محاكمة القتلة مسؤولية المجتمع الدولي.. بقلم/ سري القدوة

صبرا وشاتيلا هوية عصرنا حتى الأبد، لقد مر سبعة وثلاثون عامًا على ذكري مذبحة صبرا وشاتيلا، ذكري الدم الشاهد على بشاعة المجازر وبشاعة هؤلاء القتلة، لن يغفر احد ولن يسامح احد والتاريخ شاهد على هذه الجرائم البشعة الإرهابية التي اهتزت لها البشرية وكانت شاهده على العصر، وإن الجريمة الإرهابية البشعة التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي وعملائها، ستبقي شاهدة ولن تسقط حقوق الجرحى والشهداء وأهالي الضحايا بالتقادم، وأننا نقف اليوم إجلال وإكبارًا للشهداء الأبطال الذين ذهبوا ضحايا أبشع مجزرة عرفها التاريخ المعاصر، أنها ذكرى أليمة، ذكري لا يمكن أن ننساها فهي تعيش فينا ألما ووجعًا .

أربعة آلاف شهيد وشهيدة حصيلة ضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبتها المليشيات الموالية لحكومة الاحتلال الإسرائيلي  قبل 37 عاما، وسط صمت عربي ودولي، ودون تقديم مرتكبيها للعدالة ودون إجراء أي تحقيقات دولية جدية بخصوصها.

مذبحة صبرا وشاتيلا نفذت في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في 16 أيلول 1982، في ذلك الوقت كان المخيم مطوق بالكامل من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي كان تحت قيادة ارئيل شارون ورفائيل ايتان، نفذت المجازر بدم بارد التي هزت العالم ودونما رحمة وبعيدا عن الإعلام وكانت قد استخدمت خلالها الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات التصفية لسكان المخيم العزل، وإن ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا تعيد للأذهان الوحشية الإسرائيلية التي ارتكبت فيها تلك المجزرة من خلال قتل الأطفال والنساء والشيوخ، وبقر بطون الحوامل وتقطيع الأوصال في واحدة من أفظع المجازر التي عرفها التاريخ الإنساني، وإن التاريخ سيبقى شاهدا على الجرائم التي ارتكبها أرئيل شارون وهو الذي اشرف وخطط ومن اصدر الأوامر لتنفيذ هذه المجازر فهو كان مجرما بحق الشعب الفلسطيني.

إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ما زالت ترفض الكشف عن الوثائق السرية لمجزرة صبرا وشاتيلا، العديد من الوثائق التي تم تسريبها من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية تشير إلى تورط قادة كبار في جيش الاحتلال ومسؤوليتهم المباشرة في تنفيذ هذه المجازر.

إننا على ثقة أن فلسطين الحضارة والتاريخ لقادرة على تجاوز هذه المؤامرات، وان ارتكاب المجازر لن ولم تقتلعنا من أرضنا فنحن باقون والأرض الفلسطينية تنبت أبطالًا ورجالصا ولم تكن مجزرة صبرا وشاتيلًا أول المجازر الإسرائيلية التي ترتكب بحق الفلسطينيين، فقد سبقتها مجازر كثيرة.

إن هذه المجازر والإعمال الإرهابية لا يمكن أن تسقط بالتقادم، فهناك سلسلة طويلة امتدت واستمرت من أعمال الإرهاب التي مارسها الاحتلال الإسرائيلي وقيادته فمن صبرا وشاتيلا إلى مجازر الحروب في قطاع غزة  والشجاعية وخزاعة وتل الزعتر وأعمال القتل وتنفيذ عمليات الإعدام ميدانيا بحق أبناء الشعب الفلسطيني، انها تعبير عن معاناة شعبنا والواقع الفلسطيني الصعب في مخيمات وأماكن الشتات الفلسطيني، انه وفى ذكري مجازر صبرا وشاتيلا لا بد من وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني وذلك يتطلب مزيدا من الاهتمام بأوضاع شعبنا الحياتية والإنسانية والتمسك بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم طبقا لقرار 194، وان التاريخ لن ولم يرحم القتلة وسيأتي اليوم ليتم تقديمهم إلي العدالة وشعب فلسطين سينتصر مهما طال الزمن، ولا يمكن أن يسقط الحق الفلسطيني في التقادم أو انتزاع حق العودة إلي فلسطين من أي احد فهذا حق كفله القانون وكل أعراف الدنيا، حق مقدس غير قابل للتصرف، حق العودة لفلسطين والإقامة فيها وحمل الهوية الوطنية وجواز السفر الفلسطيني .

برغم كل هذا الألم فإننا عائدون للوطن وسنكتب حروف العودة مع الفجر الفلسطيني المشرق في القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة .

المجد للشهداء والنصر لشعبنا ..

سفير النوايا الحسنة في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

infoalsbah@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com