في الجمعة الثالثة.. الأقصى بلا مصلين وغياب الأجواء الرمضانية

القدس المحتلة- البيادر السياسي:ـ للجمعة الثالثة على التوالي وبسبب، جائحة كورونا والإجراءات التي اتخذتها الأوقاف الفلسطينية، غابت مظاهر الصلاة والعبادة في مثل هذه الأيام في شهر رمضان المبارك في المسجد الأقصى، فلا مصلين بعشرات الآلاف، حيث رفع الأذان في الأقصى وألقيت خطبة الجمعة دون مصلين، عدى موظفي الأوقاف الإسلامية الذين أدوا الصلاة موزعين على المصليات والباحات والأروقة ضمن إجراءات الوقاية من الفيروس، ولم يشهد الأقصى كما كل عام توافد المصلين إليه من كافة مدن الداخل الفلسطيني ومدينة القدس ومدن الضفة الغربية الذين يتحملون مشاق التنقل من مناطق سكنهم والوقوف تحت أشعة الشمس على الحواجز في سبيل الوصول إلى المسجد، ولم تمتلئ الساحات بالمصلين الذين يتوزعون في الأقصى خاصة في المناطق المشجرة وتحت الشوادر.

وعلى أبواب الأقصى أدى المصلون الصائمون صلاة الجمعة واستمعوا للخطبة عبر مآذن الأقصى، وخلال ذلك تواجدت شرطة  الاحتلال في محيط كافة الصلوات وفرضت وجود أعداد معينة من المصلين في كل ساحة وعند كل باب .

خطبة الجمعة

وفي خطبة الجمعة قال إمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ يوسف أبو اسنينة :”ما زالت المساجد مغلقة والألم يعتصر القلوب للصلاة والتعبد والخشوع والدعاء والسجود والركوع في الرحاب الطاهرة، ونحن في الأقصى لم نفارقه سابقا، ولكن قريبًا سوف يفتح بإذن الله حتى تتغير هذه الأحوال، فقد عم البلاد هذا البلاء وغم النفوس وقطع القلوب وفرق الأحباب، قريبا ستفرج الغمة وتتهيأ أسباب النصر”.

وشدد الشيخ أبو اسنينة على ضرورة التعاون والصبر والأعمال الصالحة والإكثار من العبادات لتجاوز هذه الأيام الصعبة.

وحذر الشيخ أبو اسنينة التجار من احتكار السلع والغش، وطالب بالتقرب الى الله بالصدقات.

كما أكد الشيخ أبو اسنينة على ضرورة العمل الجاد لإطلاق سراح الأسرى القابعين في السجون، فمن حقهم العيش حياة طيبة صالحة، ووجه رسالة إلى الأسرى بالصبر والتحمل وأن الفرج قريب بإذن الله.

واستهجن الشيخ أبو اسنينة من على منبر المسجد الأقصى المبارك القرارات سلطات الاحتلال في الحرم الإبراهيمي بالخليل والمحاولات المتكررة لفرض واقع جديد فيه، في ظل انتشار الوباء يأتي القرار الظالم، مؤكدا أنه مسجد إسلامي ومعلم من معالم المسلمين.

مفتي القدس والديار الفلسطينية

قال الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية في لقاء مع وكالة معا :”لقد أديت الصلاة في الأقصى، ولكن ليست كالجمع الرمضانية المعهدودة، فهي اقتصرت على الأئمة والخطباء وبعض الموظفين من دائرة الأوقاف الإسلامية، بحيث أقيمت الشعيرة تماما بكل ما يلزم من وقاية “جمع وجماعة والخطبة والصلاة وبالعدد المطلوب فقها وشرعا.”

وأضاف :”نتألم أن تكون الأعداد متواضعة وبسيطة في الأقصى، لكن الحكمة للظروف القائمة هي لحماية رواد الأقصى من الفيروس ولحماية المسجد من أن يكون بؤرة لانتشار العدوى والفيروس”.

وأضاف الشيخ حسين :”الكل يتطلع لفتح أبواب الأقصى، فهم عمار الأقصى دائما في كل الظروف.”

مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى

الشيخ عزام الخطيب مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى قال :”الجمعة الثالثة تأتي ونأسف على استمرار تعليق وصول المصلين إلى الأقصى قائم بسبب الوباء الخطير سريع الانتشار، وما نراه في الأقصى اليوم والفراغ الذي تركه المصلون هو مؤلم بشدة، لكن نحرص على حماية النفس البشرية وأرواحهم، ونسأل الله أن ينتهي الوباء حتى يعودوا إلى مسجدهم.”

وانتشرت شرطة الاحتلال بأعداد كبيرة على كافة أبواب البلدة القديمة ومنعت دخول من هم من خارج البلدة إليها في وقت الصلاة، كما انتشرت على أبواب الأقصى المغلقة وحددت أعداد المصلين على الأبواب –حسب تعليمات وزارة الصحة-.

وفي القدس المحتلة غابت مشاهد الحافلات التي تقل المصلين من كل مكان والأسواق التي تعج بالصائمين الذين ينتهزون الشهر الفضيل للوصول إلى القدس والسير في أزقتها وحاراتها وأسواقها بعد انتهاء الصلاة، واختفت مشاهد البسطات التي  كانت تنتشر في البلدة القديمة والشوارع المحاذية لعرض البضائع المتنوعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com