فلسطين في ظلّ مساعي المصالحة الوطنية.. أسامة الأطلسي

تواكب وسائل الإعلام المحلّية والإقليمية مُجريات الأحداث في فلسطين، حيث اتّخذت الساحة الفلسطينية مسارًا مختلفًا منذ إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي المنتخبة حديثًا عزمها تطبيق خطّة استيطانيّة جديدة لحيازة حوالي ثلث أراضي الضفّة الغربيّة. هذا من ناحية، من ناحية ثانية، تواصل إيران محاولاتها الحثيثة للتغلغل في الضفّة وتعزيز مناطق نفوذها في فلسطين بصفة عامّة، الأمر الذي يعتبره البعض خطّة استعماريّة لكن بشكل مختلف عن المألوف.

بشبه إجماع الخبراء السياسيّين العرب الذين درسوا هذا الملفّ، كان مشروع الضمّ الإسرائيلي القادح الأساسيّ والدافع الجوهريّ لحركتيْ فتح وحماس من أجل فتح ملفّ المصالحة، هذا الملفّ الذي تعثّر طويلا في السنوات الماضية حتّى أوشك البعض أن يفقد أمله فيه. ومنذ ذلك الحين تداعت أحداث سياسيّة مهمّة في المشهد  السياسيّ جعلت فلسطين محطّ أنظار عربيّة وإسلاميّة.

الآن، تركّز وسائل الإعلام على تغطية تفاصيل مشروع المصالحة الفلسطينيّة. آخر ما وقع تغطيته بشكل مكثّف هو اللقاء الأخير الذي جمع جبريل الرجوب عن حركة فتح بصالح العاروري عن حركة حماس، هذا اللقاء الذي أفضى إلى إعلان انتخابات فلسطينية موحّدة في فترة زمنية لا تتجاوز ستّة أشهر من تاريخ الإعلان. وقد أثار مكان اللقاء جدلًا عربيّا وفلسطينيا واسعًا، حيث كان من المتوقّع أن تحتضن مصر هذا اللقاء، إلّا أنّ فتح وحماس اختارتا عدوّة مصر الأولى تركيا في حركة سياسيّة غير مفهومة استهجنها الكثير.

أثار اللقاء الأخير في تركيا ملفّ التدخّل الأجنبيّ في الشأن الفلسطيني وخاصّة تدخّل إيران في فلسطين، وقد حذّر الكثيرون من السماح لهذه الدّولة بالتغلغل في الضفة الغربيّة كما حدث في غزّة في مرحلة ما. هل تتخذ فتح والسلطة برام الله احتياطاتها اللازمة من إيران وغيرها أم أنّ الوضع خارج عن سيطرتها ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com