مظاهرات 22 مارس 2019/ معمر حبار

  1. وأنا متّجه للمظاهرات صليت صلاة الجمعة بالمسجد العتيق بوسط مدينة الشلف، وفي كلّ مظاهرة أصلي بمسجد، وتلك من السنن التي أتّبعها منذ اندلعت أحداث الجزائر في 22 فيفري 2019 في انتظار أن يصلح حال الجزائر ويعود المرء لعادته القديمة الأصيلة وهي التمسّك بمسجد الحي الذي يصلي فيه دوما.
  2. أوّل ملاحظة يقف عندها المشارك في مظاهرات 22 مارس 2019 هي الجو البارد منذ الصّبيحة حتّى أنّي ارتديت معطفي الشتوي، وتساقط المطر وتمتّع المشاركين بالمنظر الربيعي الخلاّب وجمال المطر وهم يطلقون العنان لحناجرهم التي لم تتوقف منذ 22 فيفري 2019، ويبدعون في كتابة شعارات تأخذ الألباب.
  3. تحدّثت في مقالاتي السّابقة عن خروج المرأة للمظاهرات الأربع التي شهدتها، واليوم أتحدّث عن خروج الزوج وزوجته وأمّه وأبنائه في جوّ كلّه أدب واحترام، وتوقير الشباب لهم توقيرا فاق مارأيناه طيلة حياتنا لحدّ الآن، وهم يجوبون الشارعين الكبيرين في وسط المدينة في حرية وسلام وأمان وتحت رعاية وحماية المتظاهرين ودون أن يمسّهم أحد بسوء، ودون أن يلتفت إليهم أحد بهمز أو غمز، وتلك من مظاهر عظمة الجزائري ومظاهرات الجزائر.
  4. التقيت بطبيب مختص في الصدر وأستاذ في الإلكترونيك وزملاء في تخصّصات علمية مختلفة، فاغتنمت الفرصة وقلت: هذه قوّة الجزائر وماضيها وحاضرها ومستقبلها، مايدل على أنّ الجزائر تضم بين أحضانها طاقة متجدّدة لاتنضب ويكفي استغلالها استغلالا يعود بالفائدة على العباد والبلاد بما يرفع ويدفع للامام.
  5. في كلّ أسبوع من المظاهرات ترفع شعارات خاصّة بها، وشعارات مظاهرة 22 مارس 2019 لم تخلو من الإبداع، كـ: قلنا لكم ارحلوا جميعا ولم نقل لكم تعالوا إلينا جميعا. و باب التوبة أغلق. وهذه الأشياء أي الشخصيات غير قابلة للرسكلة. وشعارات تستنكر التدخل الفرنسي والاستقواء بالروسي خاصّة ماقام به “لعمامرة” اثناء جولته الخارجية.
  6. بقيت الإشارة أنّ اللّغة الإنجليزية انتشرت بشكل ملفت ومتزايد عبر الشعارات المتعدّدة المختلفة خاصّة وأنّ الشباب المتظاهر يتقن اللّغة الانجليزية.
  7. من الأمور التي لفتت الانتباه وأنا في وسط الأمواج من المتظاهرين بمختلف أعمارهم وجنسهم و وظائفهم ومكانتهم العلمية، أنّ الحاكم لايحقّ له الخروج عن الأمّة ومطالب أن ينزل إليها ليلبي مطالبها المشروعة المعقولة. ومن حصر الخروج في الخروج عن شخص واحد وهو الخروج عن ولي الأمر واعتبره من الخوارج فقد أساء الأدب مع أمته التي ينتمي إليها والتي نزلت للشارع لتدافع عنه، وأساء الأدب مع سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم الذي قال بأعلى صوته: “من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم”، والخروج عن الأمّة يعتبر من الخيانة للأمّة وكذا حصر الأمّة في شخص ولي الأمر فقط دون الأمّة.
  8. أصبح واضحا أنّ خطب الأئمة في المساجد تغيّرت بشكل جذري عمّا كانت عليه في الجمعة الأولى أثناء اندلاع مظاهرات 22 فيفري 2019، وأصبحت كلّها لصالح المجتمع الجزائري الذي نزل ليطالب بحقوقه المشروعة برقي وحضارة انبهر بها البعيد والقريب، وقد لمست هذا التغيير في خطبة الجمعة لنهار 22 مارس 2019 بالمسجد العتيق وكذا خطب الجمعة الثلاث التي شهدتها.

الشلف – الجزائر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com