حماس تدفع ثمن فشلها السياسي/ د. كاظم ناصر

الشعب الفلسطيني العظيم قدّم قوافل من الشهداء والجرحى الذين نجلّهم ونعتز بهم وبتضحياتهم، ومن ضمنهم شهداء وجرحى حركة المقومة الإسلامية “حماس” والفصائل الأخرى؛ حماس بدأت كحركة مقاومة، ونالت إعجاب وتأييد أبناء شعبنا الذي منحها ثقته ومكّنها من الفوز في الانتخابات التشريعية التي أجريت في بداية عام 2006.

حماس حقّقت نجاحا ملحوظا في دعم المقاومة واستمرارها، وكان وما زال لها دورها الهام في النضال الفلسطيني والتصدي لدولة الاحتلال، لكنها فشلت فشلا ذريعا عندما دخلت في ألاعيب السياسة، وتورّطت في الانقسام الذي حوّلها من حركة تحرير وطني إلى دويلة إسميّة محدودة الموارد محاصرة ومرفوضة عربيا ودوليا، وأدى إلى تراجع المقاومة، وأطال عمر الاحتلال، وعرّض غزة لمشاكل اقتصادية كارثية ضاعفت البطالة والفقر وساهمت في انعدام الخدمات العامة.

لقد أخطأت حماس بزج نفسها في دهاليز السياسة، وبمشاركتها في الانقسام وتمسّكها به، وفي ارتباطها بجهات خارج حدود الوطن، وفي اعتمادها على دول عربية في دعم الانقسام واستمراره. ولهذا ليس مستغربا أن تكون حماس الآن في مأزق وتواجه حركة ” بدنا نعيش ” الجماهيرية المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية وتخفيض الضرائب.

الحراك الشعبي “بدنا نعيش” الذي بدأت فعالياته بتاريخ 14- 3- 2019 ولا تزال متواصلة حتى الآن جاء ردا على الفشل بإنهاء الانقسام، ونتيجة لحملات القمع وسياسات حماس التي أدّت إلى تدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية في القطاع؛ إن ما يحدث في غزة هو  ثورة على واقع مرير تحاول حماس اجهاضها بتنفيذ حملة اعتقالات ضد النشطاء والمحتجين المسالمين الذين ضاقت بهم السبل، وفقدوا الأمل بتحسن أوضاعهم المعيشية التي لا تطاق.

من المؤسف ان حماس استخدمت القوة المفرطة ضد أبناء شعبنا في غزة؛ إن احتجاز مئات المواطنين وتكسير عظام بعضهم، وسجن الصحافيين والناشطين، ومحاولة السيطرة على أبناء شعبنا في غزة بالقوة يتعارض مع القيم الديموقراطية التي يؤمن بها شعبنا الفلسطيني، وسيلحق ضررا بالغا بحركة حماس، وقد يكون بداية نهاية سيطرتها على غزة، واضمحلال شعبيّتها وتراجعها كحركة تحرير وطنية!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com