جاريد كوشنر صانع السياسية الخارجية الأمريكية.. بقلم/ سري القدوة

يستمر ويتصاعد الخلاف داخل أروقة البيت الأبيض ويشتعل بالنار كالهشيم منذ أن أقدم الرئيس الأمريكي على تعيين صهره جاريد كوشنر المتزوج من ابنته إيفانكا منذ عام 2009، حيث تم تعينه بموقع متقدم ليعمل كبيرا للمستشارين في البيت الأبيض مما أدى إلى استقالة العديد من العاملين وتصاعد الخلافات مع الوزراء والسياسيين وصانعي القرار في المؤسسات الأمريكية، حيث بقي صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقت طويل بعيدا عن الأضواء إلى أن تم كشف امتيازات تخوله الاطلاع على وثائق سرية في البيت الأبيض بعد أن أصبح جاريد كوشنر من الشخصيات الأكثر نفوذا في الولايات المتحدة، وتصاعد الجدل بشأن وصول كوشنر إلى وثائق سرية منذ تسلم ترامب السلطة، لأن الرجل البالغ اليوم 38 عاما، لم تكن لديه خبرة سياسية أو دبلوماسية ولم يتم التحقق من سوابقه بل كان على العكس متورطا في مجموعة معاملات مالية في الولايات المتحدة وخارجها .

جاريد كوشنر رسميا، هو مستشار ترامب السياسي لكن في الواقع، يصغي ويستمع ترامب كثيرا له ولرأيه بشأن مجموعة متنوعة من المواضيع وكلف جاريد كوشنر أيضا تقديم خطة جديدة للسلام في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وهو يهودي متدين يشكل جزءا مما يسميه ترامب بفخر الإدارة «الأكثر تأييدا لإسرائيل» في التاريخ .

منذ تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية تأثرت السياسية الأمريكية الخارجية وخاصة على الصعيد الفلسطيني والعربي وما يخص القضية الفلسطينية وعمل ترامب على تطبيق وجهة نظر الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل واستمع بوضوح إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو الذي عمل على إتباع أسلوب الكذب والمراوغة مستغلا التأثير الكبير لصهر ترامب جاريد كوشنر ليصبح هو مهندس السياسة الأمريكية الخارجية ومنذ ذلك الوقت يرفض الرئيس الأمريكي العمل ضمن فريق الوزراء المكلف ليستمع الى كوشنر فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وعمل كوشنر على رفض مبدأ حل الدوليتين وقال أمام وسائل الإعلام إن بلاده لا تؤيد حاليا إقامة دولة فلسطينية، وإن الخطة الأميركية المرتقبة لا تنص على مبدأ حل الدولتين في تحدى واضح للشرعية الدولية وضرب لكل الجهود التي بذلت لتحقيق السلام العادل وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .

تكشف الأحداث والخفايا وما يجرى سياسيا واقتصاديا بان اللوبي الإسرائيلي هو من بات يتحكم بالسياسة الأمريكية وبأن الرئيس ترامب يستمع ويتخذ القرارات بعد أن يستمع إلى صهره كوشنر صانع السياسة الأمريكية الجديدة، في الوقت نفسه رفض الرئيس الأميركي ترامب أن يصدق بأن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تقوم بالتجسس على الولايات المتحدة حيث قال معلقا على تقرير لموقع «بوليتيكو» الأمريكي الشهير والذي استعان بشهادة لثلاثة مسؤولين أمريكيين كبار سابقين يقولون إن إسرائيل وضعت أجهزة مراقبة عُثر عليها بالقرب من البيت الأبيض، والتي كشفت قيام “إسرائيل” بالتجسس على الولايات المتحدة الأمريكية فقال الرئيس ترامب إنه لا يصدق الادعاءات بأن “إسرائيل” تتجسس على الولايات المتحدة « لا أعتقد أن الإسرائيليين يتجسسون علينا من الصعب تصديق مثل هذا الأمر».

في ظل ذلك تؤكد الدول العربية والقيادة الفلسطينية على ضرورة إحلال السلام والعمل ضمن المرجعيات الدولية واحترامها لمبدأ حل الدولتين كأساس لنجاح عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وفى الوقت نفسه باتت إدارة ترامب تستبعد حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفق هذا المبدأ، وهو ما عبر عنه كوشنر حين قال مؤخرا إن الخطة التي يعدها بهذا الشأن لن تشمل حل الدولتين .

إن سياسة كوشنر باتت سياسة منحازة إلى حكومة الاحتلال والى العنصرية والقمع والتنكيل وشجعت الاحتلال الإسرائيلي إلى التمادي في ممارسات الاستيطان، حيث سارعت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بسباق الزمن في ضم وسرقة الأراضي الفلسطينية ليبتلع الاستيطان يوميا الأراضي الفلسطينية فارضة حصارا ماليا على القيادة الفلسطينية وقامت بسرقة أموال الضرائب الفلسطينية .

لقد عمل كوشنر ضمن سياسته التي رسمها ضمن اللوبي اليهودي الأمريكي وقام بتقديم وتوزيع الخدمات المجانية للاحتلال الإسرائيلي بشكل واضح ومقصود فهو من أصبح يسيطر على عصب السياسة الأمريكية ومنطلقات عملها، حيث اشرف وهندس ليشرعن الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس ودعمه المطلق لسياسات حكومة الاحتلال الإسرائيلي وإصراره علي تسويق صفقة القرن الأمريكية، وزعزعته للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ورفض تحقيق سلام عادل ودائم بما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس استنادًا إلى حل الدولتين ووفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة .

 

سفير النوايا الحسنة في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

infoalsbah@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com