١٦ راهبًا فرانسيسكانيًا يبرزون نذورهم في القدس

القدس – ابو انطون سنيورة – حراسة الاراضي المقدسة – أبرز ستة عشر راهباً نذورهم الرهبانية بين يدي حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون، معاهدين الله أن يحيوا في الطاعة والفقر والعفة حتى الممات، بحسب قوانين رهبنة الإخوة الفرنسيسكان الأصاغر. وينتمي الرهبان الذين أبرزوا، أمس نذورهم الاحتفالية في القدس إلى تسعة بلدان مختلفة: الكونغو كنشاسا، والكونغو برازافيل وإيطاليا وسوريا والمكسيك والبرازيل والبيرو وكولومبيا وجنوب أفريقيا.

أقيم الاحتفال في كنيسة دير المخلص في القدس، خلف أبواب مغلقة بسبب انتشار جائحة كورونا والاغلاق العام المفروض على كافة انحاء إسرائيل. وقد استطاعت عائلات الرهبان وأصدقائهم متابعة قداس النذور الدائمة من كافة أنحاء العالم مباشرة، وعبر الصفحة الخاصة بحراسة الأراضي المقدسة على تطبيق فيسبوك ومن خلال المركز المسيحي للاعلام.

وفي عظته، أردف حارس الأراضي المقدسة قائلاً: “يحثنا هذا الزمن على عيش دعوتنا بالمكوث في الأوضاع التي تحيط بنا، بدل محاولة الهروب منها. إنه زمن يدربنا على الطاعة، لأنه يجبرنا على قبول الظروف المحيطة بنا. إنه زمن يعلمنا كيف نعيش الحياة بهدوء وفرح فرنسيسكاني دون أن نملك لذواتنا شيئاً، إذ ندرك اننا لا نحسن في مثل هذه الأوضاع، احكام السيطرة على أي شيء، بل علينا قبول المحدوديات والتخليات، وان نعيش هذه المسيرة بأسلوب يختلف عما كنا نتخيله. إنه زمن يعلمنا أيضاً أمراً ما في شأن العفة، والقيمة التي يتمتع بها جسدنا والقدرة على منح ذواتنا بالكامل للرب”.

وتابع الأب فرانشيسكو باتون عظته، متطرقاً إلى حلم الله الذي تحدث عنه النبي أشعيا وكذلك يسوع في الانجيل، وقد عاينه هو في هذا اليوم يتحقق من خلال احتفال هؤلاء الاخوة بابراز النذور الدائمة: “إنه الحلم بمعاينة كافة شعوب الأرض صاعدة نحو اورشليم، لتصبح أخوية واحدة أنتم تمثلونها إذ تأتون من أربع قارات مختلفة للمشاركة في وليمة العرس التي هيأها لنا الرب نفسه”. وقد شدد الأب فرانشيسكو باتون أيضاً على كون الدعوة التي قبلها هؤلاء الإخوة الست عشر، هبة من الله، وأنها، وإن تطلبت منهم الكثير، إلا أنهم يستطيعون البقاء أمينين لها بفضل “الرب الذي يجعل ذلك الأمر ممكناً لنا” (تجدون هنا نص العظة بالكامل، باللغتين الإنجليزية والإيطالية).

استلقى الاخوة قبل ابرازهم للنذور الدائمة، بوجوههم على الأرض، أمام المذبح، طالبين مع جمهور المصلين شفاعة جميع القديسين. وساجدين، أبرزوا من ثم النذور الاحتفالية وإلى جانبهم الأشابين. في نهاية القداس، ألقى بعض الرهبان، باسم الجميع، كلمة شكر وجهوها إلى عائلاتهم وإلى المنشئين، وخاصة الأب دوناتشيانو، معلم التلاميذ، إضافة إلى سائر الرؤساء الإقليميين للأقاليم المختلفة التي ينتمي إليها الرهبان الذين أبرزوا في هذا اليوم نذورهم الاحتفالية، ولم يستطع رؤساء أقاليمهم المشاركة في هذه اللحظة الهامة.

من ناحيته، أردف أحد الناذرين، وهو الأخ أندريا، قائلاً: “تكونت هذه المسيرة التي سلكناها حتى الآن من لحظات مختلفة: فرح وتعب وانتظار وأمل، ولكنها تقدمت دائماً ضمن علاقة مستمرة مع الرب وثقة به مع تسليم تام له، بمشاعر من الإعجاب والتعجب، قائلين ما قاله بطرس: “ها قد تركنا نحن ما عندنا وتبعناك”.

وامام وعد الرب لبطرس بأن يمنح من يتبعونه مائة ضعف مع الاضطهادات (مرقس ١٠: ٢٨ -٣١)، صلى الإخوة قائلين: “ها نحن يا رب، فأفعل بنا ما تشاء، وأمنحنا نعمة الاستعداد لكل شيء. أما أنت، يا رب، فلا تتباعد عنا ولو للحظة واحدة”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com