موكب مهيب في وداع الشاعر والمناضل خليل توما في بيت جالا

 بيت لحم- البيادر السياسي:ـ شيعت جماهير غفيرة من محافظات الوطن مساء أمس الأربعاء، في موكب جنائزي مهيب، جثمان المناضل الوطني والنقابي والشاعر خليل توما، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، وأحد مؤسسي اتحاد الكتاب الفلسطيني.

وشارك في موكب التشييع، ممثلي القوى الوطنية والمؤسسات والفعاليات الوطنية والثقافية، ومئات المواطنين من أبناء مدينة بيت جالا.

وانطلق موكب تشييع جثمان الشاعر توما من منزله في بيت جالا الى كنيسة العذراء مريم للروم الأرثوذكس في المدينة، حيث تمت الصلاة على جثمانه الطاهر، ومن ثم انطلق موكب الجثمان يتقدمه حاملي الأكاليل عبر شوارع المدينة، وصولا إلى مقبرة الروم الارثوذكس حيث تمت مواراته الثرى .

وألقى الأب يوسف الهودلي، كلمة مؤثرة عدد فيها مناقب ابن بيت جالا البار الذي كان مفكرًا وأديبًا وكاتبًا وشاعرًا ومناضلًا من أجل فلسطين، وقدم التعازي لأسرة الفقيد ولذويه ولمحبيه ولرفاقه وللشعب الفلسطيني.

كما ألقى الكاتب والأديب الفلسطيني محمود شقير، كلمة تأبينيه باسم حزب الشعب الفلسطيني واتحاد الكتاب والأدباء في فلسطين، قال فيها: “نلتقي هذا المساء لنودع نجما مشعا في سماء بيت جالا وبيت لحم وبيت ساحور والقدس وفلسطين، نجما هوى جسدا وما هوى فكرة وقصيدة وعقيدة وحزبا وأملا وغدا أجمل وأبهى لشعبنا الفلسطيني ولشعوب امتنا العربية ولمحبي الحرية والسلام في العالم.”

وأضاف” شقير” اندثر الجسد النقي الطاهر الذي احتمل عذاب السجن والسجان، وعاني من أجل الفكرة التقدمية النيرة، ومن اجل فلسطين التي عشقها” ابو فادي ” خليل توما الإنسان المناضل والمثابر والمضحي والشاعر الذي ستظل قصائده نبراسا يهدي السائرين الى الحرية والعدالة والتقدم والمساواة وتحرير الوطن من رجس الغزاة، وستظل سيرته العطرة مثلا ملهما للأجيال الجديدة من شابات وشباب فلسطين الذين ينعقد عليهم الآمال للسير على الطريق الذي اختطه خليل توما القائد السياسي والنقابي والمدافع عن حقوق الكادحين والفقراء، كمناضل من اجل دحر الاحتلال، وتحقيق أهداف شعبنا في العودة وتقرير المصير والدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

كما ألقى الدكتور عيسى جعنينه كلمة تأبينيه أمام جموع المشاركين في تشييع الجثمان، باسم لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة بيت لحم قال فيها ” إننا ننعى اليوم رجلا من اخلص وأشجع وأنقى الرجال وأثبتهم على الحق.، وكان فارسا وسياسيا ومثقفا وشاعرا عميق الوعي والانتماء، كما كان مدرسة في النضال والقيادة والتفكير والمسؤولية.

وكان الشاعر خليل توما قد بدأ مسيرته الشعرية في مرحلة الدراسة الثانوية، إذ نشر إنتاجه الأدبي والشعري في صحف ومجلات محلية وعربية، وبعد الاحتلال في مجلات الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وفي الصحافة السرية والصحف والمجلات الفلسطينية الصادرة في الوطن المحتل.

كما عمل سنوات طويلة في مجال الصحافة المقروءة باللغتين العربية والإنجليزية، كما عمل في حقل الترجمة من العربية إلى الانجليزية وبالعكس.

وكان أحد مؤسسي اتحاد الكتاب الفلسطينيين في الأرض المحتلة في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي وشغل رئاسته إلى حين توحيد صفوف الكتاب،  وانتخب عضوا في الهيئة الإدارية لاتحاد الكتاب الفلسطينيين في الأرض المحتلة في أوائل التسعينيات.

وصدر للشاعر توما أربع مجموعات شعرية هي: أغنيات الليالي الأخيرة، نجمة فوق بيت لحم،  تعالوا جميعا، النداء. جمعت كلها في مجموعة أعماله الشعرية الكاملة التي صدرت مؤخرا.

كما اعتقلته سلطات الاحتلال إداريا ما بين 1974 و 1976 خلال حملة اعتقالات قوات الاحتلال لقيادات الجبهة الوطنية الفلسطينية، كما تعرض لاعتقالات ومضايقات عديدة أثناء سنوات نشاطه النقابي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com