بُكاء/بقلم: أحمد جمال دبدوب

بسم الله الرحمن الرحيم
بُكاء
ليالي طويلة وثقيلة ولم أنم بعد ،
القلق يسيطر على كامل جسدي الهش ،
بعدما ما حصل في ذلك النهار المشؤوم
بَكيتُ كثِيراً ولم أستطع النوم
لا ادري كَيِفْ كان حَالُكَ
ولا أدري أكان يهُمكُ ما جرى لي
بعدما تركتني أصارع وحدتي
بينَ الجدران الأربعة اللعينة
لقد مللت البقاء والانتظار لحديث يجمعنا ،
أعلم أنك تتعذب بابتعادنا عن بعض
ولكنني انا ايضاً
تَعبتُ كثيراً من شدة حُزني على حُزنكَ
أعلم أنني السبب لحزنك ووجعك
لكنني على يقين
أننا سوف نعود جسدا واحدا كما كنا
لأننا واحد روحاً ونبضاً وعشقاً
ولا نستطيع البعد أكثر ،
أنني ألهث تعباً
وصدري يضيق اختناقاً
لا أستطيع التنفس لماذا يا تُرى ؟!!
مُنقذي ليسَ هنا لينجيني من عذابي وأشواقي ،
فإني أشتاقُ أليك كل لحظة ،
فهل رغبتك أن لا أشتاق
هل تمنعني من أن أشتاق
محتاج جدا لمحادثك كل لحظة
فانا لا أستطع المكوث من دون سماع صوتك
نعم انا أغضبتك
لم أتفهم ظروفك ووقتك
أردتك معي دوما ولي وحدي
اردتك
ولكن ،
غصبا عني ،
وبعثتُ لكَ تلكَ الرسالة المشؤومة
التي تتحدث عن اشتياقي لكَ
ويا ليتني لم أرسل
لَما حدث كل هذا
اكتبُ لكَ الآن لعلك تتساءل
لماذا أكتبُ لكَ
ولا أرسل لك رسالة بشكلٍ عادي ،
لأنه وبكل بساطة انت لا ترغب
بأحاديثي وثرثرتي الفارغة  ،
لا يهم ،
ولكن في الحقيقة أنني أشتاق ،
نعم و كثيراً أشتاقُ إلى مغازلاتكَ
وكلماتكَ المعسولة ، النقية ،
البريئة ، اللهابة ، الحارقة ، المشتتة ،
كل هذه الأمور أشتاقُ اليها
وهل لكَ أنت أن تشتاق قليلاً
وتحادثني
انني أنتظر مبادرة منك
أعرف أن هذا صعب
لأنني من أحزنك بسبب رسائلي المتكررة
لكن … انني حقاً أبكي من كثرة الشوق
لم يبقى في بحرِ عيني سوي الذكريات
أعلم أنني مذنب بحقك
وأستسمحكَ عذراً
بأن تقبل هذه الرسالة الأخيرة
المليئة ببكاء الليالي المعتمة
لعلكَ تحن وتحادثني
انني أبكي
أرجوك لا تتأخر
انني في انتظارك

لبنان / مخيم شاتيلا

21-3-2019

<ahmddbdob45@gmail.com>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com