عندما يصبح الحج آداه للعقاب ولنشر الأكاذيب والدجل/بقلم: راني ناصر

يستغل آل سعود تفردهم بإدارة الركن الخامس في الإسلام “الحج” لتصفية حسابات سياسية بينهم وبين كل من يحاول الخروج عن محور العبودية والتبعية والتآمر على الامة العربية والاسلامية ومقدستها الذي يقودونه، كما يحوّلوا بعض مناسكه كخطبة عرفة الى منصة دعائية خاصة لهم لنشر الدجل والأكاذيب وتضليل حجاج بيت الله الحرام؛ بما يتعارض مع هدف وروحانية هذه الفريضة المقدسة التي من المفترض ان تكون عاملا للم شمل الفرقاء، ومحفلاً يشاهد العالم من خلاله عظمة وقوة ووحدة الامة المحمدية.

يقصد ملايين المسلمين مكة المكرمة في كل عام لأداء فريضة الحج بعد ان أفنا معظمهم حياتهم لجمع المال للرحلة المقدسة؛ حاملين معهم جروح اوطانهم التي اثقلتهم فقرا وخوفا وقمعا وقهرا؛ ليجدوا أنفسهم محاطون بصور الملك السعودي وولي عهده في مداخل مكة وفي مقار اقامتهم، ومجبرون تحت الحر الغائظ على سماع خطبة عرفة التي تجافي الواقع المرير الذين يعيشونه، ومتذعرين الى الله خلف الخطيب بالدعاء الى آل سعود الذين بددوا ثروات الامة، وتاجروا بمقدساتها، وجلبوا الهزائم لها، وأجهضوا الثورات الشعبوية التحريرية بها. كمحمد بن سلمان الذي أنكر حق الشعب فلسطيني على ارضه بتبنيه للرواية الصهيونية، ووضع المقاومة الفلسطينية على لائحة الإرهاب، وقيامه بالتطبيع العلني مع الكيان الصهيوني بأرسال مرتزقته من اعلاميين وسياسيين وأكاديميين لها.

لم يكتفي آل سعود بتحويل خطبة عرفة الى مهرجان دعائي لهم؛ حيث قاموا بتفصيل فتاوى لتغير الدين حسب أهوائهم السياسية؛ ففي عام 2017 دعا الشيخ سعد الشثري، المستشار في الديوان الملكي السعودي وعضو هيئة كبار العلماء، الحجاج إلى …التقرب إلى الله… بالدعاء لملك السعودية سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده محمد بن سلمان حيث قال في خطبة عرفة، “إن من أوجه التقرب إلى الله الدعاء لولي الأمر”.

كما يستخدم آل سعود الحج كوسيلة لعقاب معارضيهم ومتقديهم بمنعهم من أداء الفريضة المقدسة، او معاقبة شعب بأكمله بسبب خلافات سياسية مع دولهم؛ كمنعهم حجاج قطر واليمن من السفر من بلدانهم الى مكة مباشرة ووضع عراقيل لوجستية امامهم، مما زاد من تكاليف واعباء فريضة الحج عليهم.

من الضروري ان يصبح الحج الذي يجمع ملايين المسلمين من مختلف انحاء العالم في صرحٍ واحد آداه فعّالة للم شمل الفرقاء، وتوحّد الامة، ومسرحا للمجاهرة ضد من تسببوا في تصدع الامة وتكالب الأعداء عليها، وشريان حياة وامل للخروج من القاع السحيق التي وصلت اليه جراء الهزائم التي منية بها بسبب خيانات حكامها.

فالحج تحت وصاية آل سعود يتحول من شعيرة ربانية سامية الى شعيرة ميته بتفريغه من معناه الروحي والأخلاقي الذي يفضي الى نصرة الحق وزق الباطل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com