من حِكَايات المخيم/ علي المكحل

في المخيم حِكَايات لا يعلمها الا من سكن حاراته و مشى أزقته …ففية يتشابه الناس في الفقر والجوع والألم و القهر.
في المخيم…حِكَايات أطفال حملت عيونيهم ألقٌ ذكاء مبكر… صنعون من أبسط الأشياء لعبا ليعيشوا اجمل ايام طفولتهم  رغم  قسوتها وفي الغالب ما زال المخيم يعيش فيهم  و ارواحهم تواصل الطواف حولة رغم بعد المسافات الا انهم ما زالوا يتنفسونه و يعودون لزيارته حنيناً لزمن و أثر مضى…لأحبه مروا من هنا ليستمعون لاصوات ضحكاتهم التي ملئت المكان يوماً…ذاكرين عدد المرات التي استيقظوا فيها على موسيقى المطر و هي تعزف لحناً بِطَرق سطح الزينكو الحديدي أوحشهم .

في المخيم حِكَايات تدمي القلب…لشهيد صعد السماء و لم يشهد ولادة  بكرة…
و حرقة قلب أم جدوع …لشهيدين و على الاصغر منهما عبد الرحمن الذي لم يعد لعروسة …
في المخيم حِكَايات تقصها سيدة الاستقراط الحجة سارة كلها تشيرالى يافا و برتقالها
متسائلة عن شجيراتها التي تركتها هل بقيت…هل أورقت …هل أثمرت…وتقسم ان تعود زحفا لحلم عوده داعبها …الا ان الموت غدر بها لتبقى في  مخيم كرهتة للأبد ..
.
في المخيم حِكَايات…لاشخاص يسكنهم كثيرمن الغضب والنزق والكسر… فلما زادت خيباتهم لم يعد لديهم ما يجدي للحياة…فصمتوا ونزووا.

في المخيم حِكَايات لم تُسرد لسادة وطن ذوي جذور راسخة و أصول وفروع  و ذاكرة تختزن حدود الوطن كي لا يضيعَ الوطن…محتالين على تهميشهم
في المخيم حِكَايات….لشهداء نجحوا بالتسلل لمخيم لم ينكرهم يوما ليناموا على صدره  وبقربة…يظهرون  قبيل فجر الاعياد ليعودوا في المساء لمعانقة شواهد قبور بالوان أربع  تقول استشهد في طريق العودة للوطن.
في المخيم الكثير ليقال …فأثر الفراشة حتماً سيحمل حقائبنا لتسبقنا نحو الضفة الأخرى حتى لو في زمن أخر

 <palastain_yasser@yahoo.com>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com