القوارير وهاجس الكتابة.. بقلم / شاكر فريد حسن

من يتابع صفحات شبكات التواصل الاجتماعي يلاحظ الكم الهائل من الأسماء والأقلام والكتابات النسوية، من شعر وخواطر ووجدانيات وومضات وقصص قصيرة ، ومن جميع الأجيال .

وكثيرًا ما يتبادر إلى الذهن السؤال : كيف تجد هؤلاء النسوة الوقت الكافي للكتابة ، وهن موزعات بين البيت والمطبخ والعمل في الخارج وتربية الأطفال والدورات الاستكمالية والالتزامات الاجتماعية، ولسن متفرغات للفعل الكتابي والإبداعي ..؟!

برأيي أن الدافع للكتابة هو عشق الكلمة ، وتوفر بذرة الإبداع وملكة الإحساس، فضلًا عن أن الكتابة متنفس للتعبير والبوح عن مشاعر الحب والهموم الذاتية والمعاناة الإنسانية، ثم فإن المرأة من خلال فعل الكتابة تحاول إثبات ذاتها مقابل الآخر، ومجاراة الرجل، وتجعل من اللغة مرتكزًا في التعبير عن كينونتها وواقعها الذي تتخذه كمعادل موضوعي لممارسة سلطتها وكذات لها وجودها في المجتمع والحياة .

إن الكتابة هي هوس يسكن الكاتب، وتصبح وجوده الذي يتحرك ، وكيانه الذي يتحرك، وهي من أرقى فنون التعبير عما يخالج المرأة من عواطف جياشة، ومشاعر فياضة، وأحاسيس مرهفة، فتنقل ذلك بقالب إبداعي جميل يلذ القارئ، وياسر السامع ، ويجذب المتلقي .

فأسمى آيات التقدير وأجمل التحيات لكل اللواتي يملكن الحساسية الشعرية والفكرية والخيال الواسع الخصب، وتنسجن خيوط الجمال والإبداع، ويناجين القلب، ويخالجن الشعور، وتتغلغل حروفهن وكلماتهن في العمق الوجداني دون جواز سفر .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com