إغلاق النوافذ/حسين علي غالب

سحبت الصين البساط أخيرا من موقع عالمي من مواقع التواصل الاجتماعي شهير جدا ومستخدميه بالملايين، وبالوقت نفسه أطلقت موقعا مشابها له من قلب العاصمة وبإدارة محلية بالكامل وانتقل رواد الموقع القديم إليه بشكل تدريجي من أجل البدء باستخدامه.

إنها سياسية جديدة بدأتها الصين والآن تريد اللحاق بها الهند وبالتأكيد دول أخرى سوف تتبع نفس السياق بحذافيرها، ولقد أطلق عليها تسمية «إغلاق النوافذ»، أي كلما يفتح غيرك نافذة عليك وهذه النافذة يأتي منها أمور قد لا ترغب بها الحكومات أو المجتمعات، فإن النافذة تغلق لكن بأسلوب ذكي، وليس بالطرق التقليدية التي نعرفها نحن، ويفتح عوض عنها نافذة أخرى ضمن مواصفات ومقاييس مدروسة بدقة وحذر.

أنا رأيي معروف ولن أغيره، فأنا لست مع خيار المنع فكل ممنوع مرغوب كما تقول المقولة والمنع قد عرفناه وجربناه ولم نستفد منه بل على العكس تماما، لكني لست ضد تقديم بديل آخر متميز وأفضل يعرف همومي ومصبوغ بهويتي ويشرف عليه شبابنا المتفتح والكل راض وفرح به.

بكل صراحة السواد الأعظم من مثقفينا كانوا أول من دعا لتقديم بديل وتنفيذ سياسية «إغلاق النوافذ» ومنذ وقت طويل جدا، لكن على أرض الواقع لم نفعل أي شيء سوى إطلاق الدعوات لعل أحد يستجيب لها، لكن الصين وقريبا الهند انطلقوا بلا تردد تحسبا لحدوث أي مشاكل في المستقبل.

لقد تأذينا كثيرا من السموم التي تأتينا من كل حدب وصوب، ولا بد لنا أن نستنسخ سياسية «إغلاق النوافذ» من الصين، وأن لا نبقى متفرجين ورافعين لشعار «أنا ومن بعدي الطوفان»، فالكثير من قبلنا فعلوا هكذا وليس بعيدين عنا بل هم أقرب الناس لنا لكنهم تفاجأوا بطوفان مدمر جرفهم واقتلعهم حتى من جذورهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com