مبادرة السلام العربية في مواجهة التطرف الإسرائيلي.. بقلم/ سري القدوة

ما زالت منطلقات عملية السلام في المنطقة قائمة على أولويات وضع حد للموقف الإسرائيلي المجنون وتلك السياسات العقيمة التي اتبعتها حكومات الاحتلال المتعاقبة في ضوء ما تقوم به الولايات المتحدة من إجراءات تدعم بموجبها سياسة رئيس الوزراء المسير للإعمال نتيناهو والهادفة إلى إفراغ أسس ومنطلقات عملية السلام من محتواها عبر دعم الاستيطان في القدس وضواحيها وإفراغ الأرض من أصحابها واعتماد سياسة تهويد ما تبقي من الأراضي الفلسطينية .

ومما لا شك به أن الموقف العربي الموحد ومحور المواجهة الشمولي شكل الحاجز المنيع أمام محاولات اختراق الجبهة العربية وإن الإجماع العربي أفشل محاولات تغيير أولويات المبادرة العربية للسلام، وأن استمرار رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو وحليفه بالبيت الأبيض الرئيس الأمريكي ومحاولاتهم الدائمة تجاوز القيادة الفلسطينية والإجماع العربي والسعى إلى ضرب القضية الفلسطينية وتحويلها إلى قضية إنسانية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقهم بإقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة، عبر خلق البدائل الهزيلة والشخصيات البديلة والسعى إلي خلق تيارات لا تمثل الشعب الفلسطيني والاستمرار في الالتفاف عن الإجماع العربي ووحدة الموقف الفلسطيني بعيداً عن جوهر الصراع في المنطقة ومسار وأسس الحل السياسي من خلال حل الدولتين وإعادة الحقوق إلى أصحابها والعمل على محاولات تجاوز مبادرة السلام العربية .

إن الموقف الفلسطيني كان موقفا صلبا وواضحا وهو لا سلام دون إقامة الدولة الفلسطينية والتخلي عن الاستيطان وقبول مبدأ حل الدولتين القائم على قرارات الشرعية الدولية وان هذا الموقف كان بالتنسيق الدائم مع الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم من اجل التصدي للمحاولات الأميركية الإسرائيلية وتعزيز من الدعم الدولي الرافض للسياسة الأميركية وللسياسات الإسرائيلية التي تتناقض القانون الدولي والسعي دوما للمطالبة بضرورة وأهمية حل القضية الفلسطينية كمدخل أساس لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، كما أن هذا الموقف الفلسطيني العربي المستند إلى صمود شعبنا وتمسكه بأرض ووطنه لفضح التداعيات الخطيرة لتوجهات حكومة نتنياهو القائمة على سياسة التهويد والتوسع الاستيطاني وخاصة بات من الواضح بان التوجه العام لدى الاحتلال هو الدعوة إلى انتخابات جديدة بعد استمرار فشلهم في تشكيل حكومة إسرائيلية قادرة على التعامل مع استحقاقات السلام بالمنطقة .

أن الموقف الفلسطيني والإجماع العربي القائم على مبادرة السلام العربية يرفضون أي مساعدة من احد قائمة على التدخل الإنساني من اجل التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وان الشعب الفلسطيني لا يحتاج لأي مساعدة من احد مغلفة بغلاف أنساني، وأي تطبيع حاليا مع الاحتلال هو طعنة في الظهر واستباحة للدم الفلسطيني، ومكافأة مجانية للاحتلال على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، وان العمل على استبدال مبدأ الأرض مقابل السلام بالمال مقابل السلام تعد خطوات وقرارات مرفوضة .

إن الشعب الفلسطيني يدفع الثمن يوميا نتيجة سياسات وتوجهات حكومة الاحتلال القائمة على القوة والبلطجة والاستخفاف المستمر بالمجتمع الدولي وإرادة السلام العربية والدولية، وهو ما يفرض على المجتمع الدولي وقف سياسة الكيل بمكيالين والتصدي الحازم لسياسة العدوانية  الأميركية والإسرائيلية ?وان وحدة الموقف العربي تدفعنا إلى التأكيد مجددا رفضنا الكامل للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي فى ظل استمرار حكومة الاحتلال وتنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني وتقرير مصيره وان الاحتلال يجب أن يدفع الثمن ويشعر في العزلة العربية والدولية نتيجة سياسته العنصرية وممارساته العدوانية تجاه الحقوق الفلسطينية وتجاهله للقانون الدولي والشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة .

سفير النوايا الحسنة في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

infoalsbah@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com