الدّوائر/ شعر: صالح أحمد (كناعنة)

///

يا نبضة الأرض قُضّي مَضجعَ العَرَبِ

واستمطري الأفقَ آثارًا من الحِقَبِ

.

نامت عُيونُ أخي جَهلٍ على نَسَبٍ

فعاثَ فيها الذي قد بُتَّ من نَسَبِ

.

يَثّاقَلـونَ إلى أرضٍ وقـد وَهَنوا

والدّهرُ ماضٍ فلا يَرتدُّ من نَصَبِ

.

تشقى جيوبُ الثّرى من وقعِ أخيِلَةٍ

تُخفي هجيرَ النّوى من غابِرِ السّبَبِ

.

من أيّ أزمِنَةٍ جاءَت مَـواقِـفُكم

يا بابَ أمَّـتِنا المنظـورِ للعَـتَبِ

.

يا أعيُـنًا من خَيالاتٍ تُطارِدُنا

في موسِمٍ ما استقى غَيثي ولا سُحُبي

.

ظلٌّ… أنمشي بهِ؟ أم باتَ يَسحَبُنا؟

نُخفي هجيرَ الخُطى في حالِمِ الطَلَبِ

.

ظِلُّ بِليلِ السُّدى يحتاجُ أخيلَةً

فيها تَعرّى اللّظى فَمَحَظتُهُ خُطَبي

.

والرّيحُ تعوي على شَغَفٍ وتَعبُرُني

تعودُ تصدُرُ من وَهمي ومن عَجَبي

.

لا تسـتَسيغُ الأثافي دمعَةً نَزَفَت

في ليلِ أمنِـيَةٍ تَقتاتُ من كُرَبي

.

لا يا رحى الصّمتِ يا أفقا يُحايِلُني

كَفكِف غُبارَ الرّدى ما عادَ مِن حُجُبي

.

الليلُ يُجهِضُ صوتًا لا ربيعَ بهِ

والفجرُ لونُ سطوعي باتَ مُرتَقبي

.

في واقِعِ النَّزفِ لا أنفٌ ولا ذَنَبٌ

إنْ أسكُنِ الحُلمَ ما الطوفانُ مُجتَنِبي

.

خوفُ المَـواجِعِ والأوهامُ تَسحَقُنا

والويلُ يزحَفُ من شامي إلى نَقَبي

.

ما كنتُ يومًا ولا داري سِوى هَدَفٍ

نيرونُ يطلبنا ويلًا على لَهَبِ

.

ويلٌ لنَيرونَ في شامي استَباحَ دمي

يأتيكَ نزفُ الرّؤى جولانُ من حَلَبِ

.

لا ما استفاقَ السُّدى من دمعَةٍ نَزَفَت

ولن يضيعَ النِّدا جولانُ فارتَقبي

.

الحقُّ يصدَعُ في نَزفي لِيُشـرِقَ بي

فجرٌ جعلتُ صدى ألوانِهِ غَضبي

.

غـدًا تُروِّعُ أحلامي كَتائِبَهُم

ويُخرِسُ الحقُّ ما في الظّلمِ من صَخَبِ

.

ويعلِنُ النورُ للدُّنيا وطالِبِها

غابت فُتونُكُمُ الإنسانُ لم يَغِبِ

.

يا دولَةَ الصّمتِ قد دارت دوائركم

يا دولة الظّلمِ مِن زَيفٍ إلى عَـطَبِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com