بما تسمى ثورات… تسرق الثروات.. وفيق زنداح

كما قيل منذ زمن … فان الحصون لا تخترق الا من داخلها … والأوطان لا تهدم إلا من داخلها .

وكأن الوثائق الأمريكية … المفضوحة … والفاضحة … وما تم تسريبه ونشره حول عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك اوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون … وما قبل ما بعد هذا العهد الأسود … وحتى عهد الرئيس ترامب … فلا خلاف ولا تباين … ولا استغراب … حول السياسة الأمريكية القائمة اساسا على عدم التوازن … والعمى السياسي برؤية القضايا والملفات … وبطبيعة الحال على قاعدة الانحياز الكامل والمطلق للكيان الإسرائيلي .

أمريكا … ترى ان من ليس معها … وعلى الادق تحت سيطرتها … يجب التعامل معه بدرجات من القسوة … الحصار وممارسة الضغوط … والى درجة الاجتثاث والإنهاء وصناعة البديل .

رؤية عدمية … تسلطية … انتهازية …. عنصرية .. فيها من الانحراف السياسي لدرجة الغلبة والأنانية …. حتى وان كان بالمقابل إنهاء الآخر .

ما يسمى بالربيع العربي … وهو بحقيقته ربيع امريكي اسرائيلي …. تم العمل على تنفيذ مراحله بحسب كل دولة وظروفها … وما بداخلها من عوامل ضعف وقوة … وهذا ما حدث لتونس … سوريا … مصر … ليبيا … وما حدث قبل ذلك بالعراق بعهد الرئيس الراحل صدام حسين .

مشروع أمريكي يجري العمل عليه لإسقاط الدولة الوطنية ومقوماتها الأساسية … وإنهاء الجيوش …. والدفع بالبلاد إلى واقع التفتيت والتقسيم …. والى درجة التهجير عن الأوطان وتنفيذ مشروع إعادة توطين الشعوب .

هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكي بعهد الرئيس اوباما كانت تعمل على سياسة الحرق وإشعال المنطقة من داخلها … بمعنى اشعال النار داخل كل دولة … ومن خلال شعوبها ومؤسساتها .. احزابها وقواها … اي حالة صراع داخلي لا يعرف مصدره … ولا تحدد نتائجه … الاهم ان يحدث هذا الصراع  ….. وان تهدم تلك الدولة او تلك .

سأختصر بمقالي …. حول السياسة الامريكية الخاصة بدفع بعض الشخصيات والعناصر والجماعات الى احداث الفتن والفوضى داخل البلاد لأجل ممارسة الضغوط والابتزاز واحكام السيطرة على مقاليد تلك الدولة او تلك .

هذه السياسة الأمريكية التي جرى اعتمادها بمرحلة ما يسمى بالربيع العربي كانت نتائجها وخيمة وكارثية …. حيث تراجعت الدول والشعوب  وأصبحت الأزمات أكثر تفاقما وصعوبة بإيجاد الحلول لها .

ثبت بالدليل القاطع والملموس ….ان ما طرح من شعارات الديمقراطية والعدالة وسيادة القانون مجرد شعارات تحاكي عوامل المؤامرة وتحركها …. وتدفع بها إلى حيث تريد أمريكا ومن لف بلفيفها .

جماعة الإخوان والتي كانت أكثر تنظيما من القوى السياسية الأخرى … بنيت عليها أمال الإدارة الأمريكية لتنفيذ مشروعها الشرق الأوسط الكبير والصغير … من خلال أخونة المنطقة وسيطرة الإسلام السياسي على مقاليد الحكم داخل الدول الوطنية والقومية …. هذا المشروع الأمريكي الذي كان من نتائجه حالة الإرهاب والفوضى والتراجع والانهيار الاقتصادي والتهجير القصري عن البلاد ومساكن العباد …. إلى حيث الصحراء والغربة التي لا يعرف لها عنوان .

جريمة من جرائم التاريخ الحديث … والتي يجب أن يحاسب عليها كل من شارك وخطط ونفذ أي جزء من أجزاء هذه المؤامرة ….. التي لا زالت فصولها تنسج بالخفاء والعلن …. لأجل إعادة المنطقة لمرحلة ما يسمى بالثورات وهي بحقيقتها سرقة للثروات وسرقة للأوطان .

مصر العربية والتي تعتبر المثال الأكبر والانجح والمتميز …. كانت قد خرجت بفعل قواتها المسلحة ويقظة جماهيرها في الثلاثين من يونيو …. كما صحوة بعض قادتها الذين كانوا على يقظة دائمة وحرص أكيد على دولتهم الوطنية ومؤسساتها .

مصر وقد واجهت تلك المؤامرة ولا زالت تواجه بعض خيوطها …. وبعد ان أصبحت الأمور أكثر وضوحا  …. تأكد للجميع ان الوطن لا يمكن المساس به الا من داخله ….. وهذا لا يمكن ان يكون …. كما تأكد ان الحصن الوطني المصري المتمثل بشعبها العظيم  وجيشها الباسل ومؤسساتها قد أخذت على عاتقها مهمة الدفاع …. وعدم تمكين الإخطار والمخاطر المتمثلة بجماعة الاخوان والجماعات الاخرى …. التي ترى في أحداث الخراب طريقا لوصولها … ولا ترى  ببناء الاوطان وتعزيز الاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية أي فائدة تذكر .

جماعة عدمية …. كما السياسة الأمريكية …. التي ترى بعمى سياسي وانحياز كامل لمصالحها على حساب مصالح الشعوب والدول الاخرى ….. في معادلة غير متوازنة ومنصفة .

من هنا كان بما يسمى بالثورات بحقيقته سرقة للثروات …. وسرقة للأوطان وتشريد للشعوب وأحداث التراجع والتخلف حتى تستمر السيطرة والتسلط .

الرئيس عبد الفتاح السيسي وليكتب التاريخ بأحرف من نور  …. وعلى شهود الاشهاد …. انه المنقذ لمصر وشعبها وأرضها ….. والمنقذ         للمنطقة من مخاطر وتهديدات لا زالت قائمة ولم تنتهي …. وتحتاج إلى المزيد من القوة والقدرة والصحوة واليقظة الوطنية .

الكاتب : وفيق زنداح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com