عبادة الطاغوت عذاب الله لمن حارب الأعلم.. بقلم/ أحمد الملا

قال تعالى {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ } المائدة60 …

الطاغوت هو كل متعدٍ على الحق وكل رأس ضلالة وهو كل شيطان يصرف الناس عن طريق الحق، وقد جعل الله تعالى عبادة وإتباع الطاغوت نوع من أنواع العذاب الذي يصيب به الناس؛ فكما كان يمسخ الناس على هيأة القردة والخنازير كنوع من أنواع العذاب كذلك جعل إتباعهم للطاغوت هو نوع من أنواع العذاب؛ لأن هذا الطاغوت سوف يحكم بالحديد والنار يسلب الثروات والأموال والأرواح ويزج الناس في حروب طاحنة متعددة الأسباب والصور فيكون حكمه عبارة عن عذاب في عذاب اختارته الناس لنفسها من حيث تشعر أو لا تشعر…

ولهذا نرى كل من سلم أمره وأتبع الطاغوت وعبده يكون مصيره الهلاك التدريجي والموت السريري حتى وإن كان يمر في فترة ذهبية لكن النهاية الحتمية هي الهلاك بطريقة أو بأخرى ولهذا قال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- ((ما ولت أمة أمرها رجلاً وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل يذهب أمرهم سفالاً حتى يرجعوا إلى ما تركوا )) فمن كان متقمصًا لعنوان القيادة والمرجعية والأعلمية وهو ليس قائدًا ولا مرجعًا ولا يملك العلم فهو طاغوت ومن الطراز الأول حيث يصد الناس ويصرفهم عن الحق وهو رأس ضلالة لأنه أضل الناس عن القائد والمرجع الأعلم الحقيقي ولا نجاة للناس إلا بالعودة عن إتباع هذا الطاغوت والتمسك بالحق والمرجع الأعلم الجامع للشرائط …

وما يحصل اليوم في العراق على وجه التحديد من حروب وفقر وجوع وضياع أموال وحقوق وتسلط السراق والفاسدين وتيهان الشباب وضياعهم في عالم المخدرات والتميع والتخنث والإلحاد هو عذاب من الله تعالى أصاب به القوم لأنهم اتبعوا طواغيت عدة وليس طاغوت واحدًا ممن تستر بزي القداسة والرهبنة ممن يدعي عنوان المرجعية والقيادة الدينية وتركوا المرجع الأعلم وتركوا دليله العلمي الشرعي الأخلاقي الواضح كوضوح الشمس في رابعة نهار أحدى أيام صيف العراق ؛ حيث أصدر السيد الأستاذ الصرخي الحسني سلسلة بحوث أصولية عالية ( الفكر المتين ) أثبت من خلالها أعلميته على جميع المتصدين حتى أنهم عجزوا عن الرد على مبنى واحد بل إنهم عجزوا عن تقديم ركاكة وضعف في هذه البحوث؛ لكن طغيانهم جعلهم يحاربون الحق وحملته وصرفوا الناس عنه من خلال استخدام الأساليب الشيطانية من تشويش وتشويه وحرب إعلامية ومليشياوية إجرامية تكفيرية إقصائية من أجل إسكات صوت الحق وطمس هذا الفكر المتين فحل بالناس ما حل بها بسبب إتباعهم الطاغوت وساروا في السفال وفي دوامته ولن ينجوا منه حتى يعودوا إلى ما تركوا ويتركون الطاغوت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com