انعكاس انتخابات الاحتلال على الفلسطينيين/د. خالد معالي

تراجع طفيف في اصوات “نتنياهو” في الانتخابات المعادة يوم الثلاثاء 17\9\2019، وتقدم منافسه “غانتس” كان متوقعا وان تساويا في المقاعد او بفارق مقعد، فزعيم أو قائد بدا ضعيفا ويهرب امام جمهورة وامام الكاميرات جراء صاروخ اطلق من غزة، ليس جديرا بقيادة ولا يعطي مظهرا أو صورة وانطباعا، للقوة والمنعة وقوة الردع لدى ناخبيه.

كل الأحزاب  في دولة الاحتلال، والمتنافسة تحرض على العدوان على قطاع غزة وضم الضفة الغربية المحتلة وتدنيس الأقصى، وعدم الاعتراف بحقوق شعبنا الفلسطيني، ولا ننسى ان منافس رئيس وزراء الاحتلال “بنيامين نتنياهو”، كان هو رئيس الأركان السابق بالكيان “باني غينيس”، وهو الذي قاد الجيش في العدوان على غزة عام 2014.

لو كانت الحالة الفلسطينية قوية؛ لخف وقل تأثير ما يجري في دولة الاحتلال على الحالة الفلسطينية، فشتان بين من يصنع الحدث من منطلق تخططي وقوة،  وبين من يتلقاه دون خطط وبرامج.

أخيرا، هذا ما اختاره الناخب في دولة الاحتلال: المزيد من تغول الاستيطان، ضم أجزاء من الضفة، وئد حلم الدولة الفلسطينية، تسليم دفة القيادة للأكثر عداء وكراهية وغطرسة وحقدا على الفلسطينيين والعرب، ومن هو الأكثر مكرا وتخريبا.

سارعت بعض وسائل الإعلام بالإعلان عن مفاجأة حصول الحزب الجديد ”  ازرق ابيض” على اصوات اعلى من “الليكود”، لكن في الحالتين  – تساويا ام تفارقا- هما متفقان على الخطوط العريضة نحو الشعب الفلسطيني ولا خلاف بينهما.

هناك من يقول ان نتائج الانتخابات البرلمانية في دولة الاحتلال؛ رسخت فكرة تدهور الأمور نحو الأسوأ، وفي مختلف المستويات خاصة الفلسطينية منها؛ كون الحالة الفلسطينية تتأثر بشكل مباشر وسريع بما يجري في دولة الاحتلال، لأنها الحلقة الأضعف.

المعركة الانتخابية داخل دولة الاحتلال لم تكن حول طرح برامج سياسية لدعم العملية السلمية، ونشر الأمان والسلام، ولا تحسين أوضاع المنطقة؛ بل المزيد من توتير وإشعال المنطقة، واستفزاز الفلسطينيين وزيادة معاناتهم، ومن سيعمل أكثر على قتل وطرد وتهجير الفلسطينيين من أرضهم .

مخطأ من يظن أو ظن يوما أن نتائج الانتخابات في دولة الانتخابات مهما كانت ستصب في صالح الشعب الفلسطيني أو دول المنطقة؛ وذلك يعود لسبب بسيط هو إن الضعيف لا يحترمه أحد مهما كان صاحب حق ومظلوما.

على قيادات الشعب الفلسطيني أن تعيد دراسة خياراتها من جديد، وان تفعل مصادر القوة لدى

قوى الشعب المختلفة – ما أكثرها إن أجادو تفعيلها – لمواجهة مرحلة التغول والتطرف القادمة في دولة الاحتلال؛ وهذا يعني بالضرورة وقف كل ما من شأنه إضعاف الحالة الفلسطينية من انقسام وتعدد برامج، وعدم الاتفاق على برنامج مقاوم موحد.

في المحصلة سواء شكل “نتنياهو”الحكومة المقبلة بالتحالف مع “غانتس” أم لم ينجح، فان قادة الاحتلال أيا كانوا يحملون من أفكار وبرامج – تشابهت قلوبهم- لن يرحموا الشعب الفلسطيني، ولن يعطفوا عليه، ولن يمنوا عليه بدولة مستقلة، ولن يعطوا شيئا بدون ثمن.

ما بعد الانتخابات ما لم يملك الشعب الفلسطيني أوراق ضغط حقيقية وقوة ضاغطة – كطي الانقسام والاتفاق على برنامج مقاوم موحد ، فلن ينالوا شيئا، وستبقى جهودهم تضيع هباء منثورا ولن تعطي أكلها، اللهم الا من مقاومة غزة التي بات يحسب لها الاحتلال الف حساب، وعليها يعول الشعب الفلسطيني وكل احرار العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com