قصة قصيرة.. إلي نانا.. بقلم/ كامل خالد الشامي

 أتدركين يا نانا حجم الألم الذي نعيشه , ضياع وخوف من القادم لا خوف علي ما نملك, فنحن لا نملك شيئا نخشى عليه, لقد دمروا كل شيء, ولم يعد بالإمكان أصلاح أي شيء . لقد مات الوقت ومات الإحساس به وماتت معه الثقة والأمل, وأصبحنا دمي بشرية منزوعة المشاعر تحركنا قوي الشر حيثما تريد لنا أن نتحرك, لقد فقدنا حتي أنفسنا في هذا العالم المخيف الذي يكن لنا العداء ويقتلنا حيثما شاء ومتى شاء أتدركين يا نانا معني أن يطلق النار علي طفل يبحث عن لقمة عيش ويترك لينزف, نحن ضعفاء لا نستطيع الدفاع عن أنفسنا, وهل أصبح قتل الأطفال ملهاة ونحن نتفرج علي ما يحدث لا نحرك ساكنا, , لقد نجحوا في ترويضنا وقبلنا بكل شيء واعتبرناه قدرا أن نموت ولا ندافع عن أنفسنا ولو بالكلمة أضعف الإيمان. أتدركين معني الجعجعة والطحن الفارغ واعتبار إخراج القدم إلي خارج الدائرة عملا بطوليا , يريدون منا أن نصفق لهم وان لم نفعل يتهموننا بالخيانة, لقد رحل المستقبل من حياتنا وأصبحت حياتنا بلا معني. لقد وصلنا إلي هذه المرحلة أصبحنا لا نهاب الموت , نذهب إليه طواعية لأننا أصبحنا نكره الحياة نفضل الغرق في البحر والموت في الصحاري , نفضل العيش في مخيمات المهاجرين في الغربة علي أن نبقي هنا ! أليس ما يحدث لنا هو المصيبة في حد ذاتها؟ لقد ماتت الورود في قلوبنا, وشاخت الكلمات علي ألسننا ونحن لا نملك ما نقوله لأشخاص أصبح افتتاح مقهى ليلي أو المشي في جنازة بلد بأكمله أمر عادي جدا لديهم أما عنك يا نانا فأنا اعرف تماما انك تعيشين الوضع ذاته وتتألمين لما يحدث لك من مضايقات وتحرش وألفاظ نابية ,أقدر فيك روح الجرأة علي الرد والمعاملة بالمثل , أنت تدفعين الثمن, تتحملين مسئولية كبيرة جدا في هذا المجتمع الذي يعشق الكسل ويحب الجلوس علي المقاهي وفي الحارات وإمام المتاجر. مجتمع ينتظر حتى يأتي شعب آخر يقدم له الطعام والشراب والعلاج . مجتمع لا ينصف أحدا , لان فاقد الشيء لا يعطيه. أعرف انك قد تأثرت كثيرا عندما قرأت عن قتل إسراء حتى انك مرضت من جراء ما حدث لها, واعرف انك ترفضين الظلم وتقاتلين من احل المظلومين, وصدقيني موت إسراء أصابنا بالذهول, في القرن الواحد والعشرين تموت الفتيات لأتفه الأسباب, ما زلنا نعيش في مجتمع ذكوري يصنف كل شيء علي هواه ومجتمع لا يعرف الرحمة. أشكرك يا نانا علي وقوفك إلي جانب جارتك العجوز التي تخلي عنها أولادها وتركوا البلاد, عيب ما فعلوه, وموقفك الإنساني يسعدني جدا, ومساعدة هذه العجوز أعتبره أجمل من السفر إلي باريس والذهاب إلي قصر الاليزيه والتقاط صورة مع ماكرون. لقد شاهدتك بالأمس وأنت تلهين مع الأطفال في هذه الجمعية التي تعتني بالأطفال المصابين بالتوحد, هذا عمل رائع من إعمالك الإنسانية التي لا حدود لها. كنت ترتدين الأسود الأسود يليق بك لا اعرف لماذا يرتدون الأسود في العزاء. أتمني أن يقدر الناس مواقفك الإنسانية معهم ولا يتهمونك بالغرور والتكبر .

 استمرى يا نانا فأنت علي حق, ومهما فعلوا من تجميل للباطل , فأنت في الطريق الصحيح, لدي الكثير مما أقوله ولكني أقف عند هذا الحد drkamilshami@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com