“إسرائيل” العاجزة والمشلولة أمام مقاومة غزة.. المحامي/ سمير دويكات

كانت “إسرائيل” وخلال الشهور الماضية على ضوء إجراء جولتين من الانتخابات دون تشكيل حكومة عاجزة سياسيا أو حتى عن وضع خطة لانجاز وضع تستطيع فيه أن تدير الحكم وفق قانونها المتعارف عليه، وجاء ذلك نتيجة التصويت العربي الذي زاد نوعا ما في مقعد لا أكثر عن الجولات السابقة، وكذلك اشتداد الصراع بين اليمين واليسار الوسط وهو بالتالي يشكل أزمة صهيونية حقيقية في التعاطي مع الأمور وانشغال كل الساسة والعسكريين في هذا الموضوع، وهو أمر ربما من وراءه حكمة إن الذي حكم “إسرائيل” فوق الثمانية عشر سنة لن يكررها مرة أخرى في جدولة جديدة وهو الأمر الذي ينبىء بوجود تصدعات وانفكاكات في بنية الدولة اليهودية وهو كذلك الأمر الذي يقال لنا مباشرة أن “إسرائيل” لا تخيف سوى نفسها والبعض الذي أرعبنا من قوتها في يوم من الأيام وبالتالي “إسرائيل” لا تخيف الأبطال وأنها مشلولة سياسيًا.

اغتيال بهاء أبو العطا كشف عنها كثير من الأمور وخلال اليومين تبين أن الحياة في “إسرائيل” مشلولة بشكل تام على الصعيد الحياتي وان العسكريين مختبئين في أنفاقهم المظلمة ينتظرون قرار أبطال المقاومة ليحددوا شكل المواجهة وزمانها ولم يعد بمقدور” إسرائيل” أن تخرج طائراتها لتضرب أينما تريد، وهي مسألة ليس كما البلاد العربية التي تضرب دون رد، وبمقياس بسيط لو أن الدول العربية أطلقت صواريخها في الحروب الداخلية على “إسرائيل” لانتهت منذ زمن طويل ولكن الأمر لم يسر على هذا النحو وان الأخبار التي تنقلها وسائل الإعلام عن العجز والشلل في “إسرائيل” واهم مدنها المحتلة وهي القدس وتل الربيع، يبين عجز “إسرائيل” الكامل عن العودة بقوة الردع وصد المقاومة كما سوقها الإعلام الصهيوني منذ زمن طويل.

قد يخرج علينا البعض ويقول ما يقول رغبة في المناكفة أو تقرير من تقارير المناديب او كجزء من التحريض في ظل الانقسام الفلسطيني ولكن الأمر اكبر من ذلك بكثير حيث أن “إسرائيل” عاجزة تمامًا عن صد المقاومة أو وقفها وفي غزة الصواريخ تضرب بتقنية عالية جدا في الإصابة والتوجيه والتوقيت، وهناك أيضًا دروس سياسية تخرج بتمعن وباقتدار، والوزن المقابل لها هو أن الأمور تسير نحو مقاومة قادرة تحتاج إلى دعم سياسي وفني وعسكري، كي تبقي “إسرائيل” العدو الأكبر للجميع في ظلها الذي رسم لها من مقاومة غزة وبالتالي لن تعود من جديد قوة ردع أو قوة انتصار وهبي.

الأمريكان أيضًا وكعاداتهم لم يظهروا الدعم الكبير لإسرائيل ضد غزة وكأن الأمريكان بدؤوا في تهيئة “إسرائيل” للمحاربة والقتال لوحدها والأوروبيون ربما يردون إعطاء درس كبير “لإسرائيل” وربما يكون هذا الدرس لمرة واحدة، فخلال حكم ترامب في السنوات الثلاث الماضية بدا العالم يترنح نحو مآزق كبيرة وصعوبات لم تكن في الحسبان وبالتالي فان الأمر ربما يقود إلى العودة بمربع المنطقة إلى ما قبل “إسرائيل”، ذلك أن الثورات العربية كبيرة وتحتاج فقط إلى قوة قيادة إيمانية وسياسية تلتقط الأمر من منطلق العداء “لإسرائيل” وهذا ما ظهر في الجزائر ولبنان والسودان، وهو أمر في النهاية تقف فيه “إسرائيل” عاجزة ومشلولة أمام مجموعة من المقاتلين، الأيام والشهور القليلة سيكون فيها الكثير ولن يغيب أو يطول المشهد إلا بتصاعد الأزمات نحو “إسرائيل” التي قد تصل ذروتها خلال سنوات قليلة إلى نهاية محتومة إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com