” ثقافة ” الكابريهات ..!!.. بقلم/ شاكر فريد حسن
من الظواهر السلبية في الواقع العربي الراهنة في مضمار الحياة الثقافية، والتي يمكن أن نطلق عليها أوبئة أو أمراضًا خبيثة، وتتمثل بازدهار الفن الرخيص الساقط ، و” ثقافة ” الواوا والكابريهات، وهي الماركة المسجلة الآن للثقافة النفطية الخليجية، ومرحلة بيع وشراء الذمم والضمائر والمواقف .
فالناظر في الحالة الراهنة يلمس تراجعًا واضحًا وملحوظًا للثقافة الحقيقية ، ثقافة التقدم والإنسان والالتزام والمقاومة ، وهذا بفعل الحياة الاستهلاكية وتراجع قيم الجمال الإنسانية، ونتيجة قهر واستبداد الأنظمة العميلة المتسلطة التي زجت وتزج بالأقلام التقدمية والأصوات المستنيرة في المعتقلات والسجون ، ناهيك عن المؤامرة الرجعية لتفريغ الثقافة من روحها الإنسانية والوطنية المعارضة والمناهضة للظلم والقهر والعسف والاضطهاد والاستلاب الإنساني ، ما يجعل ” ثقافة ” الكابريهات تنمو وتبسق وتزدهر في مجتمعات التخلف والجهل والأمية والظلامية .
ويمكن الفول أن ” ثقافة ” الكابريهات هي تجسيد لبطانة جاهلة ميسورة وفاسدة ، ذات إمكانيات غير محدودة اقتصاديًا ، ومحدودة بشكل محزن ثقافيًا .
العلاقة بين الثقافة والحياة هي غلاقة جدلية ومتبادلة ، ويقينًا أن انتصار المعركة لأجل الديمقراطية والتقدم والحرية والعدالة الاجتماعية في المجتمعات والأوطان العربية هي الأساس لمواجهة وإغلاق وتصفية كل الكابريهات الفاسدة التي تشبه المواخير ، وإسقاط ” الثقافة ” المعادية والمناهضة للثقافة الحقيقية ، ثقافة الإنسان والحياة والالتزام بالهم الجمعي العام، المنحازة لفقراء وجياع العالم والمنتصرة للطبقات الشعبية الكادحة المسحوقة .