فلسفتنا بأسلوبٍ وبيانٍ واضح: الرأسمالية تتبنى فصل الحياة والنظام الاجتماعي عن الله تعالى.. بقلم محمد الخيكاني

تعرضت البشرية جمعاء إلى العديد من أشكال النظم الاجتماعية التي ظهرت على إثرها المشكلات المستعصية والتي نتجت عنها ظروف قاسية أدخلت الإنسانية في مأزق ليست له نهاية تلوح في الأفق، ولعل ما يمرُّ به العالم اليوم من أوضاع متقلبة بين الحين والآخر هو خير دليل على النتائج العكسية والانهيار الكامل في المنظومة الأخلاقية والاجتماعية والفكرية والعلمية وتردي مستوياتها إلى الحد الذي فقدَّ فيه الفرد عنانه بسبب ما يعانيه من أزمات حادة تتزامن مع انعدام طرق الخلاص في الوقت الراهن، فمع ظهور الأنظمة المتعددة والتي تتخذ لنفسها أفكاراً وشعارات تروج لمفهومها الخاص بذاتها، فقد بدأت مرحلة جديدة من الصراع الداخلي فيما بينها لكن ماذا جنت البشرية من هذا الصراع ؟ واقع الحياة العالمي لا يُبشر بخير ولا يحمل معه مقدمات النجاة من ويلات هذا الصراع، فكل نظام يسعى لبسط نفوذه و يخطط لنفسه و نفوذه كيفية توليه قيادة المجتمعات و فرض هيمنته و غطرسته عليها، من هنا بدأت المؤامرات تُحاك ومن خلف الكواليس، ولعل من أبرز تلك الأنظمة هو النظام الرأسمالي الذي لا زال يحتل مكانة واسعة النطاق على وجه المعمورة، فهذا النظام حاله كحال البقية من الأنظمة الأخرى أخذ يفكر بالأسس التي يقوم عليها، و المبادئ التي يطرح في ساحة الصراع النظامي، فقد إرتاء أن يعتمد فكرة المادية البحتة كأساس لعمله المستقبلي، لكنه بالبرغم من قيامه على هذه الفكرة لكنه يُنكر تبينه لها، فمع القراءة الموضوعية لخلفيات الرأسمالية نجد أنه مادي خالص بكل ما للفظ من معنى، وفي عودة لموضوع مقالنا هذا فالرأسمالي دائماً ما يُصرح بعدم وجود ارتباط بين الحياة و النظام الاجتماعي القائم و بين الإيمان بالله تعالى، أيضاً هذا النظام قد يكون جاهلاً و غير مستوعب لمدى الربط الطبيعي بين المسألة الواقعية للحياة و مسألتها الاجتماعية فوقع في مغريات هذا الجهل بسبب ماديته البحتة، فلأن فكرته تعني أن لا وجود لشخصية أو مجموعة من الأفراد أصحاب القدرات الهائلة التي يمكن لهم – بما يملكون من مؤهلات علمية و معجزات خارقة – وضع الحلول الناجحة لإنهاء ويلات المشكلة الاجتماعية من جهة، ولهم أيضاً الإمكانيات السياسية الصحيحة الناجحة في القيادة الحكيمة للأمة ومن ثمَّ الخروج بها إلى بر الحياة الصالحة فأساس تلك الفكرة لا معنى لها من الأصل فيما تذهب إليه من الإنكار للأنبياء و الأولياء، وهذا ما يفسر لنا حقيقة الرأسمالي و قيامه على المادي الخالصة وقد أثبت ذلك عملياً الفيلسوف الأستاذ الصرخي في بحثه الفلسفي والموسوم ” فلسفتنا بأسلوبٍ و بيانٍ واضح ” حيث وضع السيد الأستاذ مادية الرأسمالية على طاولة النقاش و التحليل الموضوعي في بحثه الفلسفي هذا قائلاً فيه : (إنَّ النظام الرأسمالي يفقد النظرية الفلسفية الواقعية للحياة التي لابد لكل نظام اجتماعي أن يرتكز عليها، وأن الرأسمالية نظام مادي، وإنْ لم يكن مقاماً على فلسفة مادية واضحة الخطوط ) .فالإيمان بالله تعالى، ووجود الأفراد أصحاب المؤهلات المتكاملة وفي مختلف مجالات الحياة هي ليست من الأفكار العقلية الخالصة لكي يتلاعب بها الفرد وحسب أهوائه الخاصة بل هي مسألة تتصل بالعقل والقلب والحياة معاً بل هي من البديهيات الثابتة عند المجتمعات كافة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com