السلام الاقتصادي أم السياسة الامريكية/المحامي سمير دويكات

نبدأ من حيث انتهينا في المقالة السابقة حول الرواية الامريكية الكاذبة، وعلى الرغم من تحفظنا على اوسلو وما جاء فيها، فان الفلسطينيين وخاصة القيادة باستثناء امريكا من كل المشاورات والمحادثات والقطع معها في ما سمي السلام وعملية السلام هو بريق امل، وقد عرف الساسة ولو متاخرين ان السياسة الامريكية عبارة فقط عن كذب وافتراء لا يصلح ان يكون منهاج دول او سياسة دولية.

اليوم وفي الصباح وهو كخبر بائت منذ الامس واول الامس، يتحدثون عن الاقتصاد كطريق نحو الامور الاخرى، واي اقتصاد الذي يتحدثون عنه ونحن محاصرون واي استثمار يتحدثون عنه بوجود الاحتلال، ان الامر شانه كبير فاول ما تحدث عن الموضوع هو شارون ومن كان في فترته، وبالتالي فان كل ما ياتي به الامريكا هو مجرد افكار اسرائيلية قديمة، وان ممولها سيكون العرب مقابل التصدي الى الخطر الايراني المحتمل.

وهنا نبرز الامر بأن المسألة كلها منذ اكثر من خمسة عقود ارتبطت بسياسات غربية قاتلة للمنطقة العربية، فحرب الخليج الاولى بين ايران والعراق دمرت الحلم العربي الاسلامي وتبعها تدمير العراق الذي وضع اسرائيل في وضع المتكبر والضامن للوجود المزيف، ولم يبقى لها سوى ايران والذي تتبع معها دول الغرب وامريكا واسرائيل النظام الذي اتبع مع العراق بتدميره داخليا ليكون وقت المواجهة جاهز لانهيار دراماتيكي مثل العراق، وبالتالي فان الامور اصبحت معروفة لكن من يستطيع ان يطرحها على اجندة المائدة العالمية.

بالتالي فان السلام الاقتصادي او الورشة الاقتصادية لن تكون بمعزل عن السياسة الامريكية ولن تكون حرة ولن تجدي المجتمع او الشعب او الدولة او المناطق الفلسطينية ولا العربية شيئا وستكون فقط من مصلحة اسرائيل، لان الاجراءات الامريكية حولت الامر الى كيانية عدائية منعزلة ولن يجدي كلام العرب المعتدلين بشىء امام الراي العام العربي.

السلام الاقتصادي او الورشة الاقتصادية لن تفيد احدا سوى اسرائيل وبالتالي مجرد التفكير فيها خيانة، وقد حان الوقت ان نفكر بمنهجية محاربة الاستعمار القديم، وخارج التفكير العالمي الحالي على طريقة امريكا اللاتينية التي صمدت في وجه امريكا طويلا. اي استنهاض الشعوب واحترام ارادتها الحرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com