شعار “فلسطين تجمعنا ” هل يفتح آفاقًا جديدة للشباب والمرأة؟.. د.إبراهيم محمد إبراهيم المصري 

بعد أن أصبح تمزق الشعب الفلسطيني بانقسامه منذ أكثر من عقد من الزمان أشد التعبيرات قسوة في فقدان ثقة المواطن في مؤسساته وفصائله وأحزابه ؟

 وهل يواصل الشعب الفلسطيني نضاله وحياته، وهل هناك أساليب جديدة يستطيع أن يبدع فيها ؟

 لعل الإجابة هنا للمتابع والمتحقق لن تكون صعبة لأن الشعب الفلسطيني لم يتوقف يوما عن استمراره في الدفاع عن حقوقه ولم يتوان في الذود عن مكتسباته، فدائمًا يخلق حقائق جديدة تحمي حقوقه ومكتسباته، ومن صور استجابته للتحديات هذا النشاط المكثف لمجموعات الكونجرس الفلسطيني الاقتصادي العالمي ، ومجموعات أخرى عديدة وناشطة لجمعيات ومؤسسات في مختلف التجمعات الفلسطينية المنتشرة في العالم الواسع، وقد أصبح  لشعار ” فلسطين تجمعنا “، أهمية ومناصرين، في مجموعات عمل تأسست في مثل هذه الأيام منذ عام فقط ، حملت هموم المواطن وتحملت مسؤوليتها المجتمعية ،فبدأت تساهم كجسور للتفاهم في لعب دور مهم في الحياة الفلسطينية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي مؤكدة على ثوابت قضية فلسطين في التحرير من الاحتلال الإسرائيلي، وقيام دولة فلسطين على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف .

  الفلسطيني المجبول بحب وطنه وشعبه، يجيبنا: بأن انجازات الإنسان تحسب بقدر ما أنجزه من عمل أفاد بها مجتمعه، وإبداع استطاع فيه أن يترجم فيه فكره معرفة وإنتاجًا، ومدى اقترابه من الناس أغناهم وأفقرهم، أقربهم وأبعدهم، حتى لو خالفوه الرأي والمعتقد .

ويدور في خلدنا… هل جاء تأسيس هذا الإطار الجديد والمثير لتساؤلات مشروعة، هل هي استجابة لتحدي إحداث عصفت بقضيتنا الفلسطينية، أم استجابة لدعوات وطنية داخلية ومن الشتات أرهقها الانقسام والخلافات السياسية بين مختلف الفصائل ،أم نتيجة تفاعلات سلبية أثرت على ارض الواقع في تراجع مأساوي للقضية الوطنية صاحبه انهيار في المنظومة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية القيمية على مختلف الأصعدة ..؟

فكان لابد من الإجابة بيسر وبدون تكلف أو تعقيد بسؤال جديد.. هل نقف مكتوفي الأيدي، أم نتصارع مع المنقسمين، فكانت الإجابة بعيدا عن كل هذه السلبيات فكانت البوصلة تجاه فلسطين كقضية وطنية جامعة بإنجازاتها المحلية والإقليمية والدولية التي توجت بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلًا شرعيًا ووحيدًا للشعب الفلسطيني، بوصلة اتجهت كذلك إلى المواطن الفلسطيني أينما حل وترجل بتلبية متطلباته واحتياجاته وبأسلوب جديد يربط الداخل بالخارج، رؤية جديدة غير تقليدية ولكن تأثيرات قد تكون واسعة وعميقة عبر امتداد السنين القليلة القادمة ، من خلال تكثيف عملها وجهدها لتغير من  ثقافة الاستبعاد والإقصاء والهيمنة لفريق على حساب المواطنين وشركاء المصير  ..

رؤية واضحة جلية أخذت على عاتقها الشباب والمرأة عنوانا وسبيلا للتنمية الفكرية والاقتصادية بطرح المبادرات الخلاقة ودعمها ليكون المبدعين والمجتهدين روادا للحاضر والمستقبل في تطوير المجتمع الفلسطيني في كل أماكن تجمعه وانتشاره، تطورًا فكريًا واقتصاديًا واجتماعيًا بطبيعته الأصيلة لشعب فلسطين، ثقافة فكرية مرنة بعيدة عن التشدد والتعصب، ثقافة تتنوع فيها الأفكار والانتماءات تقبل الأخر وتحترم اختياراته، وتكون المرأة بريادتها وقدراتها وإبداعاتها تشارك الرجل المسيرة وتقود، فتساهم معه في رفعة المجتمع وتطويره، دون انتقاص من حقوقها أو مكتسباتها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com