سؤال حول الثقافة العربية الراهنة !!.. بقلم/ شاكر فريد حسن

الثقافة العربية هي مجموعة ثقافية تتحرك في دائرة إيديولوجيات مختلفة. فللطبقات الاجتماعية ثقافاتها وإيديولوجياتها، وكذلك للأنظمة ثقافاتها وإيديولوجياتها، وللتنظيمات والتيارات السياسية – الفكرية ثقافاتها وإيديولوجياتها أيضًا، وكل ثقافة من هذه الثقافات لها نزعاتها المادية الفكرية.

وفي غياب المناخ الديمقراطي فإن انشغال وهموم الثقافة تنحصر كلها لذاتها، للدفاع عن نفسها ووجودها وانجازاتها وحماية هامشها الضيق من الحرية، همها بالأساس صيانة شرعية وجودها المهدد من السلطة والمؤسسة الحاكمة من جهة، والأصولية من جهة أخرى.

ومشكلة الثقافة العربية أنها لم تتمكن من صياغة إيديولوجيا ثقافية. والمؤسف والمحزن أن ثقافتنا الحديثة المعاصرة هي بلا مشروع، وبالتالي بلا خطاب إيديولوجي، أنها في أحسن الحالات ثقافة منفى.

إننا نتحدث ونتكلم كثيرًا عن العولمة والغزو الثقافي والحداثة والمعاصرة وما بعدها، وعن الهوية السلفية والفكر النهضوي والمنفى والرؤية المستقبلية، ولكن جميعها بلا نظرية ولا موقف ولا بنود في مشروع قومي نهوضي كبير، ما يدل على بؤس الحالة العربية التي تشكل خلفية الثقافة، في زمن الخيبات والانتكاسات والهزائم السياسية والفكرية.

ولذلك كم نحن بأمس الحاجة إلى مشروع ثقافي حضاري لمواجهة تحديات العصر والثقافة الاستهلاكية المتعولمة التي غزت حياتنا، قادر على الرد والإجابة عن كل الأسئلة المطروحة والمسائل الشائكة والدفاع عن القضايا المصيرية التي تواجه شعوبنا وامتنا العربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com