الانقسام والانتخابات سبب نحو الملكية في “إسرائيل”.. المحامي/ سمير دويكات

لعلها ليست مصادفة في هذا التوقيت بالذات، أن يكون هناك انقسام عميق في السياسة الإسرائيلية وينعكس تماما على عدم توافق حزبي على تشكيل حكومة إسرائيلية وهو ما ينذر بالذهاب مجددًا وللمرة الثالثة في تاريخ دولة الاحتلال إلى انتخابات برلمانية ثالثة على ضوء تعثر المكلف الثاني بتشكيل حكومة جديدة، وهي مسألة كان للعرب في الداخل سببا كبيرا فيها لزيادة مشاركتهم الانتخابية في الانتخابات الأخيرة، وهو أمر أثبت أن العمل ولو بغير رضا في اتجاه معين يمكن أن يؤثر على كثير من المجريات والأمور وبالتالي سببت أزمة كبيرة الى درجة العمل هنا على البحث عن تعديل النظام السياسي والانتخابي وهو أمر في غاية الأهمية من حيث تأثير العرب في صراع الأحزاب اليسارية واليمينية في “إسرائيل” وتفوق العرب في عدم حسم أي من المرشحين لتشكيل حكومة.

فالانقسام الصهيوني كان وما يزال على أشده ولكن كانوا ضد العرب يتوحدون وخاصة أثناء الحروب وهو ما ظهر في سنوات التسعين عقب شن الفدائيين لعمليات كبيرة في قلب الكيان، ولكن الصراع الطبقي والاجتماعي والديني والسياسي هناك كبير جدًا إلى درجة عجزهم عن تشكيل حكومة.

أن البحث عن حلول عميقة لتغيير نظام الانتخابات وهو ما ينعكس على تغيير نظام الحكم وعودة “إسرائيل” إلى حكم الملوك كما مر في بعض لحظات التاريخ البائد يدلل على جنون بني “إسرائيل” وانتهاء مرحلة مهمة في حياتهم وبالتالي فان الذي يحصل ينعكس تماما على الوضع الذي نما منذ سنوات الاحتلال في فلسطين، وهو ما يعطي مؤشرات كبيرة على حركة التاريخ في كثير من الأمور وبالتالي ربما تصح بعض المقولات التاريخية والتي نتجت بناء على معادلات رقمية ودينية كون أن العرب لديهم دين يصلح لكل الأزمان واليهود لديهم معتقدات تنذرهم من كثير من الأمور وبالتالي فان الأمر أصبح بحاجة إلى بحث متعمق حول هل أن الوضع في “إسرائيل” سينعكس تماما على معطيات تاريخية أم أنها أزمة مرحلية؟ وبالتالي ذهابهم نحو انتخاب ملك بدلا عن رئيس وزراء ولو بمهامه الاعتيادية وسيكون عليهم التحول نحو الملكية أي نظام ملكي يحكم حالهم والذي من شانهم أن يؤدي إلى زيادة في الانقسام وتفكك دولتهم.

أن إجراء أي انتخابات قادمة هناك لن يكون لها اثر في حل مقبول وخاصة ان العرب سيكون لهم حصة اكبر من خلال زيادة النسب التصويتية في الانتخابات وبالتالي تفويت الفرصة على اليمين في تشكيل حكومة وسيتحول المجتمع الصهيوني الى وضع قابل للانفجار وسيؤدي إلى اتخاذ إجراءات تحميهم من المخاوف في سبيل تقدم العرب على كافة الأصعدة.

لكن يبقى الحل موجود لدى الشعب الفلسطيني لإنهاء الاحتلال من خلال الضغط على “إسرائيل” بأسلوب يجعل تكلفة الاحتلال ناهضة وبطريقة ستؤدي بالمجتمع الصهيوني المتطرف إلى نبذ الاستيطان والوقوف بقوة نحو إنهاء الاحتلال.

أن المنعطف التاريخي الفلسطيني عبر المشاورات لإجراء الانتخابات ربما أيضا يكون له صدى كبير في تحريك السنوات العجاف مرة أخرى من خلال الوصول إلى قناعة أن الانتخابات حل لوضع لم يحل عبر أكثر من عقد من الزمان لكن بكل الأحوال وبالقبضة الأمنية في شطري الوطن ستكون لعبة لكلا الطرفين لن يستمروا حتى نهايتها ولو كانت النتائج نزيهة إلف بالمائة لأن الوضع والتعقيدات السياسية على كافة الأصعدة لا تبشر بخير وخاصة في “إسرائيل” التي تحتاج إلى معالجة خاصة عبر قنوات خاصة وغير اعتيادية، لكن الأمر كله ربما يكون في أيدي القدر نحو حلول منطقية أو كبيرة قد تضرب المنطقة كلها وخاصة في أزمات عالمية طبيعية أو بشرية وغير ذلك اعتقد انه لا يوجد حلول فعلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com