الناتو العربي إلى أين/ راني ناصر

 قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في القمة الخليجية الأخيرة “إننا ندرس إقامة تحالف استراتيجي للشرق الأوسط”؛ مما يعنني ناتو عربي سيضم دول الخليج، ومصر، والأردن، والولايات المتحدة بهدف الدفاع عن المنطقة العربية ضد أي تهديد خارجي.

 هذا الناتو العربي الجديد المقترح سيخدم الولايات المتحدة واسرائيل بطرق متعددة مثل:

أولا:- سيزيد من تهميش القضية الفلسطينية ويقصيها من بعدها العربي الاسلامي وذلك بتحويل دور إسرائيل في   المنطقة من عدو للامه العربية الى صديق وحليف لها.

ثانيا:- سيعمق الفجوة الموجودة بين الطوائف الدينية المكونة للنسيج العربي وبصورة خاصة بين السنة والشيعة .

ثالثا:- سيعزز الهيمنة الامريكية على المنطقة ويؤدي لمصادرة ما تبقى من سيادة لهذه الدول ان وجدت، وسيمكن أمريكا من توفير آلاف الوظائف لمواطنيها ومئات المليارات من الدولارات لدعم اقتصادها لعقود قادمة.

رابعا:- سيتصدى للنفوذ التركي والروسي والإيراني واي قوة طامعة في خيرات المنطقة العربية الغنية ليبقى الوطن العربي في فلك الولايات المتحدة ويخدم مصالحها الاستراتيجية.

خامسا:- سيعمل على استمرار تدجين وتقزيم وتهميش دور مصر الريادي في محيطها الإقليمي كمحرك لنهضة شعوب الامة العربية.

سادسا:- سيستخدم خطر البعبع الإيراني شماعة تعلق عليها الأنظمة العربية افلاسها السياسي، والديني، والأخلاقي تجاه شعوبها.

 دول الناتو العربي ستستخدم هذا التحالف لضرب أي نهضة صاعدة في المنطقة العربية واجهاض ثورات شعوبها، والقضاء على أي بديل لها. وسيكون مصير هذا التحالف الفشل كالاتحاد العربي الهاشمي بين المملكتين العراقية والاردنية، وحلف بغداد، والهلال الخصيب، ومحاولات الوحدة كميثاق طرابلس الوحدوي سنة 1969 بين مصر والسودان وليبيا، واتحاد الجمهوريات العربية سنة 1971 بين سوريا ومصر وليبيا، والوحدة الاندماجية سنة 1972 بين ليبيا ومصر، والجمهورية العربية الإسلامية سنة 1974 بين تونس وليبيا.

إن محاولات الوحدة بين هذه الدول لم تكن اهدافها معالجة جراح شعوبها الاجتماعية والقبلية والطائفية، واستبدال مؤسسات دولها البوليسية بأخرى مدنية للارتقاء بشعوبها الى سلم النهضة الحضارية وسيادة القرار السياسي على غرار دول الاتحاد الأوربي.

إذا قدر لهذا الحلف ان يرى النور فسيتسابق أعضائه الجدد فيما بينهم على التبعية، ونيل الوصاية الأمريكية لحمايتهم ومساعدتهم على مجابهة التغيرات والتحديات الإقليمية حولهم. كما انهم سيكونون غير قادرين على الوقوف ضد برنامج إيران التوسعي لأنهم غير قادرين على خلق برنامج وطني يحدد ابعاد واهداف وجودهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com