البطريرك إغناطيوس أفرام الثاني يصل الأردن، في زيارته الراعوية الأولى

عمان – ابو انطون  سنيورة – (المركز الكاثوليكي للدراسات والأعلام) وصل قداسة مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، إلى الأردن، في زيارته الراعوية الرسمية الأولى إلى المملكة، حيث احتفل بالقداس الإلهي في كنيسة مار أفرام في الصويفية، بحضور ممثلين عن مختلف الكنائس في المملكة، من أساقفة وكهنة، وشخصيات عامة وحشد من المؤمنين. كما كان في استقباله على حدود جابر البرية القادمة من سوريا إلى الأردن عدد من الرسميين والنواب.

وفي عظة القداس الذي حضره البطريرك فؤاد الطوال، والمونسنيور ماورو لالي القائم بأعمال السفارة البابوية وعدد من ممثلي الكنائس في الأردن، أشاد البطريرك أفرام الثاني بالإنجازات التي يحققها أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في المملكة. وقدّم الشكر للملك عبدالله الثاني، داعيًا من الله تعالى أن ينعم على جلالته، وعلى الأسرة الأردنية الواحدة، بالمزيد من النعم والبركات لكي يستمروا في خدمتهم للوطن وللإنسان.

ومن دمشق التي صمدت أمام الإرهاب والدمار، نقل غبطته تحيات الشعب السوري بشكل عام، والشعب السرياني على وجه الخصوص، معبرًا عن سعادته بافتتاح المعبر بين الحدود الأردنية-السورية. وأعرب في هذا السياق عن ثقته بأن المعبر سيشهد حركة عبور كبيرة من كلا الطرفين، وبالتالي عودة العلاقة الخاصة والمميزة التي تجمع الشعبين الشقيقين.

ووجه البطريرك أفرام الثاني كلمة روحية تمحورت حول معمودية السيد المسيح، ولفت إلى أن المسيحي، وبعد اقتباله سر المعمودية، قد أصبح إنسانًا جديدًا، وبالتالي عليه رسالة بأن يظهر نعمة هذا الإيمان من خلال أخلاقه وأفعاله. وفي ختام كلمته، رفع غبطته الصلاة من أجل أمن وسلام واستقرار العالم، لاسيما بمنطقة الشرق الأوسط، مشددًا على أهمية أن يتجّذر المسيحي في تربة المشرق، أرض الآباء والأجداد، حتى يستمر في حمل رسالة الأخوة والمحبة بين الأمم والشعوب كافة.

من جهته، رحّب راعي كنيسة السريان الأرثوذكس الأب بنيامين شمعون، بقداسة مار إغناطيوس أفرام الثاني في زيارته الأولى إلى المملكة، معبرًا عن فرح الشعب السرياني في الأردن والأرض المقدسة الكبير بحضور قداسته بين أبنائه وبناته.

وأشار إلى أن زيارة غبطته إلى الأردن، البلد الجميل المبارك، تأتي على مثال ما كان يفعله السيد المسيح الذي كان يجول في المدن والبلدات، يعلم ويكرز ويشفي، ويتفقد شعبه ويقف إلى جانبهم ويقدّم لهم الدعم أمام المحن والصعوبات، لافتًا إلى الإنجازات التي تحققت في عهد قداسته، لاسيما افتتاح الجامعة الأنطاكية السورية.

كما ألقى السيد جورج هزو، رئيس جمعية السريان في الاردن، كلمة رحّب فيها باسم الشعب السرياني، من فعاليات ومؤسسات، بالزيارة الأولى للبطريرك إغناطيوس أفرام الثاني إلى المملكة، وبممثلي الكنائس الشقيقة في المملكة وبالحضور الكريم، مؤكدًا بأن أبناء هذه الأبرشية هم عائلة سريانية واحدة، تجمعهم محبة السيد المسيح، والانتماء لكنيسته الرسولية.

ولفت إلى تميّز الأردن من حيث التنوع الاجتماعي والثقافي والحضاري والديني داخل المجتمع الأردني الواحد، والذي يشكّل نموذجًا متكاملاً من حيث التماسك والتمازج واحترام الآخر، وهذا التنوّع الفسيفسائي الجميل يكمّل اللوحة الوطنية في إطارها العربي والإسلامي، من مسلمين ومسيحيين، ضمن المواطنة الصالحة والمساواة.

وبعد القداس، افتتح الضيف الكبير قاعة مار مرقس التابعة للسريان في عمان، وبارك البناء الجديد الذي اتخذ العمل فيه عدة سنوات. والتقى بالرعية السريانية في قاعة مار أفرام السرياني، وألقى متى جبرا نائب رئيس الجمعية كما السيدة هيلانة عنز سكرتيرة الجمعية كلمتي ترحيب في القاعة، فيما قدم شاب وشابة قصيدة ترحيب بالضيف الكبير. وقدّم الأب بنيامين هديتين لصاحب الغبطة، أيقونة السيدة العذراء وفسيفساء صنعت في مادبا وتمثل العشاء السري.

ويحتفل البطريرك مار أفرام الثاني بالقداس لأول مرة في موقع المعمودية المغطس، وبعد أن أعلن أنه على وشك البدء بأعمال بناء كنيسة القديس يوحنا المعمدان على الضفة الشرقية لنهر الأردن. وتابع  مساء الأحد لاستكمال برنامجه في الزيارة الراعوية الأولى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com