله إصابة الطفل بالمرض أو إحساسه بالضعف أو شعوره بالخوف أو الرهبة أو كان معوقا أما في غير هذه الحالات فأن التدليل المفرط للطفل له نتائج سلبية ولاسيما إذا كان التدليل هو نوع من الاهتمام الزائد به من حيث العاطفة والرعاية والمبالغة في مدحه عن الحد المألوف مع عدم محاسبته علي أخطائه أو سلوكياته السيئة التي تصدر منه بصفه متكررة وهذا التدليل هو ما يطلق عليه (الدلع السخيف.)

وقد أكدت الدراسات النفسية أن التدليل المفرط للطفل يمكن أن يحوله إلى إنسان أناني ومحب لذاته ولديه الرغبة الدائمة في السيطرة علي كل من حوله فضلا عن ممارسته للعنف معهم كما يتولد لديه الشعور بالقلق نتيجة عدم ثقته بنفسه لإحساسه بالوحدة والعزلة بسبب كره المحيطين به التعامل معه لتجنبهم ما يصدر منه من تصرفات خاطئة لذا يندفع و يتعجل الأمور دون صبر نتيجة عدم شعوره بالمسئولية عند مواجهته لأي مشكلات هذا إلى جانب صعوبة إرضاؤه بأي حال من الأحوال

وقد أثبتت الدراسات الاجتماعية أن تدليل الأبناء لا يقتصر علي الطبقات الغنية فحسب فقد يكون الطفل من أسرة فقيرة ولكنه مدللاً لأنه الابن الوحيد وقد تبين أن المدلل غالبا ما يكون متعصبا لرأيه لدرجه تحوله إلى شخصية مستبدة وديكتاتورية وذلك أيضا له مردود سلبي ينعكس أثره علي حياته الزوجية مما يجعلها مهدده بالفشل. هذا ما أكده د.سيد حسن السيد الخبير الدولي للإتيكيت وآداب السلوك بوسائل الإعلام والمحاضر بالمراكز التدريبية المتخصصة ولبيان الفرق بين الحب والتدليل المفرط للأبناء في مرحله الطفولة وأسباب التدليل وسلبياته وآثاره السلبية علي الأبناء والحياة الزوجية وطرق التخلص من أضرار التدليل الزائد لذا يقدم د.سيد حسن للآباء والأمهات النصائح التالية:

١- الطفل منذ ولادته يتولد لديه الإحساس بمشاعر المحيطين به نحوه لذلك نجده يتعلق بمن يحبه ويحنو عليه ويكره ويتأذى من ما يعامله بقسوة أو عنف لقد ضرب لنا رسول الله ( عليه الصلاة والسلام) المثل الأعلى حينما كان يدعو إلى حب الأبناء ورعايتهم وحسن تأديبهم حيث كان يحب أحفاده الحسن والحسين (رضي الله عنهما) ويحنو عليهما ويعانقهما ويقبلهما ويحملهما فوق ظهره كما كان يحمل الحسن(رضي الله عنه) علي عاتقه ويقول :” اللهم أني أحبه فأحبه” وقد روي أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) عندما كان واقفا علي المنبر ليخطب رأي الحسن والحسين يتعثران وهما يمشيان لذلك نزل رسول الله (عليه الصلاة والسلام ) من علي المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه

وقال: “صدق الله تعالي حين قال: 《إنما أموالكم واولادكم فتنة》 نظرت إلي الصبيين يمشيان ويتعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما ” ما احوج الأطفال الآن إلى إشباع حاجاتهم للحب والتقبل والعطف والحنان في عالمنا المعاصر بعد أن أصبح بعض الأمهات يتركن أطفالهن للدادات وجليسات الأطفال أو للأمهات بحجه انشغالهن بالعمل أو عدم قدرتهن علي تحملهن مسئولية تربيه أطفالهن وبعد أن أصبح كل من الوالدين يجلس علي انفراد مع انشغاله بعالمه الافتراضي باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت داء العصر لمدمني النت وكيف يحنو ؟ الوالدين علي ابنائهم وهم بعيدين عنهم أو يستخدمون أسلوب التسكيت الدائم معهم عند سماع صيحاتهم حينما يلعبون ويتسامرون فمن الأفضل ؟ أن يشاركونهم في اللعب ويتسامرون معهم ولو لبعض الأوقات بدلًا من تسكيتهم حتي يذوق الأبناء حلاوة الحنان وحتى لا يحرمون من عطف أبوين مازالا علي قيد الحياة ولكن تواجدهما سلبي داخل المنزل إذا كان الآباء والأمهات المقصرون في حق الأبناء دائما يتحججون بأنهم منشغلون لأنهم يسعون جاهدين لإشباع حاجات أبناؤهم الفسيولوجية كالمأكل والمشرب والمأوي والملبس وذلك لمن الحاجات الأساسية الملحة الواجب عليهم توفيرها لهم فأن هؤلاء الآباء والأمهات يجب إلا يتناسون أن أبناؤهم لفي مسيس الحاجة لإشباع حاجاتهم النفسية كالحب والتفهم والتقبل والعطف والحنان حتي يكونوا أسوياء وحتى لا يتضرر الوالدين بعد ذلك من تدهور أخلاق أبناؤهم عند ممارستهم للسلوكيات الخاطئة والعادات السلبية

2 – قال رسول الله ( عليه الصلاة والسلام):”خير الأمور أوسطها” ومن الأمثال التي يتم ترديدها : ( ما زاد عن حده انقلب إلى ضده) التعامل مع الطفل يجب أن يتم بصورة طبيعية فيها المنح والمنع و فيها اللين والحزم حيث أنه إذا زاد الحب الذي يتم منحه للأبناء فذلك يعتبر تدليل والتدليل في بعض الحالات مطلوب كحاله الطفل المريض أو الضعيف أو الخائف أو المرعوب أو إذا كان من المعاقين أما التدليل المفرط فأن النتائج المترتبة عليه سيئة للغاية لأن آثاره سلبيه وسرعان ما تنعكس علي شخصية الطفل إذ أن تلبيه جميع طلباته في آن واحد وعدم رفض أي منها يجعل الطفل اناني ولا يحب إلا نفسه ويحاول أن يفرض سيطرته علي كل من حوله لأنه يشعر بأنه أفضل منهم كما أن المبالغة في مدح الطفل يجعله لا يستطيع مواجهة التحديات والمشكلات وقد يتحول إلى إنسان كسول وغير منتج كما أن الطفل المدلل يكون متشبع بالعاطفة من قبل والديه لارتباطه الزائد بهم لذلك لا يميل إلى التعامل مع الغير ولا يعترف بالمجاملات في المناسبات وتنعدم لديه القدرة علي تكوين صدقات لذلك لا يعرف ما هو حق الصداقة لهذا ينمو بداخله الشعور بالوحدة والانطواء

3 – ومن الآثار الاجتماعية السلبية للتدليل المفرط نتيجة ضعف شخصية المدلل وعدم تحمله للمسئولية افتقاده للالتزام وعدم احترامه للمواعيد وعدم اتباعه لآداب الحديث مع الكبار لدرجة التطاول وعلو الصوت عليهم والتعامل معهم بنديه وتعالي فضلا عن عدم تقبل أي نصح أو إرشاد منهم كما أنه لا يستطيع تحمل أي صعوبات يواجهها في الحياة لأنه لم يتعلم الصبر وإن هناك أشياء لا يمكن أن تتحقق في لحظه معينه لأنه تعود علي أن كل ما يطلبه يجده وما يرغب فيه يتم تحقيقه له ونتيجة لاكتساب المدلل صفه العناد والعصبية فأنه يصعب إرضاؤه كما أن تلك الصفات تجعله في حاله عدم توازن في علاقاته مع الغير وإذا حاول أحد مصادقته لا يحافظ علي هذه الصداقة ومن الآثار البالغة الخطورة أن الطفل المدلل يحاول أن يفعل أشياء أكبر من سنه مما يعرضه لمخاطر جسيمة تنعكس عليه نفسيا وجسديا وقد تؤدي إلى إفساد طريقة تفكيره ونظرا لشعور الطفل المدلل بأنه أفضل من قرناؤه فانه يعتدي عليهم سواء بالإهانة أو الضرب

4 – أكدت الدارسات النفسية والاجتماعية أن من أهم الأسباب التي تؤدي إلى التدليل المفرط للأبناء ترجع أما لمعاناة أحد الأبوين أوكلاهما من القسوة التي تشمل الإهانةات والضرب في طفولتهم مما يجعلهم يحاولون تعويض هذا النقص بالتدليل المفرط لا بناؤهم أما نتيجة إنجاب الأطفال بعد فتره حرمان طويلة من عدم الإنجاب وأما أن يكون أحد الأبوين كلاهما أصلا مرفهين وهؤلاء غالبا ما يكونوا من أسر غنية هذا وقد أكدت الأبحاث التي أجريت علي الأطفال الوحيدين أي الذين ليس لهم أخوة غالبا ما تتولد لديهم روح الأنانية ويصعب تخلصهم من تلك الصفة إلا بوجود أطفال معهم ومن وسائل التخلص من أضرار التدليل المفرط قيام الوالدين بترسيخ قيمه الحب في نفس الطفل مع حثه علي حب المحيطين به وخاصة أشقاؤه مع محاوله إظهار أنه أهم شيء في حياتهم حتى يشعر بالطمأنينة والراحة النفسية وإذا كان الطفل الابن الوحيد يجب تشجيعه علي اللعب مع الأطفال سواء مع أطفال الأقارب أو الجيران أو الأصدقاء مع شراء الألعاب الجماعية التي تحتاج إلى أكثر من لاعب للعب بها ويمكن تخصيص حجره في المنزل للعب هو والأطفال الآخرين حتى يتخلص من روح الأنانية وحينما يلجأ الطفل للبكاء والصراخ لتلبية طلبه يجب علي الأم عدم الاستجابة بتلبية طلبه في هذا الوقت حتى يتخلص من هذه الوسيلة ومن الأمور البالغة الأهمية عدم ترك الطفل مع أشخاص أكبر منه سنا حتى لا يكتسب منهم صفات غير مرغوب فيها والتي يمكن أن يقوم بتقلديها أمام الآخرين كما لا يجب تشجيع الطفل علي اللعب في الشارع لمنع اختلاطه بالأطفال المنحرفين وحتي لا يتلفظ بألفاظهم ويمارس ما يمارسونه من سلوكيات خاطئة .

5- إذا كان الدلع والدلال بين الزوجين كنوع من التعبير عن الرومانسية لهو من الأمور المطلوبة وحيث أن الرومانسية من مقومات السعادة الزوجية فأن الدلع والدلال الذي يصاحبه العناد والعصبية والأنانية وحب الذات وعدم تحمل المسئولية وحب السيطرة وفرض الرأي علي الآخرين يعتبر نوع من التدليل المفرط الذي لا يحمد عقباه وخاصة إذا كان أحد الزوجين من المدللين لأنه يفسد الحياة الزوجية فكم من زوجات مدللات اعتدن هجر منزل الزوجية لأتفه الأسباب الواهية لأنهن لا يتحملن أي مسئوليات ولا يؤدين أي واجبات عليهن نحو الأزواج والأبناء من حيث الرعاية المطلوبة فمنهن زوجات أنانيات ربات بيوت غير عاملات تعلل تقصيرهن بالتمارض أو العزلة والانطواء وتجاهل الأزواج فلا تعد طعاما ولا أهتم بنظافة منزلها وترتيبه وتنظيمه وتظل مستيقظة حتى مطلع الفجر للتواصل مع صديقاتها من خلال شبكات التواصل الاجتماعي ثم تنام لتستيقظ وقت الغروب وهي متجهمة في وجه زوجها العائد من عمله مجهدا ومكدرا وتطالبه بإحضار وجبات طعام جاهزة وإن عاتبها الزوج تطاولت عليه بألفاظ غير مهذبة لأنها لم تتعلم أدب الحديث وتعودت أن تأمر فيستجاب لكل طلباتها تلك هي نوعية من الزوجات المدللات اللاتي غالبا ما تفشل حياتهن الزوجية ومن الأزواج المدللين الذين اعتادوا أن يكون تواجدهم سلبي داخل المنزل ذلك الزوج الأناني الذي لا يحب أن يتعاون ولا يحاول مساعدة زوجته في أي شيء فهو دائما الأمر الناهي الذي يجب أن يطاع دون مناقشه أو حوار مهما كان رأيه خاطئا ومن الأزواج المدللين من يطلب من زوجته المنشعلة بالأعمال المنزلية بإحضار كوب ماء له علي الرغم أنه يجلس بجوار الثلاجة ومن الأزواج المدللين من يقسو علي زوجته بالإهانة والضرب لمجرد نسيانها تنفيذ ما سبق أن طلبه منها ككي ملابسه وتلميع حذاؤه ومن الحوادث المؤسفة التي طالعتنا بها الصحف مؤخرا ذلك المثل السيئ لأحد الأزواج المدللين الذي قتل زوجته لأنها أعدت له كوب شاي بدون سكر نظرا لنفاذ السكر من المنزل ولم تتصرف وتلك الواقعة تؤكد مدي تحول الزوج المدلل إلى دكتاتورا في أسرته حقا أن التدليل المفرط يفسد الأبناء والعلاقات الزوجية وأن خير الأمور الوسط وما زاد عن حده انقلب لضده ليت الآباء والأمهات يمنحون ابناؤهم الحب والحنان ولكن بلا إفراط أو تفريط

6 – ما أحوجنا إلى الالتزام بتعاليم الدين عند معامله أبنائنا عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال:” قبل رسول الله (عليه الصلاة والسلام) الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس جالسًا، فقال: إن لي عشره من الولد ما قبلت منهم أحدا ، فنظر إليه رسول الله (صلي الله عليه وسلم)ثم قال: “من لا يرحم لا يرحم” وقال رسول الله (صلوات الله عليه) “ليس منا من لا يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا” إذا كان الله عز وجل قد جعل نبينا الكريم رحمة للعالمين عملا بقوله تعالي :《 وما أرسلناك إلا رحمه للعالمين》فأننا في ظل الاحتفال بالذكري العطرة لمولد نبي الرحمة لا يجب أن يقتصر احتفالنا فقط علي شراء حلوي المولد وتبادل إهدائها للتعبير عن حالة الابتهاج والسرور بهذه المناسبة الجليلة بل يجب الاقتداء برسولنا الحبيب وإتباع آداب سلوكه النبوي الشريف القويم. وستظل سيرته العطرة الرحمة المسداة إلى أن تقوم الساعة. سلام عليك يارسول الله في يوم مولدك العظي أحدًا ، فنظر إليه رسول الله (صلي الله عليه وسلم)ثم قال: “من لا يرحم لا يرحم” وقال رسول الله (صلوات الله عليه) “ليس منا من لا يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا” إذا كان الله عز وجل قد جعل نبينا الكريم رحمة للعالمين عملا بقوله تعالي :《 وما أرسلناك إلا رحمه للعالمين》فأننا في ظل الاحتفال بالذكري العطرة لمولد نبي الرحمة لا يجب أن يقتصر احتفالنا فقط علي شراء حلوي المولد وتبادل إهدائها للتعبير عن حالة الابتهاج والسرور بهذه المناسبة الجليلة بل يجب الاقتداء برسولنا الحبيب وإتباع آداب سلوكه النبوي الشريف القويم. وستظل سيرته العطرة الرحمة المسداة إلى أن تقوم الساعة. سلام عليك يارسول الله في يوم مولدك العظيم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com