قراءة عاجلة في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.. بقلم/  شاكر فريد حسن

العدوان الغاشم الذي شنته حكومة العدوان والاحتلال بزعامة نتنياهو على قطاع غزة، وأودى بحياة العشرات من المدنيين العزل، وأباد عائلة كاملة بريئة مكونة من ثمانية أطفال قبل وقف إطلاق النار، هذا العدوان الهمجي كشف وأظهر الكثير من الأمور والحقائق، فقد كشف أولًا حقيقة الإجماع الصهيوني بأحزابه المختلفة في دعم ومساندة نتنياهو في عمليات التصعيد ضد غزة، وبيّن أن لا فرق بين غانتس ونتنياهو في النهج السياسي المعادي لشعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة، كذلك كشف نجاح “إسرائيل” في تحقيق انجاز استراتيجي بتعميق الانقسام الإضافي بين أطراف المقاومة نفسها، وإبقاء الشرخ بين السلطة في الضفة الغربية وحركات المقاومة الإسلامية في غزة.

فبينما وقفت حركة الجهاد الإسلامي وحيدة في معركة الدفاع عن قطاع غزة، فإن حركة حماس التي عودتنا على المواجهة والتصدي للعدوان الإسرائيلي وقفت مكتوفة الأيدي هذه المرة، في حين أن السلطة الوطنية الفلسطينية لم تتحرك نصرة لغزة المستهدفة، وبغية توفير الحماية الدولية للمدنيين الذين يدفعون دائمًا ثمن التصعيد العسكري الإسرائيلي.

ومن الواضح أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، والعودة إلى إتباع سياسة الاغتيالات الجبانة المرفوضة والمدانة، وقصف المباني السكنية واستهداف المدنيين العزل، يأتي في إطار التجاذبات والصراعات الإسرائيلية الداخلية ومحاولات نتنياهو انقاذ نفسه من محاكمات الفساد، وتجاوز أزماته الشخصية، والتغطية على فشله السياسي على حساب الدم الفلسطيني، والهدف منه ضرب المشروع الوطني الفلسطيني وإبقاء حالة التجزئة بين شقي الوطن الفلسطيني.

وعلى ضوء استمرار البطش الاحتلالي الاسرائيلي والتصعيد العسكري ضد شعبنا، فلا بد من إنهاء الانقسام المدمر المعيب في الساحة الفلسطينية، وتحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، واستعادة الوحدة الوطنية بين جميع الفصائل الوطنية والإسلامية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وواجب المجتمع الدولي تحمل المسؤولية والتخلص من سياسة الكيل بمكيالين وإدانة “إسرائيل” والتحرك الفاعل لتوفير الدولية لشعبنا، والعمل على رفع الحصار الجائر والظالم عن غزة، ومحاسبة نتنياهو وحكومة وقيادة جيشه المتورطة في تنفيذ المجزرة بحق الأسرة الغزية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com