بذكراك …. نهتدي بهديك !!!!.. وفيق زنداح

الثاني عشر من ربيع أول.. ولد سيد الخلق نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه نبي الرحمة والهدى .

ولادة فجر جديد على البشرية لنموذج أنساني سيبقى أبد الدهر مثالًا يحتذى به … وقدوة حسنة ومنارة نهتدي إليها … لنرسو على شاطئ أحلام الإنسانية بعظمتها … وبرؤية النبي الكريم الذي أشاع ونشر رسالة ربه ليجعل من امتنا خير امة أخرجت للناس .

أحسن الأعمال عند الله … سرور تدخله على قلب مسلم وان تعزز بداخل الإنسان مجموعة من القيم التي تدفع للخير والعدل والسلام .

رسول الرحمة بذكرى مولده وبسيرته النبوية وما تحمله من عبر ودروس مستفادة … إذا ما تمسكنا بها سنكون بحق خير امة أخرجت للناس … وما بين الذكرى التي نعتز بها … ونفاخر بها … وكيفية أداء طقوسها والاحتفال بها على غير المطلوب بالحق والعمل من خلاله…. ونحن بهذا الزمن … وبهذه الحقبة الزمنية وما طرأ من سلوكيات … وانحرافات وسقوط للكثير من القيم والمنظومات وما حدث من تراجع فكري وانحراف سلوكي … وتشوهات ثقافية ومذهبية أعاقت التقدم … وأحدثت التراجع … لأننا لم نعد نرى برؤية شمولية … ولم نعمل على التجديد والتحليل … كما أننا غادرنا مربع الحقيقة والصدق … وأخذنا بمنهج الكذب والنفاق على عكس مجموعة القيم والمبادئ السامية التي تم اعتمادها برسالة رسولنا الكريم .

ذكرى مولد النبي الكريم ليست ذكرى عابرة واحتفالية …. نحتفل بها .. وينفض المجلس بعدها … وبذهب كلا منا لعالمه وداخله ومصالحه .. الذكرى يجب أن تجدد بداخلنا قاموس حياة إنسانية أساسها الصدق والإخاء … المحبة والعدل … الإنسانية بكافة مجالاتها واعتماد تلك الركائز كاستراتيجيات للتنمية الإنسانية والفكرية بما يعزز ويطور من حياة الإنسان على مواجهة مصاعب حياته  .

لا يكفي الحديث … والتنظير … ووضع العناوين والاستراتيجيات … لكنها ببساطة عملية إيمانية أخلاقية تربوية إنسانية تجعل من الإنسان أن يتحدث بصدق وان لا يكذب … أن يعدل ولا يظلم …. أن ينشر الخير ويواجه الشر .

يجب أن نتعلم الكثير من الدروس المستفادة من مولد رسولنا الكريم ورسالته التي حملت في ثناياها أداء الأمانة والصدق بالقول والفعل … كما يجب أن تتعزز الكثير من الاستخلاصات التي تولدت بفعل سيد البشر الذي أوصل الأمانة وعمل على هدينا وهدايتنا بسيرة وأحاديث وكتاب كريم انزل عليه وعمل علي منهجه .

ذكرى رسولنا الكريم سيد البشر … ليست عابرة … بل أنها متجذرة بثقافة امة وبسلوك الملايين … وهذا ما يجب أن يعيد في فكرنا دراسة أحوالنا … وتعديل مسار سلوكنا … وتطوير ذاتنا ومنهج عملنا … وعدم الاستكانة والإهمال والتراخي استنادا إلى مفاهيم مغلوطة ومقولات يتمترس من وراءها البعض القليل ممن أصابهم الانحراف وكأن ما يقال من بعضهم مصدق ومقبول … وهو عاري عن الصحة وغائب عن الحقيقة والدين .

الذكرى تجعلنا بموقف العمل والاجتهاد واستمرار المحاولة وعدم اليأس وتعزيز القدرات والثقة …. أن مجموعة القيم والمبادئ التي جاء عليها الدين من خلال رسولنا الكريم تزيد من تماسكنا وتوحد صفوفنا … وتعزز من قدراتنا وتجعل منا امة إنسانية أساسها الإخاء والمحبة والعدل وان نساهم كأمة من خلال أفرادها في تعزيز الأمن والاستقرار .

رسولنا الكريم والذي تحمل الكثير من العناء والعذاب من اقرب المقربين …. ولم يحاول الغضب … ولا نشر العداء والبغضاء والحقد بل تعامل بحسن الخلق والصبر والتحمل وإعطاء نموذج القدوة الحسنة والهدي والرحمة والمحبة للجميع … وعدم التعجل والتسرع بالحكم على الأشياء والتمهل والفكر والتمعن لأجل صواب القرار والفعل .

الذكرى التي نعيشها بمولد سيد البشر ليست تكرارا جامدا … بقدر أنها مناسبة جادة وشاملة يجب إن يعيش من خلالها كل إنسان بمحاولة تطهير الذات …. وتصفية القلوب واستنهاض الطاقات وتعزيز الفكر والثقافة الإنسانية بما يشكل لكل منا نموذجا نستطيع البناء عليه بعلاقاتنا الإنسانية بصورة مثلى .

القول بأننا من امة محمد رسولنا الكريم تلزمنا بواجب الاقتداء به … والتعلم من سيرته وأحاديثه وان نقترب من أخلاقياته وسلوكه ومعاملاته … وان نعمل بمرونة الثبات على الحق والصواب والصدق وبما ينسجم وحالة التطور والحداثة وان نجعل من وسائل التواصل وشبكاتها وسيلة حضارية لرفع الشأن الإنسانية وعدم انحطاطها وان نخرج أنفسنا من دائرة الأحقاد والتعصب والتطرف .

الذكرى يجب أن تجدد فينا كل ما هو أنساني أخلاقي على قاعدة أن الرسول الكريم كانت رسالته إنسانية للبشرية جمعاء بكل ما فيها من تعاليم ومبادئ وثقافة لا يستطيع احد الاختلاف عليها إلا من يحاول التشويش والتزوير والتزييف وإثارة الفتن لأغراض ليس لها علاقة بديننا الحنيف ورسولنا الكريم .

من نصر المظلومين …. وساعد الفقراء …. ورحم الضعفاء ….  وكان  عادلا صادقا  سيبقى أبد الضهر نموذجا للصادق الأمين الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق … يستحق من أمته أن تقتدي به وان تعمل على هديه وان تواجه بكل قوة كل من يحاول الإساءة لسيرته ورسالته .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com