وراء كل موهوب: أم مثالية وتكنولوجيا متقدمة

القدس المحتلة- وكالات :ـ إذا كان وراء كل عظيم امرأة سواء كانت زوجة مخلصة وفية وواعية تقف خلف زوجها لتدفعه إلى الأمام وتسير بجانبه لتشاركه مسيرة الكفاح وتعدو أمامه لتنير له طريق المستقبل كي يحقق طموحاته وآماله وأحلامه أو كانت تلك المرأة أم لأبناء ترعاهم وتعدهم لمستقبل باهر من خلال اكتشافها لمواهبهم وتنميه إبداعاتهم وحيث أن الموهوبون هم أمل الأمم و صناع التقدم القادرين علي أحداث النهضة والتنمية وبناء الحضارات. في ظل تكنولوجيا المعلومات المتقدمة التي أصبحت لغة العصر في العالم بأجمعه فإن وراء كل موهوب أم مثاليه وتكنولوجيا متقدمة.

حيث أن علماء التربية قد أكدوا أن الأم هي أول من يكتشف موهبة طفلها اكتشافا مبكرا فبفطنتها تستطيع أن تلاحظ تصرفاته واستخداماته للكمبيوتر والمحمول التي تبشر بأنه موهوب وبوعيها فهي الأقدر علي توفير بيئة ميسرة لتنمية قدراته العقلية واستغلال طاقاته من خلال تفاعلها اللفظي معه بدءا من الأشهر الأولى من عمره كي تنمو وتزدهر موهبته حتى لا تضمر وتندثر وتتلاشي مثل ما يحدث في كثير من الحالات عندما تكون الأمهات ليست علي قدر من المعرفة لاكتشاف مواهب أطفالهن نتيجة نقص المعلومات التي يجب أن تكون متوافرة لديهن المتعلقة بالتربية العقلية للطفل المرتبطة بنموه ودرجه ذكاؤه وحاجاته التي يجب إشباعها حتى تتمكن من تنميه موهبته إذ أن تعهد نبته الموهبة الكامنة في الطفل تحتاج إلى العناية باهتماماته وتطوير قدراته العقلية وذلك يتوقف علي درجه ذكاء الأم ومستوي تعليمها ومقدار ثقافتها كما يجب أن يكون الأب كذلك فضلا عن دوره الفعال الداعم لموهبة الطفل من خلال توفيره للإمكانيات المطلوبة لتحفيز الطفل علي التميز مع ضرورة استمرار تواصله معه ومتابعه أعماله وامتداحها لبث الثقة في نفسه وتشجيعه وقد ثبت أن الآباء والأمهات الموهوبين والمبدعين غالبا ما يكونوا قدوه لأبنائهم لتنميه مواهبهم

هذا ما أكده د.سيد حسن السيد الخبير الدولي للإتيكيت وآداب السلوك بوسائل الإعلام والمحاضر بالمراكز التدريبية المتخصصة.ولبيان اثر الوراثة في تكوين المواهب ؟وكيفيه اكتشاف موهبة الطفل وكيف يمكن تنميتها؟ وما هي سمات الموهوب؟ وكيف يمكن الاستفادة من المواهب ؟ لذا يحدثنا هذا الأسبوع د.سيد حسن السيد للرد علي هذه التساؤلات مقدما للآباء والأمهات النصائح والإرشادات التالية:-

1 – أكدت الدراسات أن معرفه الصفات الوراثية كالذكاء له أهمية كبري في اكتشاف الموهيين، حيث ثبت أن العوامل الوراثية تساهم بنسبه 80% من الذكاء في حين أن البيئة تساهم بنسبه 20% وعليه يتضح ان الذكاء يلعب الدور الأساسي في تكوين الموهبة أما البيئة والمتمثلة في الأسرة فهي التي تترجم الاستعدادات الجينية التي تعبر عن أداء الطفل الموهوب لذا فإن البيئة يمكنها أن تنمي الموهبة أو توقف نموها وحيث أن الذكاء هو أحد ثمرات الموهبة فكل موهوب ذكي ولكن ليس كل ذكي موهوب والموهبة تتمايز في نسب الذكاء ونوعيته والقدرات العقلية والمعرفية وهناك عده مستويات من الذكاء وهو الذي يحدد نوع الموهبة فالموهوبون في مجال الأعمال الهندسية والفنية لديهم ذكاء حسي وهو المرتبط بالحواس والموهوبون في الحسابات والرياضيات لديهم ذكاء رمزي وهو المرتبط بالرموز والإعداد والحروف الأبجدية والموهوبون في الإبداع اللغوي والفكري لديهم ذكاء لفظي أما الموهوبون في مجال السلوك من حيث معرفتهم لحاجات وطموحات الآخرين وإدراك أفعالهم فهؤلاء لديهم ذكاء سلوكي ومن هنا يظهر أهمية دور الأسرة في اكتشاف موهبة الطفل مع تحديد نوع الموهبة علي أن يتم تنميتها وصقلها حتى يصبح هذا الطفل مستقبلا مبدعا ومبتكرًا في مجاله.

2 – الموهبة منحة ربانيه وهي تتشكل حسب العادات والتقاليد والنظم المعرفية في البيئة التي يعيش فيها الطفل حيث أنها تتأثر بعوامل اجتماعية وتربوية وتزدهر بما يضاف إليها مثل التربة الخصبة فهي لا تنبت الزرع إلا إذا كانت صالحة للزراعة كما أن البذور لابد ان تكون جيده حتى تثمر ثمارًا طيبة، حيث أن الأرض البور أي الغير صالحه شأنها شأن الأسرة التي لا ترعي مواهب أبنائها ولا تهتم بتنميتها الأمر الذي يحول تلك المواهب إلى نقمه فقد ثبت أن الكثيرين من المجرمين والمنحرفين الذين يحاولون تضليل العدالة في الأصل أشخاص لهم قدرات عقلية فائقة ونسبه ذكاء عالية لكنهم لم يجدوا من يقوم بتوجيهها التوجيه السليم والصحيح . وهناك أمر أخر بالغ الأهمية أكدته الأبحاث أن الموهوب قد يضطر إلى تكييف نفسه بالتخلي عن موهبته أو إهمالها إذا لم يجد من يجعله ينميها كما أن هناك من الموهيين قد تسربوا من التعليم لأنهم لم ينسجموا مع معطيات التعليم التقليدي الذي فشل في إظهار نبوغهم وإبداعاتهم ولم يجدوا من يوظف مواهبهم فلجأوا إلى تنمية ثقافاتهم من خلال الاطلاع والقراءة أمثال (ادسون) مخترع المصباح الكهربي وكذلك العالم (اينشتاين)صاحب نظريه النسبية .

3 – أكدت الدراسات العلمية التي تمت بجامعه(لاسابينا) الإيطالية أن للأسرة دور هام من خلال أسلوب تربيتها في إظهار موهبة الأبناء، حيث أن التسلط يطفئ الرغبة عند الأطفال في التعبير ويحبط لديهم روح الاستقلال والتمكن من معرفه العالم حولهم كما أن أساليب التلقين بالمدارس تطمس مواهب الأطفال كما يجب الابتعاد عن تأنيب الأطفال ولومهم علي إبداعاتهم الخاطئة مع عدم تعريضهم للحماية الزائدة والإسراف في تدليلهم كما يجب التعامل مع أسئلتهم وخيالاتهم باحترام . كم من أطفال نجدهم يتابعون أمهاتهم ثم يسألونهم فلا يجبن عليهم ولا يعتذرن لهم عن عدم الإجابة وحين تكرار تساؤلاتهم تظل الأمهات منشغلات عنهم وهن في حاله استياء و ضجر من كثره أسئلتهم أفلا يعلمن هؤلاء الأمهات أن أطفالهن من الممكن أن يكونوا محبين للاستطلاع وشديدي المعرفة بكل ما يحيط بهم لذلك يجب علي الأمهات عدم التقليل من هذه الرغبة فلا داعي لإتباعهن أسلوب التسكيت الدائم مع أطفالهن بحجة أنهم يتسببون في إزعاجهن بل يجب مساعدتهم للحصول علي أي إجابات يبحثون عنها لأن كل طفل من هؤلاء يمكن أن يكون مشروع موهبه تبحث عن من يكتشفها كما أن الأسرة المشحونة بالقلق والتوتر بسبب الخلافات والمشاحنات الزوجية فأنها تحد من قدره الطفل علي استغلال موهبته بمحاولته الابتكار أما الأسرة الآمنة نفسيًا التي توفر جو الهدوء والطمأنينة والسعادة للطفل فهي تساعده علي التفوق العقلي وتنمية موهبته وتجعله شخصًا مبدعًا كما يجب علي الأسرة أن تثري ثقافة الطفل وتبعده عن الجو الروتيني باصطحابه إلى الأماكن الخلوية لرؤية الطبيعة والتأمل فيها ومن الوسائل التربوية لتنمية قدرات الموهبين تشجيعه علي حب الاستطلاع وتحريره من الخوف وتحفيزه علي التخيل كما يجب تشجيعه علي القيام بالمبادرات الفردية حسب موهبته سواءً كانت في الرسم او الموسيقي أو الشعر أو الأعمال الفنية من خلال ممارسته للهواية التي يفضلها مع ضرورة اختلاطه بالأطفال الموهبين مثله

4 – من المؤشرات التي تساعد علي اكتشاف مواهب الأطفال الدراسات التي تمت في ألمانيا عن الموهبين حيث ثبت أن الموهبين يأتون من أسر ذات مستوي اجتماعي واقتصادي متوسط ولكنها أسر علي قدر من التعليم والثقافة أما الأسر الغير متعلمة والتي تعاني من الفقر الثقافي والظروف الاقتصادية الصعبة فهي لا تعبأ بموهبة الطفل ولا تنتبه إليه كما أن العائلات التي بها نوابغ وعباقرة ومبدعين ينحدر من سلالتها أطفال موهبين والعكس صحيح لذا نجد أن العديد من الأبناء يرثون الاتجاهات العقلية مثلما يرثون السمات الشخصية من الآباء والأمهات الأبناء يتميزون بالنمو السريع في ملكات الذكاء في مراحلهم العمرية الأولى ولاسيما في مرحلة الطفولة المبكرة ففي السنتين الأولى والثانية ينمو الذكاء نموا ملحوظا لهذا كان الاهتمام بالطفل في السنوات الأولي من عمره يعد أمرا هاما لتنميه ذكاءه وللبيئة المحيطة بالطفل ولاسيما الأسرة تأثيرها علي هذا الذكاء بالإيجاب أو السلب ومن أهم خصائص الطفل الموهوب عقليا تعلمه للمشي والكلام يكون مبكرا بشكل متميز ثم بعد ذلك حينما يتعلم القراءة نجده يمتلك قدره لغويه متطورة كما أنه يبدو سريع التعلم والحفظ والفهم وقوي الذاكرة وسريع الاستجابة وحاضر البديهة ويحب اللعب مع الأطفال الأكبر منه سنا ومن مقاييس اكتشاف الموهبين في مرحلة الطفولة بعد تعلمه القراءة والكتابة يمكن إجراء اختبار ترابط الكلام بأن يتم عرض كلمات علي الطفل لكل كلمه عدد من المعاني ويطلب من الطفل أن يكتب أكبر عدد من المعاني التي يعرفها لكل كلمة ثم بعد ذلك يتم اختبار استعمال الأشياء أن يتم عرض علي الطفل كتابة الاستعمالات المختلفة للأشياء التي تعرض عليه بأقصى ما يستطيع من السرعة كما أن هناك اختبار تكملة القصص حيث يزود الطفل بقصص طريفة ينقصها سطر أو أكثر ونطلب منه تكملة القصة وهناك أيضًا اختبار الأشكال الخفية بأن يتم عرض رسومات علي الأطفال ناقصة ويطلب منه تكملتها. .

5 _الطفل في مرحلتي الطفولة المتوسطة والمتأخرة وحتى سن البلوغ وما بعدها تظهر موهبته من خلال امتلاكه القدرة علي التخيل والاستدلال ويستطيع أن يربط بين الخبرات السابقة والحالية ويحب الاستطلاع لذلك نجد بعض الأطفال يقومون بكسر لعبهم لمحاوله معرفه ما بداخلها فلا يجب تعنيفهم أو معاقبتهم كما أننا نجد أن هناك طفل لديه فضول عقلي وذلك ينعكس علي أسئلته المتعددة التي قد تبدو غريبة في بعض الأحيان لكن أفكاره منظمه ويسهل عليه صياغتها بلغة سليمة و قد يقترح أفكار يعتبرها الغير خيالية وغير واقعية لذا نجده يعطي الأولوية للخيال الإبداعي عن التفكير المنطقي لذلك يجب تشجيع مثل هؤلاء الأطفال علي تنميه مواهبهم من خلال توفير ما يحتاجون من إمكانيات لممارسة هواياتهم المفضلة والتي يمكن أن يقضون فيها أوقات كثيرة مما يقلق الآباء والأمهات أما عن الجوانب الابتكارية في شخصية الطفل الموهوب هو قدرته علي تصور الاحتمالات والنتائج والأفكار في الموضوعات التي يناقشها كما أنه يستطيع طرح البدائل والاقتراحات والاختيارات لحل المشكلات التي يواجهها مع قدرته علي التخمين وبناء الفرضيات الخيالية مما يثير نوع من الجدل بينه وبين والديه في كثير من الأحيان لدرجه تأففهم منه نتيجة عدم اكتشافهم بأنه موهوب ولديه تفكير إبداعي يقول الفيلسوف(ليف فيكوتشي) {الطفل أشبه بصخره يحتاج إلى تهذيب ولكي تتحول هذه الصخرة إلي تحفة رائعة فأنها تحتاج إلى ازميل نحات ولكن من ذا الذي يفلح في جعل الازميل أداة مفيدة؟ أنهم الكبار سواء كانوا آباء أو مربين} إذا كانت تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي أصبح لغة العصر في جميع الدول المتقدمة ونحن بصدد تطبيق تلك التقنيات في كافه المصالح والهيئات الخدمية وفقًا لإستراتيجية شاملة طبقا لأحدث ما وصل إليه العلم بدعم من الإرادة السياسية وبفضل توجيهات قيادتنا الرشيدة فأننا الآن أحوج ما نكون إلى اكتشاف مواهب أبناؤنا وتنميتها من الصغر لخلق أجيال من الموهبين قادرة علي مواصلة استمرار دفع عجله التنمية المستدامة ولإظهار مبتكراتها في مجال البحث العلمي من خلال التكنولوجيا الحديثة حتى تظل أم الدنيا هي الولادة للموهبين الحاصلين علي جوائز نوبل المبدعين وحتى نستطيع أن نقول وراء كل موهوب أم مثالية وتكنولوجيا متقدمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com